السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
خيرت.. الاسم شاطر والفعل بليد

خيرت.. الاسم شاطر والفعل بليد

كنت أعتقد أن من درس بناء المدن وتعميرها يعد من أكثر البشر الذين لا بد وأن نقف لهم إجلالا واحتراما لجهودهم فى بناء المجتمعات وذلك بحكم تخصصهم ودراستهم، ولكن خاب ظنى عندما عرفت وعرف الجميع أن هناك من استغل علمه ودراسته وتخصصه فى فعل جل ما هو عكس ذلك، فلم أصدق أن من درس البناء والتعمير يمكن أن يهدم ويخرب ويتآمر ويهدد ويسفك الدماء، أتحدث هنا عن المدعو خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الجماعة المحظورة، والذى سبق له وأن ترشح كمستقل للانتخابات الرئاسية المصرية 2012 قبل أن يستبعد، والحاصل على بكالوريوس الهندسة – قسم الهندسة المدنية تخصص إنشاءات وخرسانة من جامعة الإسكندرية عام 1974، والذى عمل بعد تخرجه معيدًا ثم مدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة فى جامعة المنصورة حتى عام 1981 حين أصدر الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات قراراً بنقله خارج الجامعة مع آخرين ضمن قرارات سبتمبر 1981، ورغم تفوق الرجل فى دراسة الهندسة فإنه تفوق أيضا فى ديباجة وحبك المؤامرات والتخطيط لها للإضرار بالوطن والمواطنين، ولذلك سجن أكثر من مرة، كان آخرها فى 5 يوليو 2013 عقب إلقاء القبض عليه بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين السلميّين أمام مكتب الإرشاد فى المُقطّم والتخابر مع دولة أجنبية ضد جمهورية مصر العربية وتم إيداعه فى سجن طرّة. ما جعلنى أبحث فى شأن هذا الإرهابى الآن ما جاء على لسانه صوتا وصورة فى حلقات مسلسل الاختيار 3 الذى يعرض حاليا، والتى لا يستطيع هو أو غيره من أعضاء جماعته الإرهابية نكرانها، أو الادعاء كذبا بعدم وقوعها، بداية من دوره فى إدارة شئون البلاد من خلف ستار رئيسها (البصمجى) محمد مرسى واتخاذ القرارات بدلا عنه، ثم اعترافه بأن جماعته المحظورة لديها ثأر شخصى مع الجيش المصرى بسبب المحاكمات العسكرية، وهو الجيش الذى حاولوا أكثر من مرة استمالته إلى صفهم ولكنهم فشلوا، سواء عن طريقه أو عن طريق مرشد الجماعة محمد بديع، ثم تهديده بحرق مقرات أمن الدولة من خلال أعضاء الجماعة، مرورا بتخطيطه لمؤامرة خلع النائب العام وقتها المستشار عبد المجيد محمود استغلالا لحالة الغضب بالشارع المصرى من النائب العام بخصوص الأحكام الخاصة بموقعة الجمل، ليصرف الأنظار عن أنشطة الجماعة الإرهابية وتمكينها من فرض سلطتها على رجال القضاء تنفيذا لخطة التمكين التى وضع الشاطر لبنتها الأولى منذ تأسيسه لشركة سلسبيل فى عام 1992 للعمل فى مجال الحاسبات ونظم المعلومات، وقد داهمتها قوات الأمن واستولت على جميع الأجهزة والأقراص بها والتى تتضمن خطط جماعته فى احتواء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى أنه صاحب فكرة حصار المحكمة الدستورية لتمرير دستور جماعته المشبوه، وذلك عن طريق إرسال أنصاره لحصار المحكمة لمنع قضاتها من نظر دعوتى بطلان مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وقتها نجح بالفعل (الشاطر اسما البليد فعلا) فى تعليق جلسات المحكمة، إلا أنه فشل فى التأثير على القضاة لإيقاف الدعوى، مثلما فشل فى فرض إرادته فى إقصاء بعض الضباط الذين كانوا يتابعون نشاط جماعته من وزارة الداخلية.



ما سبق يعد غيضا من فيض لخطط أستاذ الجامعة دارس هندسة البناء والخرسانة الخبيثة، التى كشفها لنا مسلسل الاختيار 3 لرجل الجماعة الأول صوتًا وصورة والذى قال عنه الرئيس السيسى وقت أن كان مرشحا للانتخابات الرئاسية عام 2014 بأنه تلقى تهديدات من الشاطر باستقدام «جهاديين» أجانب لقتال الجيش المصرى، كما قال السيسى فى أحد الحوارات: «الحقيقة أن كلامه استفزنى بشكل غير مسبوق فى حياتى، لأنه كان يعبر عن شكل من أشكال الاستعلاء والتجبر فى الأرض، وانفجرت فيه قائلاً: (إنتم عايزين إيه، أنتم خربتم البلد، وأسأتم للدين.. إنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا)».. وهى نفسها التسجيلات التى نطالب بخروج الكثير منها إلى النور، ليرى ويعرف شعب مصر حقيقة دور هذه الجماعة الإرهابية فى تدمير وخراب مصر بمشاركتهم لدول خارجية فى الإضرار بمصالحنا مقابل تحقيق مصالحهم، وهى المصالح التى يتباكى عليها البعض مطالبا إيانا بضرورة إجراء مصالحة مع هذا الفصيل، وهنا أقول لهم أن هذا الشعب لم ولن يقبل قط أى مصالحات مع من تلوثت يداه بدماء الأبرياء من أبناء هذا الشعب.