الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد.. دراما رمضان فى ميزان النقد الفنى

عصام زكريا .. صعود «الجزيرة» وتباطؤ «المشوار»!



بعد مرور ثلث الشهر الكريم، يشهد سباق الدراما صعود أعمال وهبوط أعمال أخرى، فيما تبقى بعض الأعمال محافظة على مكانتها المتقدمة أو مكانها فى القاع دون تذبذب يُذكر.

من الأعمال التى بدأت بداية قوية مسلسل (المشوار)، لكنه راح يبطئ الخُطى ويراوح مكانه، لا يتقدم على المستوى الدرامى.

ومن الأعمال التى بدأت بطيئة، مرتبكة، مسلسل (الكبير أوى 6)، الذى بدأ يعثر على طريقه الآن مع دخوله إلى مرحلة المحاكاة الكوميدية للمسلسل الكورى الشهير (لعبة السبيط).

ومن الأعمال التى تصاعدت وتيرتها مسلسل (أمل فاتن حربى)، مثيرًا جدلا وانقسامًا بين معجبيه، ومعظمهم من مؤيدى حقوق النساء، والمنزعجين منه لأنه يؤيد النساء، كما يثير جدلا مماثلا بين عشاق المبالغات العاطفية الميلودرامية والمنزعجين من نبرته الزاعقة المستدرة، والمبتزة للمَشاعر. ويشعر بالحيرة تجاهه من يؤيدون مضمونه الشجاع ويتحفظون على أسلوبه المفرط فى التعبير.

لم يزل (الاختيار 3) مدهشًا وصادمًا بمواده الوثائقية الكاشفة، بالرغم من أن الدراما التاريخية فيه أكثر سخونة وجاذبية من قصص أبطاله الثلاثة؛ حيث لم ينصهر الخطان فى خط درامى واحد بعد، وهو ما سيحدث بالتأكيد خلال نصفه الثانى.

ومن الأعمال التى تتقدم بخُطى قوية ثابتة (جزيرة غمام)، الذى يبدو الآن كما لو كان فصلا من رواية (أولاد حارتنا) لـ«نجيب محفوظ»، وبالتحديد قصة «عرفة» الذى أصبح فى المسلسل «عرفات». ومن المثير للفضول أن نرى كيف ستمضى الحكاية بعد ذلك.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: طارق لطفى

أفضل ممثلة: مى عز الدين

 

 

ماجدة موريس.. مين  قال

 

ابن ذهب ليحضر نتيجته فى الثانوية العامة، وغاب طويلاً وقلقت عليه الأسرة، وعرفت بنجاحه، وقرر الأب أن  يدخل كلية الهندسة وفقًا لمجموعه، ورفض النقاش معه حول هذا، وصمت الابن، لكنه قرر أن يفعل ما يريد، وليس ما يريده أبوه، وبدأ رحلة مستقبله كما يراه وحده، بعيدًا عن الأسرة وعن بيته، مستعينًا بدعم أصدقاء وصديقات الدراسة، وبقدرتهم على فهمه، أو حتى سماع أفكاره، هذه هى الملامح الأولى  لمسلسل (مين قال) للمخرجة «نادين خان». أحد المسلسلات الجديدة المهمة فى موسم الدراما هذا العام، والذى ترأست «مريم نعوم» فريق كتابته.

وأهمية المسلسل فى تقديرى تنبع من طرحه لقضية خالدة فى مجتمعنا، عانينا منها طويلاً، ولا نزال، هى اختيار الدراسة التى يذهب إليها الأبناء بعد الثانوية العامة، وأيًا  كان المجموع، فإن صاحب القرار هو الأب وليس الابن، وكأنه لا يحق له اختيار مستقبله، المسلسل هنا ينحاز إلى الشباب، ربما للمرة الأولى فى الدراما، من خلال مواجهات الأب «جمال سليمان» المسئول الكبير فى شركة أدوية، مع الابن «أحمد داش»، بينما تحاول الأم «نادين» والابنة الطالبة فى نهائى طب إيقاف الجدل، ليخرج الابن مسرعًا بعدها، تحت أى حجة، إلى حيث توجد الحرية والقدرة على الحركة بدون مراقبة وحساب، ويقرر أن يتحول إلى صاحب مشروع صغير أولاً، وتمضى الحلقات بين الثبات والحركة، والتقاليد والتمرد، ومع جيل جديد من الشباب والشابات يمثلون لأول مرة، ببساطة وانسجام وكأنهم أصدقاء بالفعل مقابل علاقات فاترة وصدمات فى العمل يواجهها الأب، ليضعنا (مين قال) بعنوانه الدال هذا فى حالة انتباه بين حياتين، واحدة تنسحب، والأخرى تتمدد.

ومن جانب آخر، يواصل مسلسل (فاتن أمل حربى) للكاتب «إبراهيم عيسى» والمخرج «محمد العدل» فتح كل ملفات قضايا تعنيف المرأة وتعذيبها بين المحاكم من أجل حقوقها وأبنائها بعد الطلاق، ويستكمل «بليغ أبوالهنا: خالد النبوى» بطل مسلسل (راجعين يا هوى) اكتشاف الجديد فى بلده بعد عودته من خلال عائلته وأصدقائه، والحبيبتين السابقة والحالية، فى رحلة فريدة بكل ما تتضمنه من قصص وروايات عن الناس ومنهم، كتبها «محمد سليمان عبد المالك» عن قصة لـ«أسامة أنور عكاشة» وأخرجها «محمد سلامة» ليقدم لنا ملامح لا تنسى للقاهرة القديمة العريقة ولكل مكان جمع بين شخصيات العمل.

أفضل مسلسل: الاختيار - مين قال

أفضل ممثل: ياسر جلال - خالد النبوى

أفضل ممثلة: نيللى كريم - نور                 - حنان مطاوع

 

 

 

مجدى الطيب .. «انحراف».. اسم على مسمى !

فى الموسم الرمضانى 2021، عُرض مسلسل بعنوان (الطاووس)، إخراج مدير التصوير «رءوف عبدالعزيز»، وبطولة النجم «جمال سليمان» مع «سهر الصايغ»، عن سيناريو وحوار «كريم الدليل»، وإشراف «محمد ناير»، وحقق المسلسل دويًا كبيرًا، ما دفع شركة إنتاجية أخرى إلى التفكير فى التعاون مع المخرج نفسه، لتقديم مسلسل رمضانى جديد بعنوان (انحراف)، كتبه «مصطفى شهيب»، وقامت ببطولته «روجينا»، وكما حدث فى مسلسل العام الماضى استوحى المسلسل الجديد أحداثه من وقائع حقيقية، لكن «التوليفة» الجديدة لم تكن بإتقان القديمة، واعتراها خلل كبير؛ فالبطلة هذه المرة طبيبة نفسانية تُدعى «حور، روجينا»، مصابة بعقدة انعكست على تعاملها مع الحالات التى ترتاد عيادتها، وصارت تثأر لنفسها، من خلال مرضاها، ورغم الفكرة التى لا تخلو من تشويق؛ فإن مسلسل (انحراف) ضل طريقه؛ عندما فوجئنا بأن «حور» طبيبة نفسانية بالاسم، لكنها تتصرف وكأنها صحفية، أو ضابط مباحث، تتحرى، وتُحقق فى الجرائم الغامضة، التى راح ضحيتها مرضاها !

«ياما فى الحبس مظاليم» لكن الطبيبة نسفتها عندما جعلت من نفسها وزارة داخلية «قطاع خاص»، وتوصلت إلى أدلة فشلت «المباحث» فى الوصول إليها، وعجز القضاة عن كشف غموضها، حتى أن سيدة عجوزا «سميحة أيوب» نفذت حكم الإعدام، فى إحدى هذه الجرائم، وهى بريئة، والوحيدة التى توصلت إلى هذه الحقيقة هى الطبيبة «الخارقة»، التى نصبت من نفسها قاضيًا وجلادًا !

الأمر المؤكد أن مسلسل (انحراف) كان مؤهلًا لأن يكون واحدًا من الأعمال الدرامية، التى تبحث فى أغوارالنفس البشرية، وما يعتمل داخلها من صراعات وتناقضات، لكن كل شيء انحرف عن مساره، وأصبح (انحراف) اسمًا على مسمى !

أفضل مسلسل : جزيرة غَمام

أفضل ممثل : رياض الخولى

أفضل ممثلة : دينا الشربينى 

 

 

 

علا الشافعى .. «المشوار»..فن صناعة المتعة فى الدراما

لا يستطيع أحد أن ينكر مشاكل الدراما المصرية، وما تحتاجه منظومة العمل بها من تغيير، لا سيما فى ظل التطورات التكنولوجية الكثيرة، وظهور المنصات، وتأثير ذلك على شكل وتطور طرق السرد والإخراج.

نعرف جيدًا أزمة الكتابة والإيقاع وما تشهده بعض الأعمال من مط وتطويل كى يتمكن صناع تلك المسلسلات من المنافسة بـ30 حلقة حسبما تفضل معظم الوكالات الإعلانية، رغم أن هناك بعض الموضوعات لا تتحمل معالجتها هذا العدد من الحلقات، ولدينا نفس اليقين أنه منذ أن فرضت الإعلانات والمعلنون سطوتهم على الدراما، اختلت الموازين، وأن بعض من يمتهنون الكتابة يستسهلون ولا يهمهم سوى ملء المشاهد.

كل تلك الأزمات وأكثر، ولكن هل علينا ألا نرى سوى المشاكل فقط؟. بالتأكيد لا فهناك بالفعل محاولات للتطوير.

موسم دراما رمضان 2022 يشهد انضباطًا وتنوعًا ملحوظًا، وهناك تميز فى الكثير من العناصر الفنية.. بالتأكيد العمل الفنى وحدة واحدة، ولكن ذلك لا يعنى أن نحتفى بشكل مبالغ فيه ببعض الأعمال فى البدايات، ثم سرعان ما نقرر التركيز على العيوب فقط، وهو شىء محبط لفريق عمل كامل.

أتحدث هنا تحديدًا عن مسلسل (المشوار) للمخرج «محمد ياسين»، الذى لم أفقد شغفى به منذ الحلقات الأولى وحتى الآن، مع إدراكى التام لمشاكل النص، وأن «ثيمة» الرحلة تتطلب تفاصيل أكثر لصنع حالة التشويق لدى الجمهور، ولكن فى حقيقة الأمر، الكاتب «محمد فريد» يقدم دراما تشويق بروح مصرية خالصة، وسرد سلس يحتاج إلى التركيز فى التفاصيل فقط، مثل اختيار أماكن التصوير وعلاقتها بالشخصيات (مشهد لقاء ماهر بسعيد فى مقبرة السيارات)، الشخصيات حقيقية من لحم ودم، حوار لا يحمل ثرثرة، عين مخرج مميزة، ومدير تصوير «عبد السلام موسى» لا يخلو كادر عنده من جماليات وموسيقى تأخذ الروح.. (المشوار) لا يحمل عنفوان (أفراح القبة)، ولا خصوصية (موجة حارة)، بل يقدم حالة فنية مختلفة ممتعة دراميًا وبصريًا.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: خالد النبوى -                طارق لطفي

أفضل ممثلة: دينا الشربينى -                  نيللى كريم

 

 

 

 

طارق مرسى.. مشوار محمد رمضان.. طويل

وجود أسماء بحجم المخرج محمد ياسين ومحمد رمضان ودينا الشربينى فى عمل يعنى أنك على موعد مع دراما وعمل ثلاثى الأبعاد 3D ومن النوع الساحر على مستوى الإخراج والصورة والإيقاع والفكرة وأيضًا التمثيل والجماهيرية.. هكذا تعودنا فى أعمال «ياسين» وأيضًا لثقة الجمهور فى اختيارات رمضان «ثقة فى الله نجاح» رغم الانتقادات والملاحظات التى وجهت إليه فى مسلسل العام الماضى «موسي»، وانضمت إلى المنظومة دينا الشربينى التى نجحت فى تكوين قاعدة جماهيرية بعد أعمالها الأخيرة ووفائها للشخصيات التى تقدمها منذ مسلسلات جراند أوتيل، وحكايات بنات، ومليكة، حتى لعبة النسيان، وقصر النيل.

لكن كما اتضح فى الحلقات العشر الأولى وقع المخرج فى مصيدة المد والتطويل لدرجة أن من الممكن صناعة حلقة واحدة من الحلقات العشر الماضية، ويبدو أن الثلاثى يعانون من ضعف السيناريو وندرة التفاصيل التى كتبها محمد فريد فى هذه الحلقات التى تختزل فى حلقة واحدة، ولم يكن أمام رمضان ودينا وياسين إلا استعراض موهبتهم فى مشاهد مكررة من دون حدث صاعد، ودخل فى المنظومة أسماء مثل ندا موسى وأحمد صفوت واحمد مجدى، الذين تألقوا جميعًا بدون ورق، والمفارقة أن هؤلاء تبدت ملامحهم الدرامية أكثر من أبطال المسلسل نفسه. عمومًا حتى لا نسابق الأحداث نستطيع القول بأن الحلقات الماضية مجرد «برومو» لمسلسل لم يبدأ بعد لمجرد ثقتى بالله فى إمكانيات وعبقرية محمد ياسين ومحمد رمضان ودينا الشربينى وبيومى فؤاد وأحمد كمال ومعهم ندا موسى وأحمد صفوت وأحمد مجدى وسما إبراهيم وأحمد الألفى ومايان السيد ومحمد على رزق وآخرون.

لكل ما سبق فإن رؤية دراما مسلسل «المشوار» لم تثبت بعد، لكن أتصور أن ما خفى هو الأعظم رغم اعتقادى وإيمانى بأن هذا المسلسل كان من الممكن ألا تزيد حلقاته عن 15 حلقة أو بمعنى آخر أن ما سبق مجرد تسخين، وأن المشوار الحقيقى لن يبدأ قبل الحلقة الـ16 أو على طريقة مباريات الكرة + 90وعليكم الخير.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام 

أفضل ممثل: طارق لطفى 

أفضل ممثلة: روچينا

 

 

 

نـاهـد صـلاح .. الصدمة

«فاتن أمل حربى» تركض فى مسارات متشعبة، تتطلع إليها الأعين متعاطفة ومنتظرة ثمة تغيير قد تحدثه الدراما فى الواقع. هل ستنجح المرأة المعذبة فى مواجهة الزوج المحتمى بذكورية المجتمع؟ هل تنجو بأبنائها فى المسلسل الذى يجنح إلى المباشرة؟ والمباشرة هنا ليست اتهامًا؛ إنما فى رأيى ضرورية لمناقشة هذه النوعية من القضايا، كما أنها تخص أسلوب «إبراهيم عيسى» فى مشروعه الدرامى.

أتساءل عن الأبناء وكيف يمكن أن تترتب حياتهم، إثر هذه المعاناة؟ بينما أشاهد (أحلام سعيدة) تأليف «هالة خليل»، إخراج «عمرو عرفة»، إذ يتجاوز المسلسل طابعه الكوميدى، ويرسخ لحالات إنسانية متوازية، منها حالة «فريدة، يسرا»، البرجوازية التى تعيش ماضيها، وتنقطع عن حاضرها بمتغيراته، لذا لا تفهم رغبة ابنها «آدم» فى هجرانه التعليم، ونزوعه ليكون فنان «ستاند أب» كوميدى، إنها لا تستوعب هذا الفن أساسًا، وتصدمها معرفة صديقته ومنتجته، الطالبة فى الجامعة الأمريكية التى تنوى ترك الدراسة أيضًا.

 إنه صراع أجيال، كما فى (مين قال) لـ«نادين خان»، وإن اختلفت الحكاية. الموضوع لا يتعلق فقط بطموح «شريف، أحمد داش» لتدشين مشروعه الخاص بصناعة مقاعد ورقية، وإحجامه عن كلية الهندسة التى يرغبها والده، إنما بنفسية جيل كامل يتوزع بين معتقدات الأهل القديمة، وأحلامهم بحياة مختلفة.

التعليم محور الصراع، بينما نرى الخرافة وعوالم الأشباح والخيال المهووس بعدو خفى، تسبح فى فلك الأساطير واللعنات والنبوءات، بما يشكل صدمة ما فى (بيت الشدة) لـ«وسام مدنى»، من ناحية لا تتوارى سذاجة الطرح والمعالجة الهزيلة والكرتونية، ومن ناحية أخرى لا توجد قصة أو رسالة، أو حتى رابط مفهوم بين العفاريت والإرهاب، سوى أنه محاولة لتغييب العقل. أفضل مسلسل: فاتن أمل حربى

أفضل ممثل: شريف سلامة

أفضل ممثلة: يسرا  

 

 

 

صفاء الليثى ..الإنقاذ يأتى غالبـًا من نجوم الصف الثانى

قد نختلف على أفضل نجم أو أفضل نجمة لدور البطولة فى مسلسل، ولكننا فى الأغلب الأعم نتفق على تميز ممثلين يؤدون أدوارًا تالية لبطل العمل أو بطلته، ينجح نجوم الصف الثانى بأداء منضبط ومبهر كما الحال مع «بيومى فؤاد» المحامى فى (المشوار)، ورغم تعدد أدواره نجده ناجحًا فى تعديل أدائه ليناسب الشخصية، المحامى الكبير «راشد عزالدين» مالى مركزه، حدد لقاءه مع «ماهر» انحناءة فى العمل ودفعة قوية للدراما التى تسير ببطء لم يعتده مشاهدو المسلسلات.

وفى (أحلام سعيدة) نجحت «مى كساب» فى شدنا كمشاهدين لتصبح قضيتها وأداؤها المغاير تمامًا لكل ما ظهرت به سابقًا، هى نقطة تركيز المتابعة، بأدائها المؤثر وتفاصيل حركاتها ترسم شخصية جذابة للمشاهدين من الجنسين.

وتلفت انتباهى أيضًا «أسماء أبواليزيد» حبيبة «توبة» وزوجته وأم ابنه، «أسماء» بسمارها تذكرنى دائمًا بـ«أحمد زكى» الذى شق صف البطولة فى السينما منافسًا النمط التقليدى فى الجمال، الزمن تغير ومعه مقاييس الجمال، أجد «أسماء» نموذجى المفضل للجمال المصرى وممثلة رائعة حتى لو أتى اسمها فى العناوين تاليًا بعد «صبا مبارك» و«ماجد المصرى»، هى بطلتى وارتبطت بها وأخشى عليها من تحولات الدراما التى تفضل الانقلابات الدرامية لزيادة جذب المشاهد.

بالطبع نجوم الصف الثانى لا يمكنهم النجاح أو لفت الانتباه دون أن يسبق أداؤهم توجيه مخرج وكتابة جيدة. الممثلة «رحمة أحمد» التى ظهرت علينا فى الحلقة الخامسة مع «أحمد مكى» فى دور عروسه «مربوحة»، وتفاصيل مشهدها وراؤها باحث جمع ما يحدث حاليًا فى أفراح القرى والمدن الصغيرة وأدت «رحمة» بظرف من عرف هذه العادات وخبرها جيدًا. 

«مدام صفية» فى (راجعين يا هوى) الممثلة «سلوى أحمد على» وأداؤها الظريف لنمط الجارة الحشرية تبدل كراهيتنا له بمحبة مثل التى تطل من عينيها.

فى (جزيرة غمام) هل البطل هو «أحمد أمين» بأدائه الرائع لـ«الشيخ عرفات»، أم «طارق لطفى، خلدون» طرح البحر، أم «رياض الخولى» كبير البلد «الشيخ عجمى»؟. وبعد الحلقة العاشرة الأفضل هم:

أفضل مسلسل: المشوار

أفضل ممثلة: أسماء أبواليزيد

أفضل ممثل: أحمد أمين.

 

 

 

 

رامى عبدالرازق .. ماذا تحكى الصورة؟

بعد عشر حلقات من مسلسل (المشوار) كان التعليق الأبرز أن الكادرات الخاصة بمدير التصوير «عبدالسلام موسى» رائعة، ولكنها تبدو جميلة فى ذاتها! وأن الأحداث تتحرك ببطء شديد رغم السيطرة المعروفة للمخرج «محمد ياسين» على إيقاع مسلسلاته.. هل هذا البطء مقصود؟ أم أن قصر زمن الحلقات سببه الميل الإنتاجى للوصول إلى ثلاثين حلقة رغم أن المسلسل تقف خلفه جهة إنتاج سخية من الصعب اتهامها بالمط الاستهلاكى!

يقول «تاركوفكسى»: إن الشعر يبدأ حين تنتهى المعلومة! وعلى مدار عقود تدرب المتلقى المصرى على أن الدراما التليفزيونية هى دراما معلومات فى المقام الأول، وأن الحوار هو الوسيلة الأساسية لنقل المعلومة وعرضها- تاريخ الشخصيات كمثال حى - وشرحها –الأزمة- وإعادة التأكيد عليها- فى الفصل الثانى منها الملىء بالحشو- ثم لحظة الكشف وتقديم رسالة العمل – فى الحلقة الأخيرة- وذلك مع تجاهل كبير – سواء من قبل الصناع أو الجمهور- لعناصر أخرى من أدوات الحكى مثل النظرات على سبيل المثال التى هى وسيلة سرد أساسية فى الأفلام – الفيلم هو بناء علاقة بالنظرات على حد قول «سمير فريد»- هذه التساؤلات البسيطة تعيدنا مرة أخرى إلى مقولة «تاركوفكسى» وتداعياتها على مسلسل (المشوار)؛ ثمة نفس شعرى ما يحاول أن يتشكل عبر صورة العمل والكادرات (الحلوة) التى تتشكل من زوايا تصوير لبيئات مختلفة – جبال الملح وحديقة الحيوان وهناجر الترام- مع درجات من النور والظل سواء طبيعية أو اصطناعية كلها فى النهاية تصب وجدانيا خارج سكة المعلومات – التى هى بالمناسبة قليلة ومعروفة منذ البداية- وتحاول أن تحفر لنفسها مجرى موازيًا للحوار، هذا المجرى يمنح المناطق الساكنة للصراع ميزة تأملية تحاول أن تضيف للحدث لونًا شعريًا وشعوريًا يدفع المتفرج باتجاه السعى إلى ما وراء المعلومة أو ما فى داخلها من انفعالات وتفاصيل بشرية وأسئلة عن مفاهيم الخير والشر والعدل والحرية والمادة والحب! مفاهيم أثيرية تحتاج أسئلتها إلى ما هو أكثر من المعلومات للحديث عنها أو رصد انعكاساتها على الشخصيات، وبالتالى على المتلقى نفسه!

أفضل مسلسل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: أحمد أمين

أفضل ممثلة: رحمة أحمد

 

 

 

رامى المتولى.. فاتن أمل.. إنها الحرب

 انعكاس الواقع ومشاكله على الدراما هو جزء أساسى من عملية الإبداع، والاشتباك مع قضايا بعينها هو أحد الأهداف التى يعتمد عليها الصناع وعلى رأسهم كتاب السيناريو، فهمهم للواقع وخيالهم يحكمون البذرة الأولى فى العملية الفنية، والكثير من الموضوعات تكتسب أهمية فى حقبة ما من حياة البشر لدرجة تثير اهتمام كاتب فيقرر الاشتباك مع هذه القضية دون غيرها، ومع تفاقم مشاكل الأحوال الشخصية فى مصر تحديدًا الطلاق واكتظاظ المحاكم بالمشاكل وصفحات الحوادث بالجرائم، قرر الكاتب والباحث والسيناريست والصحفى الكبير «إبراهيم عيسى» أن يتصدى لهذه القضية المجتمعية من خلال مسلسل (فاتن أمل حربى). من المنطقى أن تكون هذه السطور هى وصف لحالة عادية جدًا تحدث بشكل طبيعى فى دولة عريقة فى صناعة الفنون، لكن غير العادى هو أن يتصدى «إبراهيم عيسى» تحديدًا لهذه القضية والتى على الرغم من أهميتها إلا أن الهجوم على المسلسل مشخصن فى أفكار «عيسى» التى يطرحها خارج إطار المسلسل من خلال برامجه وكتاباته، والتى لم يتعرض لها أو يضعها داخل المسلسل حتى والتزم فى إطار «خيالى» بعرض مشكلة «تونا» فقط ومعاناتها مع طليقها وحياتها اليومية كسيدة مثل ملايين السيدات فى مصر.

قام الهجوم على المسلسل مع تجاهل تام لقيمته الفنية والاجتماعية وما يطرحه من أفكار ويدعونا كأفراد فى المجتمع للاشتباك معها، متجاهلين الأداء التمثيلى الأكثر من جيد لـ«شريف سلامة ونيللى كريم ومحمد ثروت»، وكذلك جودة المسلسل ككل والمسئول عنها المخرج «محمد جمال العدل» المشهور هو الآخر باختياراته لموضوعات أعماله واشتباكه دائمًا مع مناطق شائكة، وبدلاً من الاهتمام بموضوع المسلسل الأساسى والاستمتاع بعناصره الفنية الجيدة، تحولت السوشيال ميديا لصراع حول الحجاب وصورة الشيوخ فى الدراما وابتعد الجميع عن الموضوع الأصلى بالضبط مثل القضية الهزلية التى أثارتها نقابة التمريض ضد مسلسل (الكبير أوى 6) بسبب مشهد من مشاهد العمل، فى النهاية يذهب هذا الهذيان الإلكترونى ويظل فقط العمل الجيد بقدرته على التأثير.

أفضل مسلسل: فاتن أمل حربى

أفضل ممثل: شريف سلامة

أفضل ممثلة: نيللى كريم 

 

 

محمد سيد عبدالرحيم .. رهان الـ«تيك توك»!

دائمًا ما تنتقل المواهب من وسيط لوسيط. لا ننسى أن «نعيمة عاكف» بدأت حياتها بالسيرك ثم انتقلت إلى السينما لتبدع، بينما جاء «عبد الحليم حافظ» من الغناء والإذاعة ليصبح أهم مطرب فى السينما المصرية. الوسائط ليست جزرًا منعزلة، ولكنها تتماس لتستفيد بعضها من بعض. وهو نفسه ما يحدث الآن مع وسيط الـ«تيك توك» الذى يفرز يوميًا المئات من المواهب.

فى الموسم الرمضانى الحالى، ظهرت فى المسلسلات مجموعة من المواهب التى نجحت نجاحًا كبيرًا على الـ«تيك توك» فنجد الطفل «عبدالرحمن طه» فى دور التوأم «جونى والعترة» فى مسلسل (الكبير أوى 6) و«هلا رشدى» فى دور أخت البطل و«محمود محيى الدين» فى دور صديق البطل فى مسلسل (مكتوب عليا).

ولكن يجهل أو على أقل تقدير يتناسى صناع هذه المسلسلات، أن الوسائط تختلف عن بعضها، وأنه حينما تنتقل موهبة من وسيط لوسيط فيجب على صانع العمل الذى قرر هذا الاختيار، أن يؤهل ويوظف هذه المواهب قبل الظهور، لأنه ودون هذه الخطوة المهمة نلقى هذه الكارثة التى حلت بهذه المواهب، والتى ترجع لعدة أسباب، أهمها عدم القدرة على التمثيل وعدم اهتمام صناع العمل بهم وتوظيفهم، وأيضًا اعتقادهم أنهم بقادرين على كسب جمهورهم فقط عبر وجودهم. فكثيرًا ما تجد هؤلاء الممثلين يقفون فى المشاهد لا يعرفون بالفعل ما الذى يفترض بهم أن يفعلوه فلم يقل لهم أحد ولم يتعلموا كيف يتعامل الممثل حينما يكون فى لحظات ليس مكتوبًا له فيها حوار. أيضًا لا تكتب لهم شخصيات لها خلفية جيدة فتجدهم وكأنهم قذفوا إلى المسلسل بلا أى مقدمات. كلها أسباب جعلت تواجدهم باهتًا وسخيفًا وربما يكون هذا هو السبب وراء تراجعهم وظهورهم بمعدل أقل فأقل مع كل حلقة جديدة.

لا يعنى هذا أن الـ«تيك توك» لا يفرز مواهب، ولكن يعنى أن هذه المواهب يجب أن يتم تدريبها وتوظيفها جيدًا فى العمل الفنى حتى لا تصبح مسلسلاتنا الكوميدية الأكثر سخافة هذا الموسم!

أفضل مسلسل: المشوار

أفضل ممثل: طارق لطفى

أفضل ممثلة: يسرا  

 

 

مصطفى عمار .. راجعين يا هوى.. «نفحة» أسامة أنور عكاشة

اقتربت الدراما الرمضانية من الوصول لمنتصف رحلتها، وبات واضحًا بشكل كبير أى من الأعمال المعروضة التى تستطيع أن تكمل معنا السباق وأى من الأعمال التى وقعت فى فخ المط والتطويل وسير الأحداث فيها بسرعة النملة.. لتتمكن من الوصول للحلقة 30 مع أنها كانت تستحق العرض فى عشر حلقات لا أكثر ولا أقل.. ولكن دعونا نستمتع سويًا بالحديث عن واحد من أفضل الأعمال الدرامية التى تم تقديمها خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو مسلسل (راجعين يا هوى)، نفحة الكاتب الكبير «أسامة أنور عكاشة» التى منحها لمن يستحقها من الكتاب الذين يحملون روح كتابته العظمية، وهو الكاتب «محمد سليمان عبدالمالك»، الذى التقط قصة كاتبنا العظيم وصاغ منها عالمًا لا نستطيع أن نقول أنه شبيه بعوالم «أسامة أنور عكاشة»، ولكنه عالم جديد يحمل رائحته ولكن بشكل وأسلوب مختلف.. لا أعرف هل كان سيحقق العمل هذا النجاح إذا أسندت بطولته لأى ممثل مختلف عن الموهوب «خالد النبوى»، «خالد» لا يجوز أن يسبق اسمه أى لقب سوى الموهوب، يؤدى دور «بليغ» الدور الرئيسى فى المسلسل بروح عازف كمان توقفت الفرقة المصاحبة له عن العزف وقرر هو وحده أن يسحر حضور الحفل بمقطوعة موسيقية من إبداعه.

فريق العمل بالكامل من ممثلين والمخرج «محمد سلامة» والمنتج «تامر مرتضى» والمشرف على المشروع «مصطفى العوضي».. يظهر العمل براعتهم فى اهتمامهم بأدق التفاصيل حتى فى فنط كتابة التيترات، وصوت «مدحت صالح» عليه بلحن بديع لـ«عزيز الشافعي»، وكلمات ملهبة لمشاعر الحنين لـ«تامر حسين».. كل شىء فى المسلسل يصنع منه حالة خاصة تمنحنا بهجة وحنينًا وفنًا حقيقيًا بعيدًا كل البعد عن مسلسلات «الترند» المزيفة!

أفضل مسلسل: راجعين يا هوى - فاتن أمل حربى - جزيرة غمام

أفضل ممثل: خالد النبوى - طارق لطفى - شريف سلامة

أفضل ممثلة: نيللى كريم - مى كساب - مى عزالدين  

 

 

عبدالله غلوش.. أفضل 10 فى أول 10

10 – محمد سلام.. موهبة كوميدية استثنائية، إيفيهات «بيور» غير متوقعة،  بعودته عادت الروح لحلقات (الكبير أوى).

9 - دينا الشربينى.. قدمت فى شهر رمضان الحالى درسًا مهمًا أثبتت فيه أن العند والاستمرار فى السير بالطريق الخطأ هى من تعيدك للوراء، وليس التخلى عن البطولة المطلقة والموافقة على المشاركة فى بطولة مسلسل مهم مع نجم كبير.

8 - دنيا سامى.. واحدة من أهم اكتشافات مسلسل (فى بيتنا روبوت).. طاقة كوميدية هائلة، قادرة أن تستخرج منك الضحكة بأبسط وأسهل الطرق.

7 – أحمد داش.. بعد تعرضه لسيل من الانتقادات والتجاوزات بسبب دوره فى (نسل الأغراب) رمضان الماضى، نجح فى تقديم واحد من أفضل وأهم أدواره من مسلسل (مين قال).

6 - شريف سلامة.. أصعب حاجة لما تقدم دور عكس شخصيتك وعكس طبيعتك وعكس اللى الناس اتعودت تشوفه منك، وهو ما نجح فيه بجداره فى مسلسل (فاتن أمل حربى).

5 - حنان مطاوع.. يومًا بعد الآخر تثبت أن الموهبة وحدها قادرة على نجاح أى تجربة تحت أى ظروف وأى إمكانات.

4 - محمد سليمان عبدالمالك.. أن تضيف لقصة «أسامة أنور عكاشة»، روحًا وإيقاعًا وحبكة مسألة مش سهلة غير لو كانت من سيناريست قدير وموهوب مثله.

3 - حسين المنباوى.. بعيدًا عن الإيقاع المضبوط والمشدود والكادرات الأشبه بـ«لوحات ليوناردو دافنشى»، لو معملش أى حاجة فى مسلسل (جزيرة غمام) غير أنه اختار «أحمد أمين» لتجسيد دور «الشيخ عرفات»، كفاية لاختياره أفضل مخرج هذا الموسم.

 

 

 

2 - رحمة أحمد.. مثال يحتذى به فى السعى والاجتهاد واستغلال الفرصة لتقديم أفضل ما لديك وإظهار موهبتك للجميع.

1 - ياسر جلال.. بعيدًا عن نجاحه فى تقديم الدور كأفضل ما يكون، ولكن قبوله للتحدى من البداية أمر مبهر لا يقدر عليه سوى فنان يثق فى إمكاناته وقدراته جيدًا.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: ياسر جلال

أفضل ممثلة: حنان مطاوع