أنا وقـلمى .. الجدل حول المسلسلات السياسية

أثار الجزء الثالث من مسلسل الاختيار، والذى يذاع على معظم القنوات التليفزيونية المصرية والعربية الكثير من الجدل، رغم أنه المسلسل الأنجح جماهيريًا بين الأجزاء الثلاثة نظرًا للمتابعة التى حظى بها المسلسل سواء داخل مصر أو خارجها، فهو يوثق فترة حكم الرئيس محمد مرسى، هو وجماعته الإرهابية، قبل أن يطيح الجيش بحكمه، حيث تناول تقرير عرضته قناة الجزيرة حول المسلسل، واتهمته بأنه منحاز سياسيًا، وأنه لا يتحدث عن المسلسل بصورة حيادية أو حتى من وجهة نظر فنية، وأن الأحداث غير حقيقية، رغم أننى -ومن معايشتى لهذه الفترة أنا وملايين غيرى من المصريين - على يقين بأن المسلسل يعكس واقعًا مصريًا عشناه جميعًا، وأن أحداثه حقيقية بنسبة كبيرة، ولا يعتمد على قراءة مطلقة للأحداث، بل يستعين بوثائق لدعم المواقف المختلفة، وهناك بعض المشاهد تتضمن تسجيلات حقيقية، وبالتالى هناك توازن بين الحقيقة والخيال، ولن يكون مسلسل الاختيار هو العمل الدرامى الأول أو الأخير الذى أثار الجدل، فلا يمكن لنا أن ننسى مسلسلات مثل «رأفت الهجان» وهو أحد أعمال الدراما المصرية العربية، والذي حقق العديد من النجاحات على المستوى المالى والجماهيرى والدرامى، و«دموع فى عيون وقحة»، وهو مسلسل آخر من ملفات المخابرات العامة المصرية يروى قصة حقيقية لبطل مصرى نجح فى خداع الإسرائيليين الذين كانوا يعتقدون أنه عميلهم المصرى الذى يقوم بالتجسس على بلده لصالحهم، ومسلسل «هجمة مرتدة» الذى أُذيع فى رمضان الماضى، و«الحفار» و«الثعلب» وغيرها من المسلسلات التى كانت تروى قصصًا من ملف المخابرات العامة المصرية والتى هزت إسرائيل والموساد، وأجهزة مخابرات أخرى عديدة لدول كبرى، وعادت هذه النوعية من المسلسلات مرة أخرى العام الماضى والحالى، حيث كان هناك مسلسل «العائدون» الذى يُعرض الآن، وتضمن مشهدا قريبا من الجريمة القبيحة التى ارتكبها تنظيم داعش بحق الطيار الأردنى «معاذ الكساسبة» الذى أُشعلوا فيه النار حيًا، حيث أثار هذا المشهد ضجة كبيرة بين جموع المشاهدين.

 وبعيدًا عن المؤيدين والمعارضين، ندعو إلى لُحمة جميع أطياف الدولة المصرية ورفض الانقسام بشتى صوره، ونؤيد قيادتنا السياسية الحكيمة وجيشنا المغوار، وشرطتنا العظيمة فى كل خطواتها السابقة التى ساعدتنا فى التخلص من حكم جماعة الإخوان، ومحاربتهم للإرهاب.. وتحيا مصر.