الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
خفافيش الظلام

خفافيش الظلام

اكتملت فصول اللعبة وسقطت الأقنعة، فخرجت علينا خفافيش الظلام من جحورها، لتعيث فى الأرض فسادًا، فتعطشها الدائم للدماء جعلها لا تكل أو تمل فى البحث عن ضحايا يروون ظمأها، وللأسف حانت لهم الفرصة بهزيمة منتخبنا من السنغال فى الدور النهائى لتصفيات كأس العالم، عقب الهزيمة فى مباراة كرة القدم ظهر بيننا من يشكك فى أداء لاعبينا (فهذا يصلح وذلك لا يصلح)، وفخر مصر وأفريقيا والعرب محمد صلاح يبخل بجهده وعرقه على منتخب بلاده موفرًا إياه لناديه الإنجليزى الذى يختزل له العطاء، ولذا يلعب معنا بالشوكة والسكينة ليضمن عدم إصابة قدميه (مصدر رزقه وشهرته)، لدرجة أن البعض حمله مسئولية الخسارة من خلال وصفه عبر مواقع التواصل الاجتماعى بـ(المتخاذل)، رغم أن ما قدمه صلاح يفوق أضعاف ما قدمه هؤلاء المتحذلقون، أما باقى اللاعبين فهم فى نظرهم ليس لهم من لازمة أو أهمية، مدللين على ذلك أن بعضهم لا يلعب أصلًا فى الأندية المحترفين فيها، بل إن أحدهم لا يصلح للعب فى نادى سماد أبوقير (أحد أندية الدرجة الثانية).



وعن اللعيبة المحليين فقد تم تصنيفهم وبقدرة قادر إلى أهلى وزمالك، وتناسوا عن قصد وسوء نية أو فهم أن الناديين لم يقدما ما يشفع لهما فى بطولة الأندية الأفريقية، سواء استكمل الأول مشوار البطولة، أو الثانى الذى خرج من البطولة بصورة لا تليق به أو بتاريخه، وكتب آخر تغريدة قال فيها: «نجوم على الفاضي، بلا هوية ولا مسئولية واستهتار»، «وخسارة فيكم الدعم الجماهيري».. (ملحوظة لم تخل التغريدة المكتوبة على سطرين من أخطاء إملائية لا يقع فيها طالب فى الصف الأول الابتدائي)، بالطبع لم يفلت الخواجة من بين أيديهم، فهو من وجهة نظرهم مغرور ومتعنت، ويتعامل بعجرفة مع الإعلاميين ولا يأخذ برأى أحد وخصوصًا منهم، ومن خلال منابرهم التى يطلون بها علينا صباح ومساء كل يوم (وهات يا كلام عالفاضى وعالمليان) هذا بخلاف كونه عاجزًا ومفلسًا كرويًا ولا يمتلك فكرًا ليكون مدرب مصر أصلًا، كما أن أغلب اختياراته خاطئة، وهى بالمناسبة نفس الاتهامات التى سبق وأن تعرض لها من قبل المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر الذى أطلقوا عليه وقتها بأنه يلعب بخطة (حلق الله يسترك) وهو نفسه المدرب الذى يصفه آخرون حاليًا بأنه أفضل من كيروش، الذى لم يسلم معاونوه من هجوم خبراء التحليل أيضًا، حيث تم وصفهم بأنهم ليسوا سوى طقم عرائس متحركة، ولا يفعلون شيئًا سوى الظهور أمام الكاميرات والتلويح أو ادعاء الكلام لإيهامنا - نحن المشاهدين - بأن لهم دورًا فعالًا مع المدرب الأجنبي، وإذا كنا نتحدث عن الكاميرات وما يحدث خلفها أو أمامها فوجئت كما فوجئ غيرى بأن استوديوهات التحليل المصرية أصبحت تنفرد عن سواها فى جميع دول العالم برمى يمين الطلاق أو التهديد بالانسحاب حال كان هناك رأى معارض لرأى أحد أعضاء فريق التحليل أو حتى مقدم الاستوديو، ناهيك عن الهجوم أو بمعنى أصح (التقطيع) فى مدربين سابقين تم اتهامهم بأنهم تولوا تدريب منتخب مصر فى غفلة من الزمن، دون أن يكون لهم دور أساسًا كلاعبين، علمًا بأن تاريخ واحد ممن تم التصريح باسمه على الهواء، يعد هو الوحيد بين المدربين المصريين الذى حقق إنجازًا عالميًا وليس قاريًا أو حتى محليًا فى كرة القدم، فى حين أن من نعته بذلك ليس له إنجاز يذكر كمدرب ولو حتى على مستوى أندية الدرجة الثالثة وليس الثانية.

أعلم أن النقد لا بد وأن يكون له أصول وقواعد، وقتها يحق للخبير أو على من يتصدرون استوديوهات التحليل، أن ينتقد كما يشاء لكى يفيد المشاهد، وفى نفس الوقت يفيد من يوجه له النقد، بأسلوب وأداء لا يخلو من الاحترام والأدب، مع ضرورة أن يقتصر النقد على الأمور الفنية التى تغيب عن المشاهد أو من الممكن ألا يراها الشخص المنتقد، ولكن أن يتم تجاوز هذه القواعد ويصل الأمر إلى رمى اليمين أو التعرض للحياة الشخصية، فهذا ليس بنقد ويدخل تحت بنود أخرى تستوجب عدم خروج مثل هؤلاء على الهواء مرة أخرى، وكفانا بحثًا عن ركوب الموجة سعيًا خلف التريند الملعون الذى جعل كل من (هب ودب) يطالبنا بالأخذ بنظرياته الكروية التى لا تخلو من عبث لاستعادة الشهرة التى غابت عنهم منذ تركوا المستطيل الأخضر.. صحيح أن الحزن تملك جل مصرى عقب فشلنا فى الوصول إلى كأس العالم، ولكن يجب علينا الاستفادة من هذا الدرس الذى طويت صفحته، استعدادًا لجولات كروية أخرى.

أخيرًا تحية تقدير واحترام لكافة أعضاء فريقنا القومى (لاعبين وجهازًا فنيًا وطبيًا ومعاونين) على ما بذلوه من جهد وعرق لرفع راية مصر عاليًا، ثقتنا ودعمنا لكم بلا حدود، ولا عزاء لمن يتصدر المشهد الرياضى والكروى والإعلامى باحثين عن ضحايا مثل خفافيش الظلام.