السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أطفالهم وأطفالنا

أطفالهم وأطفالنا

يحل بعد يومين لا ثالث لهما ذكرى يوم الخامس من أبريل، وهو لمن لا يعرف يوم الطفل الفلسطينى الذى ذاق المرار والشقاء واليتم والتشرد منذ أكثر من 7 عقود بالتمام والكمال، على يد محتل إسرائيلى تعج سجونه بالعديد من الأطفال الفلسطينيين، الذين تم اعتقالهم لأسباب واهية تخالف جميع القوانين والمواثيق التى تهتم بحقوق الطفل، ولكن لا أحد يهتم أو حتى تتحرك مشاعره ولو بالتصريح أو حتى بالتنديد أو الهمز أو اللمز بمثل هذه الحقوق، التى تم انتهاكها على يد مغتصب إسرائيلى، سمح لنفسه بفعل ذلك بقصد وتعمد فى وقوع إصابات ووفيات بينهم، بل وحرمانهم حتى من استكمال تعليمهم بخلاف تدمير منازلهم.



عنف وتعنت وعنجهية غير مبررة، جعلت من أطفالنا فريسة سهلة للتشوهات النفسية والشخصية وهم يرون منازلهم تُهدم فوق رؤوسهم أو أمام أعينهم، وآباؤهم وأمهاتهم يُقتلون أو يسجنون لمجرد مطالبتهم بحق أسرهم فى الحرية والحياة الكريمة، وأخيرًا ينتهى بهم المطاف بطردهم خارج وطنهم، بعد تعرضهم للضرب والاعتداء والتعذيب الذى يكاد يصل إلى حد القتل، من قبل ضباط وجنود الاحتلال فى الشوارع، كما حصل مع الطفل «أحمد المناصرة» الذى تم تعذيبه وإهانته أمام الكاميرات وأجباره على الاعتراف بما لم يفعله تحت الضغط والتعذيب، فى موقف يعيد إلينا صورة الشهيد «محمد الدرة» الذى قتله الاحتلال وهو فى حضن والده وأمام عدسات الكاميرات أيضًا.. يحدث جل هذا مع الطفل الفلسطينى وأكثر منه، وللأسف لا تسمح مساحة المقال بذكره.. فى الوقت الذى تكشف فيه وسائل الإعلام العالمية مدى المأساة التى يتعرض له أطفال أوكرانيا، من جراء العمليات الحربية التى تدور الآن وتنال من بعضهم، مما حدا بجميع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة إلى التعاطف معهم، ووضع حلول عاجلة لمساعدتهم أنسانيًا ونفسيًا وتقديم جل سبل العون والمساندة لهم، لدرجة وصل معها الأمر إلى منحهم هدايا ولعب عند وصولهم إلى الدول التى تستقبل اللاجئين الأوكرانيين من قبل (بابا نويل) الذى ظهر فى غير ميعاده المعتاد (ولكن كله يهون من أجل تخفيف معاناة الأطفال)، هذا بخلاف بحث سبل استكمال دراستهم.

 مأساة حقيقية يعيشها الأطفال فى أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة، (كما يعيشها أطفالنا فى فلسطين منذ عقود) إثر الحرب الروسية الأوكرانية، وفيها فقدوا آبائهم وتيتموا، وآخرون ولدو تحت الأنقاض تحاوطهم جدران المنازل المتهالكة إثر الصواريخ الضاربة والقذائف إياها، وتقارير صادرة من الأمم المتحدة تؤكد أن هناك طفلًا كل دقيقة سيصبح لاجئًا بسبب  هذه الحرب، والتى بسببها خرج المدعى العام الأوكرانى صارخًا بسبب مقتل وجرح أطفال بلده، بسبب القصف الروسى الذى تسبب فى إلحاق أضرار بأكثر من 439 مؤسسة تعليمية، منها 63 دمرت بالكامل، وولادة أطفال تحت الأنقاض وقصف مدارس وهم بداخلها، فى مشهد يذكرنا بعدوان إسرائيل الغاشم على أطفالنا فى مدرسة بحر البقر، جميعها جرائم وأخطاء تُرتكب فى حق الطفل الأوكرانى ندينها من هنا ونستنكرها، كما يراها ويدينها الغرب وإعلامه غير المحايد، والذى لم يعرف الإنصاف يومًا فى تعامله مع نفس الأحداث التى تكررت فى أماكن متعددة من ضمنها فلسطين، ولكنه تذكرها فقط عندما تعرض لها الأطفال أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، وكما تذكرها الإعلام تذكرتها وعن طيب خاطر وترحيب المؤسسات والمنظمات الدولية، فسارعت مشكورة لنجدتهم ونحن نشكرهم على ذلك، لأنهم فى النهاية أطفال ليس لهم ذنب فيما ارتكبه الكبار من أخطاء، ولكننا نود فقط أن نذكرهم بعدم نسيان أطفالنا فى فلسطين، حتى لا تصبح الصورة أكثر قتامة وسوداوية مما هم فيه، من تكرار مشاهد الدماء البريئة التى تنزف منهم، وتكاد تصرخ غضبًا وقهرًا من عنصرية هذه المنظمات والمؤسسات الدولية التى ترى عيونهم وقلوبهم حقوق الطفل عندهم، ولكنها لا تراه عندنا قط.