لوسى ابن طنط فكيهة

منى رضوان
- مين دى يا سميحة واحدة صاحبتك؟
- إيه ده يا بابا مش عارف لوسى!
- مين دى يا بنتى، أنا مشوفتهاش قبل كده.
- جرالك إيه يا بابا ده ولد!
- ده ولد؟! بسم الله الرحمن الرحيم.. لا يا بنتى قولى كلام غير ده.
- سلامة عينك يا بابا، ده لوسى ابن طنط فكيهة.
- سبحااان الله، كده كده، وبتشتغل إيه بقى يا سى لوسى؟
- ولا حاجة، پاپى هو اللى بيشتغل وأنا اللى بصرف.
- بقى ده يا ناس يتحسب علينا راجل؟!
قالها يوسف بك وهبى على لوسى ابن طنط فكيهة المايص وأشار بوضوح لناس محسوبة علينا رجالة وهُمّا مش كده.
وهنا أتساءل كإنسانة عادية: هل الرجولة مربوطة بالذكورة والشنبات؟ أعتقد لأ بالمَرَّة، واعتقادى ده جاى من نماذج حية حوالينا ونعرفها شخصيًا.
لا أقلل أبدًا من دور الراجل فى الحياة ولكن بنفس القياس أن الرجولة تبقى بالصوت الخشن والشنب والذقن ونوع الجنس فى البطاقة هو شىء سطحى أوى وغير واقعى بالمَرّة.
نموذج لوسى ابن طنط فكيهة فى فيلم (إشاعة حب) كان الهدف منه المقارنة بين لوسى وحسين اللى بيحب سميحة واللى أبو سميحة نفسه يبقى جوز بنته، ليه بقى؟ علشان شايفه راجل. وهنا ننتقل لنقطة ما هو الفرق بين الرجولة والذكورة؟
- الذكورة جنس؛ إنما الرجولة فكر وسلوك ومعاملات.
- الرجولة أدب مش إفيه بنقوله، وفوق هذا وذاك هى كلمة حق تقال فى وقتها.
- الرجولة مسئولية واستعداد للتضحية والإيثار،
بنشوف كتير فى حياتنا نماذج أطلق عليها مصطلح الذكورة الهشة أو الـ fragile masculinity وهو السلوك الذى يتبناه بعض الذكور حولنا لعدم فهمهم الحقيقى للمعنى العميق للرجولة، ودول شخصياتهم بتبان بسهولة بمجرد التعامل، مثلًا زى إن الراجل اللى يقلل من مجهود الست اللى قدامه أو يهز ثقتها فى نفسها أو يدخلها فى مقارنات مع غيرها أو يشوف الأخطاء بتاعتها فقط.
مرَّة سألوا طفل يعنى إيه راجل من وجهة نظرك؟
فرد عليهم وقال: الراجل هو شخص يحب دون قيد أو شرط ويهتم بك ويحميك ويفهمك ويجد الفرحة والسعادة عندما تكون أنت سعيدًا.
فقال الطفل مستكملًا كلامه: لمّا أكبر، هكون راجل زى مامتى؟.
وده كان أعظم قصف جبهة سمعته بصراحة.
الخلاصة يا ريت منربطش الرجولة بالشنبات لأن لو كده يبقى الصرصار ده راجل جدًا، ولا نربط الرجولة بالجدعنة لأن فى ستات أجدع من 100 راجل.
خلينا نعيش كلنا رجالة وستات واحنا متفقين أن فى بعض الصفات لا ولن ترتبط بنوع الجنس بقدر ما ترتبط بالسلوكيات والتعاملات زى الرجولة.
كل سنة وكل ست وامرأة طيبة ونحن فى شهر المرأة ويومها الخاص الموافق 8 مارس، أنتِ حقًا رائعة وتستاهلى كل يوم يبقى عيد، عاش يا ستات واجمدوا كدة، أنتن أصل الحياة.