الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الرجال  لا يضربون النساء

الرجال لا يضربون النساء

هل أصبح ضرب النساء فى مصر أمرًا اعتياديًا؟ سؤال يفرض نفسه بقوة فى مجتمعنا ونحن فى بدايات القرن الـ21، للأسف الإجابة على السؤال المطروح ستكون بنعم، لأن ما نشهده على أرض الواقع يؤكد أن المرأة المصرية تنهال عليها أيادى الرجال بالضرب والعنف والإساءة والتحقير من جل صوب وحدب، ومعاول الهدم جاهزة وعلى أتم استعداد للتدخل فى التو واللحظة، لا تعرف سوى مبدأ (ذبح القطة لكل ما هو أنثى)، فقط حين تتلقى الإشارة من عقول ذكور فاقدة الرشد والإنسانية والرحمة، تبدأ من الأب ثم الشقيق الأكبر حتى نصل إلى الأصغر، وليس هناك من مانع بإشراك العم وكذلك أبنائه لتأديب وتهذيب لإصلاح البنات (الزوجة فيما بعد)، عقول تبدأ وتنتهى عند مجتمع مبتلى بعادات وقيم وتربية تنص على (الحط) من شأن المرأة عمومًا، سواء كانت فتاة أو شابة فى مقتبل العمر أو حتى زوجة، ولذلك أصبح قدرها منذ ولدت كأنثى أن تكون دائمًا فى المرتبة الثانية فى تسلسل الترتيب الهرمى لأى أسرة مصرية من حيث المكانة والقيمة والقدرة على اتخاذ القرار.



السطور السابقة ليست سوى تأكيد لما يحدث فى مجتمعاتنا العربية، وليست لها علاقة نهائيًا بالشعارات والأمثال التى تتردد بين الوقت والآخر عن المرأة ومكانتها مثل: (ست بمائة رجل، ووراء كل عظيم امرأة والأم مدرسة) حكم وأمثال نخدع بها أنفسنا لنتباهى بها بين الأمم، ولكن الواقع كذبها وكشف زيفها، فعند أول اختبار حقيقى تنال الضرب والإهانة، سواء من الأب ثم الشقيق وتنتهى عند الزوج أو شقيقه أو شقيقته، وفى بعض الأحيان يمكن أن ينالها الحظ فى الإساءة من الخطيب، وهذا ما شاهده القاصى والدانى فى واقعة حفل زفاف الإسماعيلية الذى جذب اهتمام الجميع منذ وقوعه، حتى وصل إلى مرحلة التصالح الذى ارتضته الزوجة سواء كانت طائعة أو بدون، وهو التصالح الذى قد يكون سببًا فى إهدار كرامتها وإهانتها فى مرات عديدة لاحقة.. ولا يهم هنا صورتها أمام الناس وأمام الأهل والأصدقاء فهى فى النهاية امرأة خلقت من ضلع أعوج، ووفقًا لنفس نظرية الحكم والأمثال والموروثات الشعبية التى أنصفتها فى بعض الأحيان، يتم عدم إنصافها بقصد وتعمد عندما يُقال: (المرأة العورة يلعبوا بها الكورة) مثل فيه دليل واضح على الانتقاص من قيمتها وأهميتها فى محيط أسرتها، أو (آمن للحية ولا تآمن لوليه) فى إشارة لعدم الأمان للنساء، بسبب ما يدعى البعض عن مكرهن وفقًا للكثير من أدبيات الأمثال الشعبية، أو عندما يقال: (حتى ولو طلعت المريخ فأخرتها الطبيخ) مثل يشرح نفسه ويضع المرأة فى إطار دور تقليدى لا يجب الخروج عنه، على الرغم مما نشهده فى الوقت الحالى من أداء فى منتهى الأهمية للدور الذى تؤديه فى المجتمع سواء كطبيبة أو مهندسة أو وزيرة أو قاضية أو معلمة أو أستاذة فى الجامعة أو سيدة أعمال، ولكنها العادات والموروثات المتخلفة من سنوات الماضى السحيق، تجسدت فى الأمثال المذكورة سابقًا لتؤكد التناقض الذى تعيشه مجتمعاتنا الشرقية التى تتمسك بذكورة زائفة، تهتم فقط بالمظهر لإثبات الرجولة، بعيدًا عن الرحمة التى أمرنا بها ديننا الحنيف فى التعامل مع المرأة، ولا تخضع لمقاييس شيم الرجال أن يقوم الرجل بضرب زوجته، خاصة أن القانون لا يوجد به نص يجرم ضرب الزوجات، لذا أقول بأنه قد آن الأوان لإقرار قانون تتضمن مواده نصوصًا صريحة وواضحة بتغليظ عقوبة ضرب الزوجات، ليكون رادعًا لمثل هذا الزوج أو غيره ممن يعتمدون منهج الضرب والسب والوعيد لتعويض النقص فى الشخصية والتربية التى يعانون منها، رغم أننى شخصيًا أشك فى تمتعهم بأى قدر من الرجولة والأخلاق والإنسانية، التى أصابت مجتمعنا فى مقتل وما نتج عنه من ظواهر تحرش وتنمر وإهانة وجهل وقلة وعى وعدم إدراك لدور المرأة فى تقدم المجتمع، هؤلاء عليهم أن يذهبوا لأطباء نفسيين لمعالجة مركبات النقص التى تمكنت منهم، ثم بعد ذلك يفكرون فى بناء أسرة، فهم ليسوا سوى أشباه رجال، لا يعرفون فى حياتهم سوى التمتع بالنساء أو خدمتهم وتربية الأبناء أو الضرب والسب، هؤلاء لن نسمح بوجودهم فى حياتنا وسوف يتصدى لهم القانون وجميع مؤسسات المجتمع، شريطة ألا تسمح أى امرأة أو فتاة بأن يعتدى عليها بالضرب أو يتحرش أو يتنمر بها أحد.