السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ابحث عن الاقتصاد الغاز الروسى يحرق الدولار الأمريكى فى أوكرانيا

ابحث عن الاقتصاد الغاز الروسى يحرق الدولار الأمريكى فى أوكرانيا

على غرار حكايات رواد المقاهى الشعبية يقولون إن أحد الصحفيين سأل الرئيس الروسى بوتين: ماذا ستفعل لو قامت أمريكا بتوجيه ضربة نووية لموسكو؟! 



رد بوتين مبتسمًا: وهل يليق أن يكون هناك عالم بعد فناء روسيا؟!

يعنى بالبلدى المصرى عليّا وعلى أعدائى وعلى الكوكب أن يتحمل حماقات البعض!

بعيدا عن تلك القصة هناك الكثيرون الذين لا يعلمون سر  تصاعد الأزمة.

 

الأزمة ليست الآن وليست حتى من 2014، لكنها تعود إلى عام 1991 عام تفكيك الاتحاد السوفييتى وظهور دول كثيرة مستقلة عن الاتحاد الروسى ومن أهمها أوكرانيا.

أوكرانيا تم توريثها معظم السلاح النووى الروسى وهى المرحلة التى ظهر فيها مصطلح بيع الرؤوس النووية على قارعة الطريق.

وقتها تم الاهتمام الشديد بأوكرانيا من جانب الغرب وأمريكا لأسباب عديدة أهمها أنها أقرب طريق روسى لأوروبا وامتلاكها شبه جزيرة القرم المقر التاريخى للأسطول الروسى العظيم.

كان يجب أن يمر التخطيط كما دبر له فى وجود جورباتشوف ثم بوريس يلتسين اللذين كانا أقل كثيرًا من أن يتحملا تبعات دولة كانت قوية وقطب عالمى مثل روسيا حتى جاء عام 2002 وتولى ثعلب المخابرات الروسى بوتين حكم البلاد.

هذا الرجل القوى الحاد كان لديه رؤية وهى أن تستعيد روسيا مكانتها وقوتها بين العالم.

لذلك قاد عملية إصلاح اقتصادى ضخمة مكنت روسيا من أن تقف على قدميها مرة أخرى وتواجه العالم بقوتها.

طبعا طوال سنوات بناء أو إعادة بناء القوة الروسية كان بوتين هدفًا للنقد الغربى من جانب جمعيات حقوق الإنسان الغربية رغم أنه لعب الجيم وفقًا لقواعد اللعبة الغربية وتحديدًا الأمريكية فكان يترشح رئيسًا لدورتين يقود فيهما البلاد كرئيس ثم دورة يصبح هو رئيس وزراء بينما تلميذه وصديقه فى المخابرات ميدفييف رئيسًا ويعود بوتين مرة أخرى لدور الرئيس. 

استطاع بوتين أن يضع على كرسى رئاسة أوكرانيا الموالين له ليضمن أمان روسيا خاصة أنه كانت هناك محاولات لضم أوكرانيا إلى حلف الناتو فى 2006 وهو ما رفضه بوتين بشدة.

فى 2013 بينما كان يجلس جناح غير موالٍ لروسيا فى الحكم وبدأ يعلن عن ضرورة انفصاله، وهو ما جعل روسيا تقرر ضم شبه جزيرة القرم الواقعة جنوبى أوكرانيا والمطل على البحر الأسود و‏يتجاوز عدد سكانها مليونى نسمة، ينحدرون من مائة قومية، أبرزها الروس والتتار والأوكرانيون.

ويتكون القرم من عدد من المدن الكبيرة والصغيرة، أبرزها عاصمتها سيمفروبول وميناؤها الرئيسى سيفستوبول الذى يُعد منذ عصر القياصرة الروس حتى الآن مقر أسطول البحر الأسود الروسى، وظل القرم لسنوات طويلة دار الصراع لقرون عدة بين قوى مختلفة من بينها سكان جنوى والبندقية والرومان والبيزنطيون والعثمانيون وبالطبع الروس للسيطرة على شبه الجزيرة بسبب أهميتها الجيواستراتجية المتمثلة بتحكمها فى البحر الأسود وامتلاكها مدخلاً على مضيق البوسفور والبحر المتوسط.

‏فى فبراير 2014 عقد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اجتماعاً طوال الليل مع رؤساء الأجهزة الأمنية لمناقشة مسألة تخليص الرئيس الأوكرانى المخلوع والموالى له فيكتور يانوكوفيتش، وفى نهاية الاجتماع قال: «يجب علينا أن نبدأ العمل على إعادة شبه جزيرة القرم إلى روسيا».

‏فى 23 فبراير، أقيمت مظاهرات موالية لروسيا فى  عاصمة القرم. واستولت القوات الروسية المتخفية على المجلس الأعلى أو ما يُعرف ببرلمان القرم فى يوم 27 فبراير.

كما استولت كذلك على مواقع إستراتيجية فى جميع أرجاء القرم، مما أدى إلى تنصيب حكومة سيرغى أكسيونوف الموالية لروسيا على القرم. 

‏تم إجراء استفتاء حول حالة القرم وإعلان استقلالها بتاريخ 16 مارس عام 2014 وتزامن ذلك مع إعلان روسيا عن ضمّها لشبه جزيرة القرم يوم 18 مارس عام 2014.

‏أدانت أوكرانيا وكثير من رؤساء العالم الضم والإجراء التى قامت به روسيا واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولى. 

‏لكن  أوكرانيا قطعت طريقًا طويلاً نحو التكامل مع الغرب، وصل إلى حد إعفاء المواطنين الأوكرانيين من التأشيرات للسفر إلى الاتحاد الأوروبى.

فى المقابل، تدهورت العلاقات مع روسيا إلى حد تعليق حركة الطيران بين البلدين منذ عام 2015، مع استمرار التعاون فى بعض المجالات الحيوية، مثل نقل الغاز الروسى إلى أوروبا عن طريق انابيب غاز نورد ستريم التى تمر من خلال أوكرانيا.

لكن روسيا بدأت تبحث عن بديل آخر بسبب اتجاهات أوكرانيا السياسية وبدأت بالفعل خطوات لعمل خط أنابيب مباشر إلى ألمانيا يتم التعامل فيه بالروبل الروسى واليورو بدلاً من الدولار الذى يتم التعامل به من قبل خط الغاز الذى يمر فى أوكرانيا.

ولذلك، تروج كييف بقوة لتعطيل تشغيل مشروع نقل الغاز الروسى إلى ألمانيا، خوفًا من أنه سيساعد روسيا فى الالتفاف على أوكرانيا فى نقل الغاز، وسيزيد من متاعبها الاقتصادية بعد انتهاء عقد الترانزيت الحالى.

‏بعد انضمام جزيرة القرم إلى روسيا، دعا النشطاء الموالون لروسيا فى دونباس الأوكرانية  إلى إجراء استفتاء تقرير المصير لحذو حذو القرم، معلنين بشكل أحادى الجانب عن قيام ما يعرف بـ«جمهوريتى دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين»، ما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية فى ربيع 2014، والتى راح ضحيتها أكثر من 14 الف مواطن.

مؤخرًا كان التحالف الروسى الصينى اقتصاديًا ضد الدولار، وهو ما أثار حفيظة أمريكا لأن نجاح خطة استبدال الدولار فى التعاملات الاقتصادية عالميًا هو بداية النهاية للاقتصاد الأمريكى، لذلك كان البحث عن طريقة لتوريط بوتين فى نزاع مع أوكرانيا على طريقة صدام حسين فى العراق، ثم فرض عقوبات اقتصادية ضخمة لتعجيز الاقتصاد الروسى.

لذلك كانت طبول الحرب تدق من جانب أمريكا وأوروبا ولا تجد لها صدى حقيقيًا فى موسكو.

بينما على الجانب الآخر قد تدفع أوكرانيا ضريبة مرور خط الغاز الروسى بها وانتمائها لأمريكا على حساب روسيا.

كما دفعت سوريا ثمن عدم قبولها بمرور أنبوب يحمل الغاز القطرى إلى أوروبا لضرب الاتحاد السوفييتى.