مى كرم جبر
البوصلة
1
دعوة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لإحياء فتوى الكد والسعاية مبادرة تستحق الدعم.
2
ويعود حق الكد والسعاية فى التراث الإسلامى إلى اجتهاد قام به عمر بن الخطاب، عندما جاءته سيدة تدعى «حبيبة بن زريق» تُحكِّمه فى قضية ميراث من زوجها عمر بن الحارث؛ حيث كان يتاجر فيما تنتجه وتصلحه من عملها فى الطرازة، واكتسبا من ذلك مالًا وفيرًا، فلما مات زوجها ترك مالًا وعقارًا وتسلم أولياؤه الخزائن، فنازعتهم الزوجة فى ذلك، وحين اختصموا إلى عمر بن الخطاب قضى للمرأة بنصف المال وبالإرث فى النصف الباقى.
3
إن دل هذا على شيء إنما يدل على مرونة الفقه الإسلامى ليس فقط مع مستجدات الزمن؛ بل أيضًا مع الظروف الفردية لكل مسلم.
4
هذه الفتوى أتت من جوف التاريخ كى ترفع عنا غمامة من جمود الفقه.
5
ويجب أن يطبق هذا الأمر عند الطلاق أيضًا وليس الوفاة وحدها.
6
فلا دين ولا قانون ولا عرف تبرر رمى الزوجة فى الشارع بعدما أفنت عمرها وأنكرت ذاتها خدمةً لزوجها وبيتها وأبنائها.
7
ننتظر أن تنتشر هذه الروح الإصلاحية بين فقهاء الدين وأن يخرجوا ما فى جعبتهم لتجديد الخطاب الدينى.
8
سعدت بإلقاء محاضرة حول النظم السياسية المعاصرة لشباب وبراعم برلمان الشباب كانوا شديدى الثقافة ويحركهم حبهم لخدمة المجتمع، وكان أصغرهم شابة جميلة تدعى سلمى 11 سنة، تحملت مشقة المشوار ومشقة فهم المحاضرة قدر استطاعتها، لم تهب الجلوس وسط شباب يكبرونها بعشر سنوات أو يزيد، ولم تتأفف من محتوى المحاضرة لأنه لا يخاطب جيلها، ومن جانبى حاولت تبسيط المحتوى لها خصيصًا، وطلبت منها الحضور فى المرات التالية، وأكثر ما لفت انتباهى لها أن عقلها منفتح على أمور تكبر اهتمامات جيلها ولها صبر على العلم والفهم.. شكرًا يا سلمى على وجودك واهتمامك.
9
الفكرة هى بوابة التغيير فلا تبخل بمنح مفتاحها لمن يريد.
10
الأجساد تدفن تحت الأرض وتبقى الفكرة تسافر عبر الأزمان والأجيال.
