الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
من «سعد سعد يحيا سعد» وحتى «يسقط يسقط حكم المرشد» التحليل النفسى للربيع العربى

من «سعد سعد يحيا سعد» وحتى «يسقط يسقط حكم المرشد» التحليل النفسى للربيع العربى

عندما خرج المصريون فى مارس 1919 يهتفون «سعد سعد يحيا سعد» كان هدفهم الإفراج عن سعد زغلول والسماح له ولأعضاء الوفد المصرى بالسفر إلى باريس لعرض مطالب مصر بالاستقلال عن بريطانيا. 



نتيجة الثورة أن الإنجليز وافقوا على الإفراج عن سعد باشا وسافر الوفد المصرى ليتفاوض فى باريس فى شهر أبريل.

ثورة 1919 كان معروف قادتها ومعروف من يمثلها.فمع قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952 وجد المصريون أنفسهم فى أشهر قليلة تحولوا من ملكية إلى جمهورية وتم توزيع أراضى كبار الملاك على المعدمين والفقراء وتم إلغاء الألقاب. 

أى أن الشعب أحس بالتغيير فى أشهر قليلة جدًا، وطبعًا كان معروفًا قادة وممثلى ثورة يوليو.

 

وعندما قامت 25 يناير 2011، لم يعرف أحد صانعيها ولا قادتها، هى مجرد احتجاجات شعبيwة قابلتها سلسلة من الإخفاقات فى طريقة التعامل من الحكومة ومن مبارك نتج عنها سقوط النظام. 

بينما قادة ومحركو 25 يناير غير معروفين.

هى أول ثورة ليس لها قائد لذلك كان طبيعيًا أن تتعرض للسرقة من جانب فريقين. 

الفريق الأول وهو الإخوان المسلمين، والفريق الثانى شتات المعارضة المصرية ما بين يسار وليبراليين واشتراكيين ثوريين. 

الفريق الأول وهو الإخوان الأكثر تنظيمًا والأغنى ماديًا، وبالتالى ركبوا الثورة يوم 28 يناير واستغلوا قدراتهم فى حشد الأنفار على أن يبقى لهم موقع قدم على الأرض. 

الفريق الثانى وهو شتات المعارضة المصرية التى بلا أرضية شعبية تذكر وبلا مال سياسى كاف، وبالتالى ارتضت بالدنية فى الثورة، وهو خدمة الإخوان المسلمين حتى يظلوا فى الصورة بأى شكل. 

هناك تيار ثالث وهو التيار الممول، أيتام هيلارى كلينتون، ومعتنقو نظرية الفوضى الخلاقة لكونداليزا رايس، وهو أكثر تيار استفاد من الثورة حتى الآن. 

أما التيار الرابع فهم الأنقياء الذين خرجوا يحلمون بدولة جديدة وتمت سرقة أحلامهم. 

أما التيار الخامس والأخير فهو حزب الكنبة، وهم الأكثرية، وهم لا يفرق معهم من يحكم مصر، ويفرق معهم العيش فى أمان، وأن يجدوا رواتبهم آخر الشهر. 

هذه التوليفة كان لكل تيار منهم أحلام وطموحات، وبناء على تلك الأحلام والطموحات تكونت أحوال نفسية تظهر دائمًا فى شهر يناير من كل عام. 

التيار الأول وهم الإخوان المسلمين يحولون هذا الشهر إلى لطميات وكربلائيات سنوية، فهم لا يرون فى مصر إلا دولة مختطفة تنتظر المرشد على صهوة جواده الأبيض لينقذها، وأن الثورة قادمة لا محالة بمجرد أن يخرج المرشد من السرداب.

التيار الثانى شتات المعارضة المصرية الذى شرب من براميل عصير الليمون وهو يقوم بالتخديم على الإخوان وغسل سياراتهم ومواقفهم السياسية طمعًا فى عظْمة سياسية لم يحصل عليها أبدًا. 

وفى يناير من كل عام ينتفضون انتفاضة الذرة عندما يتحول إلى فيشار، معتقدين أنهم أصحاب الثورة، وأنهم تعلموا من درس غسيل ملابس الإخوان ويبحثون عن فرصة جديدة يعودون بها للساحة ولو على أشلاء الوطن. 

التيار الثالث وهم الممولون، لا يرون مكسبًا فى استقرار مصر، لقد باعوها أول مرة، ليتمكن بعضهن من الزواج، أو ركوب الـ «بى إم» بدلًا من ميكروباص الطالبية، أو يتحول بعض الشباب إلى رجال أعمال، وما زال لديهم استعداد أكبر لبيع مصر على أول ناصية، ويحلمون بفوضى خلاقة جديدة وربيع عربى جديد، مع أن الفوضى الخلاقة أفرزت منتخب العالم للإرهابيين، وكان مقره العراق التى تحاول أن تستعيد وحدتها وقوتها كدولة منذ أن دخلتها أمريكا فى 2002 بدعوى تعليم العراقيين الديمقراطية. 

وهذا ما جناه الشعب العراقى بعد 20 عامًا من التبشير بالديمقراطية الأمريكية، بينما ربيعهم العربى ومنذ 2011 أفرز مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يموتون الآن من البرد القارس على حدود تركيا ولبنان. 

الممولون ما زالوا يحلمون بشهر يناير  آخر لجنى المزيد من الدولارات، أو قد تلقى الأقدار بمصر فى حجرهم، لذلك يتقلبون على الجمر فى عز برد يناير تطلعًا لأمنيات فاسدة لن تتحقق. 

التيار الرابع: الأنقياء الذين لا يفهمون السياسة ولا كيفية إدارة الدول لكن لديهم شعور بالغبن واحتياج طفولى لإجراء عملية فك وتركيب جديدة ليطبقوا نظريات الميكانو على مصر. 

التيار الخامس: وهو حزب الكنبة وهو التيار الأكثر عددًا وهو الذى جرب الثورة واللجان الشعبية والفوضى والقتل والنهب ووقف الحال، وبالتالى مع كل يناير يصب اللعنات على رأس الثوار ومستعدون للدفاع عن استقرار البلد بكل جوارحهم بعد أن عانوا من ويلات الثورة. 

أما ثورة 30 يونيو فقد خرج فيها الجميع بعد عام سيئ فى حكم الجماعة الإرهابية. 

هذه الثورة من لحظتها الأولى كانت قد حددت بوصلتها وعرفت من سيقود ومن هو الظهر والسند. 

لذلك لم تكن هناك مشكلة فى القيادة، وكانت السنة التى حكم فيها الإخوان مصر كفيلة بأن يعرف الشعب من يعمل ويضحى لصالحه ومن يعمل ويضحى لمصلحة مصر وشعبها. 

أنصار 30 يونيو مع كل يناير يزداد يقينهم وثقتهم فى القيادة، لأن كل يناير الدولة تتقدم فيه أكثر وتتحول إلى قوى إقليمية كبرى. 

لذلك يناير هو مجرد شهر لثوار 30 يونيو التى جمعت كل الوطنيين فى بوتقة واحدة.