
محمد جمال الدين
الفيفا.. العنصرية فى أبهى صورها!
تأكد لدى بما لا يدع هناك أدنى مجال للشك، أن هذا الكيان الذى يتحكم فى عالم الساحرة المستديرة المكنى (بالفيفا) عنصرى بامتياز، رغم ما يدعيه ويتظاهر به عن محاربة العنصرية فى المستطيل الأخضر بجميع طرقها وصورها، ألا أنها طرق غالبا ما تخفى الوجه القبيح للقائمين على شئونه، دليلى على هذا ما حدث لنجمنا المصرى والعربى والأفريقى محمد صلاح فى جائزة ذا بيست (الأفضل) التى كشفت زيف وكذب وخداع ما يدعون، فعندما يتوج البولندى روبرت ليفاندوفسكى مهاجم بايرن ميونخ بالجائزة، متفوقا على وصيفه الأرجنتينى ليونيل ميسى نجم باريس سان جيرمان والمصرى محمد صلاح جناح ليفربول، وصاحب المركز الثالث.. فهذا يبدو مقبولا، ولكن أن يتم غيابه تماما عن التشكيل المثالى لعام 2021 فهذا غير مقبول بالمرة، فهنا يتضح اختيار الهوى والمزاج المتحكم فيه العنصرية والمرض من قبل القائمين على هذه الجائزة، لاعب ينافس على جائزة الأفضل يفشل فى دخول التشكيلة المثلى للعام، يؤكد الهوى والمصالح، وهذا تحديدا ما جعل الكثيرين يؤكدون أنها جائزة تخضع لأمور أخرى بعيدة جل البعد عن مسماها (الأفضل)، (بالمناسبة السنغالى إدوارد ميندى، حارس تشيلسى الإنجليزى الفائز بجائزة أفضل حارس فى العالم تم استبعاده أيضا من التشكيل المثالى).
الأغرب أن رجال الفيفا ابتدعوا جائزة أخرى لم يكن لها وجود من قبل للبرتغالى كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الذى حل سابعا بـ23 نقطة، تحت مسمى أفضل هداف وقد نالها بعد تسجيل 115 هدفًا رفقة منتخب بلاده، ليصبح هو الأكثر تسجيلا فى تاريخ المنتخبات الوطنية. وسواء كانت هذه الجائزة سببها ترضية النجم البرتغالى أو وكيله أو الشركات الكبرى التى ترعاه، إلا أنها فى النهاية لا تجعله من ضمن أعضاء التشكيل المثالى على حساب صلاح، جائزة تؤكد سياسة المصالح التى يتبعها أعضاء الفيفا لضمان استقرار هذا الكيان اقتصاديا فى المقام الأول قبل أن يكون رياضيا، وهو نفس الاهتمام الذى تجلى بشكل واضح فى بطولة الأمم الأفريقية التى تجرى أحداثها حاليا فى الكاميرون، حيث حاول أنفانتينو وصحبته تأجيل البطولة تحت حجج واهية من ضمنها انتشار وباء كورونا، رغم أن أوروبا تعانى من انتشار الوباء أكثر من انتشاره فى القارة السوداء، ولكنه فعل هذا لإرضاء الأندية الأوروبية والكيانات الرياضية والاقتصادية التى ترعاها وترعى نجومها التى تعاقدت معهم لترويج منتجاتهم والتى تأثرت بشدة عقب مشاركة اللاعبين الأفارقة مع منتخبات بلادهم، بعد تمسك القائمين على الاتحاد الأفريقى على إقامة البطولة، وهذا ما يوضح للعيان أن عدم فوز صلاح أو حتى انضمامه لفريق العام هو أو السنغالى ميندى لم يكن صدفة، إما قد يكون جزءا من عدة إجراءات عقابية تنتظر القارة الأفريقية ولاعبيها عقب خروجهم من حكم الطاعة المعلق على رقاب القارة ولاعبيها، وهذا ما جعل الكرواتى ديان لوفرين مدافع ليفربول السابق وزينيت الروسى الحالى، يعلق فى تغريدة على خروج نجمنا المصرى محمد صلاح من التشكيل المثالى فى حفل جوائز ذا بيست المقدمة من الاتحاد الدولى لكرة القدم قائلا: «ليس هنالك مكان لـ صلاح فى تشكيلة العام مرة أخرى؟، الأشخاص الذين لديهم معرفة كروية يعرفون أنه يستحق أن يكون بالتشكيل، ما الذى يجب أن يفعله؟ ربما أن يمتلك جواز سفر أوروبى».
لن نتحدث هنا عن دور أغلب مدربى المنتخبات العربية الذين حجبوا صوتهم عن صلاح بحكم أنهم فى النهاية (خواجات)، ولكن التساؤل هنا عن دور الإعلام العربى الذى تسبب بعض المنتمين إليه فى عدم منح أصواتهم لنجمنا المصرى، بعد أن تبين أن خمسة من ممثلى الإعلام العربى حرموا محمد صلاح من نقاط مهمة فى سباق المنافسة على لقب أفضل لاعب، بسبب نعرات كاذبة وأسباب أخرى ليس لها علاقة بالرياضة يعرفها القاصى والدانى، فى الوقت الذى أنصف فيه الإعلام الغربى صلاح.
عموما أثبت صلاح سواء فاز أم لا أنه يعد من أهم اللاعبين العرب على مر التاريخ، وهو بالنسبة لنا كمصريين سيظل الأفضل فى عيوننا رغم أنف الفيفا والكيانات التى ترعاه، ويكفيه شرفا الجدل الذى أثاره عدم حصول صلاح على الجائزة أو حتى انضمامه للتشكيل المثالى على مستوى العالم، بعيدا عن أصحاب المناصب والميول الذين يفتقدون مبدأ العدل الذى يميز أى جائزة.