الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اعمل نفسك ميت.. يفتح الباب أمام «الباراسيكولوجى»

يقال إن بعض الناس لديهم حاسة سادسة تجعلهم قادرين على السفر بروحهم من جسدهم إلى جسد آخر، والتخاطر بانتقال أفكار وخواطر وكل ما يدور فى عقل ذلك الجسد الآخر للروح التى انتقلت إليه، ويسمى ذلك فى علم النفس بـ«التخاطر»، وهو شكل من أشكال الإسقاط النجمى ويُعد نوعًا من الإدراك فوق الحسّى وشكلاً معقدًا نوعًا ما من التواصل بين شخصين



وعلى قدر تناقل المعلومات عنه فى العالم كله ونهم الكثيرين للمعرفة عنه، إلا أن العلم لم يقرّ بوجوده ويثبت حقيقته إلى الآن، ومع ذلك فهو مادة جاذبة بالطبع للقراءة والمشاهدة، فنرى أعمالاً فنية عالمية من دول كثيرة ناقشت ظواهر الإسقاط النجمى فى شكل دراما التشويق والإثارة. ولأول مرة فى الدراما المصرية يُقدّم عمل فنى يبحث فى تلك الظاهرة وتداعياتها ومواطن قوتها وتأثيرها بهذا الشكل الجذاب من خلال حكاية «اعمل نفسك ميت» من مسلسل (نصيبى وقسمتك) الجزء الرابع، والذى تعرضه منصة «watch it». 

المسلسل يناقش ظاهرة التخاطر من خلال صديقين تنتقل روح أحدهما للآخر ويطّلع على أفكاره ومشاعره وعقله بالكامل ليساعده ويُنجّيه من مشاكل تواجهه، فكرة جديدة تجذب المشاهد ليتابع الأحداث التى اتسمت بالإيقاع السريع والتسلسل القوى، فى إطار حبكة الكشف، فالمُشاهد حلقة بعد أخرى تتكشف له الحقائق وتوضح مع مرورها بشرط مشاركته فى الحدث وتفكيره طوال الأحداث فى التفاصيل وربطها ببعض، وتلك قوة الكتابة للمؤلف «عمرو محمود ياسين» البطل الأول لمسلسل (نصيبى وقسمتك) بشكل عام وحكاية «اعمل نفسك ميت» بشكل خاص، مع براعة الأداء التمثيلى لـ«محمد عادل» فى دور صديق «حسين» الذى يلفت نظرك بقدرته على أداء المشاهد الدرامية التى تجعلك تتأثر به ومعه وينقل لك آلامه بكل سلاسة وصدق، وأيضًا يُقنعك بشخصيته الخفيفة الضحوكة التى تمثل قناعًا يرتديه حتى يصل لمراده، إلى جانب «حازم سمير» فى دور «مروان» الذى لم يفشل قط فى التلون من رسم شخصية الطيب الحنون لكشف وجهه الحقيقى الملىء بالتوحش والإجرام. كل هذا مع موسيقى تصويرية تُعبر عن حالة المشاهد خاصة التى تنقل ألمًا أو ظلمًا، وأيضًا إضاءة مشاهد القبو المائلة للونين الرمادى والأسود لتنقل مشاعر الكآبة والوحشة.

كل تلك العناصر تضافرت معًا لتقدم عملاً جريئًا يجذب المُشاهد ويضيف للدراما المصرية، فهو عمل يفتح الباب أمام حكايات «الباراسيكولوجى» وما يمكن أن تحمل من مفاجآت ودراما مؤثرة جاذبة.>