الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

على طاولة نقاش منتدى شباب العالم: خطة القضاء على الفقر بـ«التكنولوجيا»

قبل قرن من الزمان كان جلوسك على مقهى يعنى تعرضك للكثير من الآراء والمعتقدات وطبقات المجتمع المختلفة.. تجد نفسك بعد انتهائك من كوب الشاى الذى تشربه مدركًا لأهمية الاختلاف ومتعايشًا معه دون أن تدرى حتى.



 هذه الأجواء يطلق عليها «مجتمع كوزموبوليتان».. ببساطة «طبق السلطة» أو «زجاج الموازيك» بكل ما فيهما من ألوان متجاورة.

 

لكن خلال سنوات طويلة؛ فقدت مصر طبقات كثيرة من تنوعها الثقافى والاجتماعى.. حدث ذلك أحيانًا بدعوى تطبيق الاشتراكية وأحيانًا أخرى بالاتجاه نحو الرأسمالية.. وبينهما كان التيار الدينى ينخر فى طبيعة ذلك المجتمع ويشوه ملامحه.. يعنى كانت المحاولات مستمرة لجعل طبق السلطة أو الموازيك مجرد لون واحد.

مصر الآن تحاول استعادة «هويتها» القائمة أصلاً على التعدد لأنها قادرة على استيعاب كل اختلاف.. وهناك مؤشرات كثيرة على ذلك منها الشعار الذى أطلقه الرئيس السيسى: «الجمهورية الجديدة تتسع للجميع»، فضلاً عن رسائل ليلة الميلاد: «الجمهورية الجديدة جمهورية الحلم والأمل.. جمهورية العلم والعمل.. القادرة وليست الغاشمة.. المسالمة وليست المستسلمة» التى جاءت كمؤشر مهم على تأسيس لمرحلة جديدة.

وبعد ساعات من رسائل الرئيس، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم؛ والذى يعد أحد أهم محاولات استعادة الطابع الكوزموبوليتانى لمصر، حيث يضم أفواجًا ومجموعات شبابية من 197 دولة.. هنا يجلس الشباب المصرى مع كل ثقافات العالم.. يفهم ويناقش ويختلف.. والأهم: نؤسس رؤيتنا وقضايانا على قواعد يفهمها العالم.

«العالم ما بعد الجائحة» كانت المحور الرئيسى على طاولة مناقشة شباب العالم فى مصر، وفى هذا السياق حيث تنظر الجمهورية الجديدة للمستقبل؛ تم إلقاء الضوء على فكرة أن جائحة كورونا كانت بمثابة المسرِّع لدخول العالم فى خضم الثورة الصناعية الرابعة، خصوصًا فى ظل تطور التقنيات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعى والتعلُّم الآلى، وإنترنت الأشياء، والبيج داتا، وشبكات الجيل الخامس.

وشارك عدد من المتحدثين والشباب فى طاولة مستديرة بعنوان مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمى ما بعد الجائحة، ضمت نخبة من المتحدثين وهم: د.عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكيفين فراى، الرئيس التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة «جيل بلا حدود»، وفيليب وانج، نائب الرئيس التنفيذى لشركة هواوى لشمال أفريقيا، ودينا أيمن، مديرة البرامج الفنية  بشركة مايكروسوفت، ومعتز عطا الله، أستاذ صناعة المواد المتقدمة فى جامعة برمنجهام، وتارا هوبكنز، رئيسة السياسات العامة فى شركة إنستغرام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط.

كما شارك أيضا موجان أصغرى، مؤسس منصة «Thousand Eyes on Me» والشريك المؤسس فى منصة «Women in AI»، وأناهيتا مقدم – مؤسس شركة«Neural Being»، وعايشة خانا، الرئيس التنفيذى لشركة «ADDO» للذكاء الاصطناعى، وبريان بوسير رائد أعمال وتقنى إفريقى والمؤسس والرئيس التنفيذى لشركة «HydeoIQ».

ناقش المشاركون رؤيتهم لمستقبل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها فى التغلب على التحديات المختلفة خاصة فى مرحلة ما بعد الجائحة فى القطاعات المختلفة وعلى رأسها التعليم والصحة.

 أكد د.عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال كلمته، على دور التكنولوجيا فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مسلطًا الضوء على الشراكات الاستراتيجية التى تقيمها مصر لتعزيز التحول الرقمى، وذلك فى ضوء خطة الدولة الاستراتيجية رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أن الهدف الأهم من أهداف التنمية المستدامة هو القضاء على الفقر؛ لو نظرنا على قدرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نجد أن كل ما تعكسه هذه التكنولوجيا هو قادر على مواجهة الفقر، وفيما يتعلق بالتعليم الجيد كأحد أهداف التنمية المُستدامة، فقد ساهمت الجائحة فى تسريع الخطى نحو ما يسمى بالتعليم الهجين الذى مكن أعدادًا أكبر من الاستفادة من نفس الموارد المتاحة.

وعن آثار الجائحة على مجال الاتصالات والتكنولوجيا فى مصر، قال طلعت: «حفزت الجائحة فكرة تلقى التعليم عن بُعد وكذلك ظهور المنصات التعليمية الرقمية، مشيرًا إلى أن هناك خطة متكاملة مع 27 جامعة مصرية لتحويلها إلى جامعات رقمية، فضلًا عن تجهيز البنية التحتية لما يقرب من 2600 مدرسة بتكنولوجيا الألياف الضوئية لتمكينها من استخدام التكنولوجيا فى مجال التعليم، كما ينسحب ذلك على توفير العمل اللائق الذى يُعد هو الآخر هدفًا من أهداف التنمية المستدامة، خاصة أنه مرتبط بالفجوة المهنية؛ حيث ستُتاح حوالى من 600 مليون لمليار وظيفة حول العالم بحلول عام2030، ولن يتمكن من المنافسة والحصول عليها إلا الذين لديهم إلمام بتكنولوجيا المعلومات».

أما بخصوص تنمية العامل البشرى وتوفير فرص التدريب أوضح: «ضاعفت الحكومة المصرية خلال الثلاث سنوات الماضية موازنة التدريب حتى زادت بنسبة تقرب إلى 22 ضعفًا، وتصاعدت من 52 مليون جنيه عام 2017 إلى ما يزيد على المليار فى العام الحالى، كما قدمت الحكومة المصرية 100 ألف فرصة تدريب للشباب من خلال مبادرة «مستقبلنا رقمى» باستخدام التعليم الهجى. مؤكدًا أن مصر أقامت بنية تحتية حديثة ومتطورة فى قطاع الاتصالات، وأنها ستنفذ فى القارة الأفريقية أحدث كابل بحرى للإنترنت، كما قدمت عشرة آلاف منحة للشباب الإفريقى فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

فى المقابل، عرض فيليب وانج، نائب رئيس شركة هواوى بشمال إفريقيا، رؤيته لمستقبل التكنولوجيا والبنية التحتية وتأثيراتها على التحول الرقمى والتنمية المستدامة فى إفريقيا والدول النامية، مسلطًا الضوء على التحديات التى تواجه التحول الرقمى فى مرحلة ما بعد الجائحة، والعوامل المؤثرة فى تشكيل المستقبل الرقمى فى إفريقيا، والتى تأتى البنية التحتية على رأسها، كما استعرض إمكانيات القارة الإفريقية وطرق استغلالها فى سبيل تحقيق التحول الرقمى فى بلدانها وتمكينها رقميًا.

أما فيما يخص التعليم عن بعد أوضحت «دينا أيمن»، مدير البرنامج الفنى بشركة ميكروسوفت، والمدرس بمعهد نيوجيرسى للتكنولوجيا، أن الأبحاث أفادت أن ما يقرب من %53 من قادة الأعمال يرون أن الطلبة لا يحصلون على تعليمٍ كاف من التكنولوجيا فى المدارس. مشيرة إلى «ضرورة تدريب الطلاب وكذلك المعلمين على استخدام التكنولوجيا وهذا ما احتجنا إليه وبشدة أثناء الجائحة».

وعن الهدف من الاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا، قالت: «الهدف ليس أن نخلق جيلًا مستهلكًا فقط للتكنولوجيا، بل أن نخلق جيلًا مبدعًا قادرًا على عمل أبحاث مبتكرة، ومن ثم ينبغى عمل نظام تعليم يحتوى على موضوعات عن الذكاء الاصطناعى والروبوت وغيرهما من التطبيقات الرقمية والتكنولوجية، لذلك لابد من توفير برامج حكومية لتعليم التكنولوجيا لغير القادرين، وحث شركات القطاع الخاص على عمل شراكات مع المدارس والجامعات لتدريب الشباب والطلاب»، مؤكدة: «هناك رغبة فى خلق تكنولوجيا متنوعة وشاملة حول العالم للجميع، وهناك أمل فى أن يحدث هناك تغير لدى جميع الأوساط حول طبيعة الأعمال وأن يتم التحرر من فكرة أن هناك أعمال ذكورية وأخرى أنثوية».

وفى ختام الجلسة أجمع المتحدثون، على أهمية استخدام التكنولوجيا لتقوية البنية التحتية، خصوصا أن ضعف البنية التحتية يؤدى إلى مشكلات مركبة منها ارتفاع تكلفة بعض الموارد الحيوية، وهو ما يؤدى إلى تضخم أسعار الغذاء والسكن، وتضاؤل فرص استثمار القطاع الخاص، خاصة فى دول إفريقيا التى تعانى من تسارع النمو السكنى وندرة بعض الموارد الحيوية.