الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رؤيتى الشخصية.. التنجيم وتغييب العقل

رؤيتى الشخصية.. التنجيم وتغييب العقل

عبث نعيش فيه ويظل يحاصرنا مع بداية كل عام جديد وحتى نهايته، وهو قراءة الطالع ومعرفة ما سيحدث فى المستقبل، ورُغم التحذير القوى الذى أطلقه بعض علماء الفضاء بالتأكيد على أنه لا علاقة للكواكب والنجوم والمجرات بحياتك وقراراتك، وأن الحديث عن الأبراج والتارو لا يمِتُّ للفَلك والفضاء بأى شكل فحظك فى 2022 هو الدروس التى تعلمتها فى 2021 وليس أى شىء آخر، فالكواكب والنجوم لا تؤثر على حياتك اليومية وإنما الأشياء التى تؤثر فينا ونتجاهلها مثل المناخ والكوارث الطبيعية والأوبئة ونشر هذا الجهل كل عام فى الأمّة التى أسّست أصول علم الفلك مفزع، إلا أننا نجد بعض القنوات الفضائية والبرامج التليفزيونية تتبارَى فى استضافة المُنجمين والعرّافين وقارئى الطالع لمعرفة المستقبل وما سيحدث لكل برج من الأمور العاطفية والمادية والعملية ومستقبل البلاد والعباد والكوارث والثورات ومصير الرؤساء والحكام والفنانين والفنانات وغير ذلك الكثير، والذى يدهشك تلك الإعلانات التى تبرز ما تم تحقيقه من نبوءات سابقة على يد هؤلاء مما يجعل الكثيرين فى حرص دائم على معرفة طالعهم ومصير حياتهم ويظلون طوال العام يعلقون أحداثهم اليومية على تلك التنبؤات التى تساعد على نشر ثقافة الجهل وترسيخ مفاهيم الخرافة والوهم؛ خصوصًا فى ظل تفشى الأمية الثقافية والفكرية بسبب الإنترنت الذى عمل على تعطيل حكمة العقل وغلق باب التفكير المنطقى السليم.



إن علْم الأبراج والفَلك هو علمٌ حقيقىٌ ولكن ليس لقراءة الطالع ومعرفة ما سيحدث فى المستقبل وإنما هو ذلك العلم الذى يتم تدريسه فى كليات العلوم المختلفة بمنهج علمى بحت لدراسة حركة النجوم والكواكب ومعرفة وقت حدوث الظواهر الكونية الطبيعية كالعواصف والبراكين، لكن ما يحدث الآن من توجيهه لمعرفة الأقدار عن طريق مُطالعة الأوراق وقراءة الفنجان ما هو سوى غش وتدليس؛ فلا يعلم الغيبَ إلا الله وحده سبحانه وتعالى (إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) صدق الله العظيم، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الذهاب إلى العَرّافين، وفى الحديث الشريف (من ذهب إلى من يدعى علم الغيب وصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد).

إن ظاهرة التنجيم وقراءة الطالع ليست جديدة أو وليدة اليوم إنما هى منتشرة منذ مئات السنين وفى معظم دول العالم وتتجدد مع بداية كل سَنة وتصديقها يحمل الكثير من المؤشرات والدلائل كالشعور بالقلق والخوف من المستقبل، وهنا يأتى دور علماء النفس والاجتماع لبحث أسباب تأثير ظاهرة التنجيم على عقل الإنسان وأسباب تصديق الكثير من الناس لما يقوله المنجم وأسباب إيمانه التام بأن المنجم لديه قدرة فائقة على قراءة طالعه ومعرفة مستقبله، ويتبقى فى النهاية مقولة (كذب المنجمون ولو صدقوا) فعلى الرُغم من أنها ليست من الأحاديث النبوية الشريفة؛ إلا أن معناها صحيح ومقولة صادقة توضح حقيقة التنجيم وما يفعله من تغييب للمنطق والعقل.