الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كدهوّن!.. هدايــا السنة الجديدة

كدهوّن!.. هدايــا السنة الجديدة

شعرت بسعادة طاغية وبراحة نفسية عميقة، بعد أن قررت الانسحاب فى هدوء من جروب الماميز تاركًا خلفى مناقشات ومشاحنات وانقسامات عميقة بين الأمهات الفاتنات المتفقات على ألا يتفقن أبدًا وكدهون، بدأت المعركة فى ذلك اليوم بفقرة الست أم سارة وبسؤالها اللئيم عن هدايا الكريسماس والعام الجديد للسيدات المدرسات والمشرفات والعاملات والدادات ولم تنسَ بالطبع سائق الأتوبيس المدرسى.



 

وقبل أن تسترسل فى حديثها قاطعتها الست أم مازن قائلة: إحنا لازم نرفع القيمة المادية للهدايا هذا العام حتى نتمكن من الوفاء بجميع التزاماتنا تجاه أسرة المدرسة (أى التزام تقصد) وإحضار هدايا قيمة تليق بمكانة أولياء الأمور (المتعثرين أساسا فى دفع المصروفات المدرسية) وقبل أن أنطلق وأدلو بدلوى وأسجل اعتراضى على مبدأ الهدايا المادية بشكل عام لما تمثله من عبء مادى نحن فى غنى عنه وأن نكتفى بتوجيه التحية والشكر لجميع العاملين بالمدرسة لاهتمامهم بأولادنا (رغم أن لا شكر على واجب وده واجبهم تجاه الطلبة) صرخت أم شادى مقاطعة الجميع: أنا بقول نجيب سلاسل ذهبية أنيقة حتى نتميز عن باقى الفصول والكل يعرف مقامه وكدهون فهتفت أم لوجين؛ مستحيل ده يحصل يعنى أنت عايزة نجيب سلسلة دهب للدادات؟؟ وأطلقت أم كاميليا صيحاتها الشهيرة: يالهوى هانجيب فلوس لكل الهدايا دى منين إنت فاكرانا حرامية يا قدرية؟؟؟ وهنا تشابك الجميع وتبادلوا الصيحات والصرخات والاعتراضات المسموح بها وغير المسموح بها وكدهون.

عند هذا الحد قررت الانسحاب فى هدوء وبدون رجعة من هذا الجروب الصاخب ومنع أبنائى من الذهاب للمدرسة فى هذه الأيام المفترجة لتجنب إحراجهم مع زملائهم عندما يعلن عن أسماء الطلبة الذين لن يساهموا فى تقديم هدايا الكريسماس لهذا العام متعللا بمخاوفى من انتشار الكورونا فى الأعياد والتجمعات والحفلات وكدهون، أكملت يومى بروح معنوية مرتفعة ونشاط ملحوظ فى العمل وقبل عودتى للمنزل قررت أن أحتفل بانتهاء عهدى بجروب الماميز فقمت بشراء تورتة آيس كريم وزجاجة مياه غازية عملاقة لتشاركنى أسرتى الحبيبة الاحتفال بانتصاراتى الصغيرة وبالتخلص من عبء المشاركة فى ذلك الجروب الصاخب والأهم هو إصرارى على موقفى الرافض للهدايا للعاملين بالمدرسة لقناعتى بأنها رشوة مقنعة فى ظل ضيق ذات اليد وكدهون، قبل أن أدخل منزلى سمعت أصوات الأمهات المرتفعة وصيحاتهن المتواصلة فأشفقت على زوجتى من بقائها حتى الآن على الجروب ولكنى اندهشت من ارتفاع أصوات الأمهات لهذه الدرجة وكأنها تستخدم سماعات مكبرة وكدهون، صدمت وبمجرد دخولى باجتماع غير رسمى لجميع أفراد جروب الماميز فى منزلى العامر يمارسن حقهن فى الخناق والصياح بينما جلس أبناؤهن أمام التليفزيون يشاهدون فيلم رعب حتى تنتهى الأمهات من اجتماعهن الطارئ هذا لحسم مشكلة إحضار هدايا الكريسماس وكدهون، وقفت فى منزلى وحيدًا مصدوما تثيرنى لفتاتى وأنا أبحث عن زوجتى بين هذه الحشود الغفيرة من الأمهات وفى عينى دموع متحجرة ترفض السقوط وسط هذا الاجتماع الطارئ غير المرغوب فيه  على الإطلاق وكدهون، ما الذى حدث؟؟ كيف تحول الجروب من تطبيق على الموبايل إلى البث المباشر من منزلى؟؟ وأين هى زوجتى الآن؟؟ وقبل أن أجد إجابات لتساؤلاتى المشروعة تقدمت نحوى الست أم لوجين لمصافحتى بحرارة وعلى وجهها ابتسامة طفولية وهى تخبرنى بأنها لاحظت خروجى من جروب الماميز بالخطأ وهذا تصرف قد اعتادت عليه من أولياء الأمور فقامت مشكورة بإعادتى مرة أخرى للجروب لإصلاح هذا الخطا وكدهون.

ظللت أبحث عن زوجتى حتى تفسر لى أمر هذا الاجتماع ولماذا ينعقد فى منزلى حتى ظهرت أخرى وهى تحمل صنية عملاقة عليها ما لذ وطاب من الشراب والطعام ووضعتها أمام الماميز وهتفت فى سعادة عندما شاهدتنى أقف من منتصف الطريق أحمل فى يدى تورتة الآيس كريم وفى اليد الأخرى زجاجة المياه الغازية لزوم الاحتفال الذى فقد معناه وسط كل هؤلاء الأمهات وكدهون وتقدمت زوجتى وأخذت التورتة والمياه الغازية وهى تحيى ذكائى قائلة فى مرح مفتعل: ابن حلال كنت لسه هاتصل بك علشان تحيب الطلبات دى وكدهون، فهمست لها بصوت ضعيف حائر: مين اللى جاب الجروب للصالون يا دلال؟؟ فأجابت بمنتهى التفاخر: أنا اللى عزمتهم هنا لما لقيت الخناقة كبرت وكلهم مسكوا فى بعض فخفت الجروب ينهار وكدهون، فقلت لها والدموع تملأ عينى؛ كنتى سبتيه ينهار يا دلال  ونبقى ضربنا عصفورين بحجر واحد نخلص من خناقات الماميز ومانجيب هدايا الكريسماس للمدرسين والمدرسات وكدهون، نظرت لى زوجتى نفس نظرة رأفت الهجان لممتاز بيه وقالت لى بأداء مسرحى ردىء: ما تخفش يا منعم أنا بعت دبلة جوازنا علشان أقدر أدفع نصيبنا من هدايا السنة الجديدة وأشرفك قدام زمايلك من أولياء الأمور يا منعم وكدهون، أنا كمان عايز هدية السنة الجديدة يا بابا نويل.