الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كذب الجماعة من البنا إلى «ترتر»!

كذب الجماعة من البنا إلى «ترتر»!

عندما أسس حسن البنا جماعته ادعى بأنه سيتم إجراء إصلاح سياسى واجتماعى واقتصادى من منظور إسلامى شامل محددا العمل تحت شعار «الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا» لتحقيق أهداف الجماعة، شريطة الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوَّة والثقة، إعمالا بالسنة المطهرة فى جل شىء اعتمادا على طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب فى الله، والأخوة فى الله.. إلا أن التجربة على أرض الواقع أكدت أن منهجهم المزعوم وفكرهم المسموم يثبت عكس ما يدعون به سواء فى الزمن القديم أو الحديث، فبدلا من الفهم والإخلاص والتجرد والأخوَّة وإعلاء مصلحة الأمة والوطن قاموا بالقتل والاغتيال وإراقة الدماء لكل من يختلف معهم فى الرأى أو الفكر أو الاتجاه، فكان اغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر فى عام 1945، ثم المستشار والقاضى أحمد الخازندار 1948، وبعده بشهور لقى رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النُّقراشى مصرعه، بخلاف محاولتهم اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر أثناء إلقائه خطابا بميدان المنشية بالإسكندرية‏، وبعده شهدنا اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى حادثة المنصة الشهيرة فى 6 أكتوبر 1981، وحديثا وتحديدا عقب ثورة ٣٠ يونيو شهدنا عددا من محاولات الاغتيال الأخرى كان أبرزها اغتيال المقدم محمد مبروك أبو خطاب، مسئول ملف «الإخوان» بالأمن الوطنى، وهو متوجه إلى مقر عمله، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم اغتيال اللواء محمد السعيد سعد الدين أحمد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، أمام منزله فى منطقة الطالبية بالهرم، وفى 29 يونيو 2015 استهدفت سيارة ملغومة، موكب النائب العام المستشار هشام بركات وذلك أثناء تحركه من منزله بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالى، وتوفى إثر إصابته بتهتك فى الرئة والكبد ونزيف داخلى حاد.. ناهيك عن قتل العديد من المواطنين الأبرياء من جراء عملياتهم الإرهابية.



 وفيما يخص الكذب سنجد أن تاريخ الجماعة فى هذا الشأن كبير أيضا وليس له أدنى علاقة بما يقولونه وبالأصح يدعونه عن طهارة النفس ونقاء القلب وسلامة الصدر، فمثلا علاقة الجماعة بالمستعمر الإنجليزى فى السر كانت على أحسن وجه وتنقل لهم جل كبيرة وصغيرة، ولذلك لم يبخلوا فى تأييدها ودعمها ماديا، ولكن فى العلن كانت تهاجمه تحت ستار ادعاء الشرف والوطنية والجهاد، وفى واقعة مقتل النقراشى لم يكن بمستغرب أن يصدر حسن البنا بيانا تحت عنوان (ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين) عقب إلقاء القبض على قاتله واعترافه بأنه عضو فى الجماعة للتنصل من الحادث، إلا أن مذكرات محمود الصباغ أحد أعضاء التنظيم الخاص كشفت مغالطات مؤسس الجماعة، حيث أكد أن سبب إصدار البيان هو تخفيف حدة الضغط على الجماعة، حتى تحالفهم مع عدو الشعب إسماعيل صدقى والملك فاروق فقد جاء على عكس رغبة الشعب الذى هم منه، ولكن المصالح هى من تقول من معنا ومن علينا، وفى النهاية يعد كذبهم أبيض ولا غبار عليه، وتكرر الحال عقب محاولة اغتيال جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية من إنكار الجماعة ثم اعتراف بتنفيذها.

كذب ونفاق تكرر كثيرا عقب ثورة 25 يناير التى لم يشاركوا فيها منذ البداية، ثم اعتلوها بعد ذلك بدهاء ومكر لا يجيدون سواه، عندما رفعوا شعار الدين والشريعة والشرعية التى اعتاد رجلهم فى مقر الرئاسة التمسح بها وترديدها فى جل مناسبة، ثم اتضح أنهم ليسوا دعاة دين أو شريعة أو حتى شرعية عقب الكشف عن نواياهم الحقيقية، وقتها نفض الجميع يده منهم وسقط معهم نداء مشاركة لا مغالبة الذى صدعونا به، بعد احتلالهم مقاعد برلمانهم المشئوم ومقعد الرئاسة الذى جلس عليه من وضع يده فى يد كل من تسول له نفسه خراب مصر وهدمها، ولتأكيد منهج الكذب الذى أصبح دستور حياة لهم ولجل من يسير على دربهم، خرج علينا مؤخرا نصابهم الأكبر وبطل معاركهم الجنسية المتفاخر بفحولته المدعو عبدالله الشريف (الشهير بعبدالله ترتر) بتسريبات مفبركة جديدة، حيث نشر تسجيلًا صوتيًا لمحادثة هاتفية بين شخص يدعى أنه لواء برئاسة الجمهورية مع سيدة ادعت أيضا أنها تعمل بمؤسسة الرئاسة. واتفاقهما على قيام اللواء من خلال علاقاته المتشعبة بالعديد من المسئولين بالدولة بتسهيل حصولها وبعض المرتبطين بها على عقود لتنفيذ عدد من المشروعات الكبرى، تقوم الدولة بإنشائها فى مختلف المجالات وذلك بغرض تحقيق ربح مادى للمذكورة، تسريبات اتضح فبركتها وكذبها صاغها (ترتر)، كشفتها أجهزتنا الأمنية فى التو واللحظة ودعمتها بالوثائق والمستندات صوتًا وصورة وفيديوهات حتى لا يخرج علينا من يؤكد عدم حدوثها من أعضاء جماعة اعتادت الكذب ولم تفلح يوما فى التطهر منه ومن قذارته وانحطاط أفكارها التى تجعلها تسعى إلى هدم وخراب الوطن.