الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عام التعافى «فنيا» من جائحة كورونا: 10 ملاحظات على سينما 2021

أيام قليلة تفصلنا عن نهاية عام 2021، ولا تزال دور العرض السينمائية تستقبل أفلاما جديدة معظمها تم الانتهاء من تصويرها منذ فترة طويلة، وتم تأجيل طرحها ليتقرر طرحها فى ديسمبر تزامنا مع موسم رأس السنة المعروف سنويا بوجود فيلم أو اثنين فيه لكن هذه المرة سيتواجد به أكثر من 5 أفلام دفعة واحدة فى سابقة لم تحدث منذ سنوات، منها فيلم (بره المنهج، وريتسا، ومربع برمودا، وأبو صدام) وغيرها من الأفلام التى من المتوقع طرحها فى الأيام القليلة المتبقية من هذا العام، ليصل إجمالى الأفلام التى عرضت فى 2021 إلى حوالى 30 فيلما، وهو رقم ليس سيئا إذا اعتبرنا أنه عام التعافى سينمائيا من جائحة كورونا، حيث توقف الإنتاج تقريبا فى 2020، وأغلقت دور العرض، واستغرقت عملية النهوض مجددا وقتا طويلا، وفى السطور التالية نلقى الضوء على 10 ملاحظات ميزت هذا العام سينمائيا.



1-  المنصات منافسا قويا لدور العرض

فى عام 2020 قرر المنتج أحمد السبكى عرض فيلم (صاحب المقام) على منصة «شاهد» ليصبح هو أول فيلم مصرى يعرض على منصة إلكترونية بديلا عن السينما بسبب جائحة كورونا، وقد حقق الفيلم الذى لعب بطولته كل من «يسرا، آسر ياسين، وأمينة خليل» حوالى 20 مليون مشاهدة، وفتح مجالا جديدا أمام تنوع الأفلام من حيث تعدد أشكال العرض، لكنه فى المقابل حقق جدلا كبيرا فى غرفة صناعة السينما، حيث يؤمن أعضاؤها أن الفيلم هو ما يعرض تجاريا داخل قاعات العرض أولا، ومن ثم يعرض عبر الوسائط الأخرى، وأن التراتبية تلك أمر ضرورى حتى يتم اعتبار المنتج النهائى فيلما، ويبدو أن هذا الجدل قد أثر قليلا على قرار المنتجين بعرض أفلامهم على منصات بشكل حصرى دون المرور على السينما حيث عرض فيلمان فقط هذا العام هما فيلم الرعب (عمار) من بطولة «شريف سلامة وإيمان العاصى» وفيلم (أعز الولد) من بطولة «ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز».

2. نجاح كبير وإيرادات محدودة

يتربع فيلم (العارف) لـ«أحمد عز» على قمة إيرادات هذا العام، حيث يقف على أعتاب الـ 60 مليون جنيه، يليه بفارق طفيف فيلم (الإنس والنمس) لـ«محمد هنيدى» ثم فيلمى (مش أنا) لـ«تامر حسنى» و(البعض لا يذهب للمأذون مرتين) لـ«كريم عبدالعزيز» وكلاهما لم يتجاوزا حاجز الـ 45 مليون جنيه، وهو رقم هزيل جدا إذا ما أخذنا فى الاعتبار محدودية عدد الأفلام، وارتفاع أسعار التذاكر، وعودة دور العرض للعمل بكل طاقتها الاستيعابية، وخصوصا إذا ما تم مقارنته بأفلام عرضت عام 2019 وكسرت حاجز الـ 100 مليون جنيه مثل (الفيل الأزرق 2، وأولاد رزق 2), 

3. مخرج واحد وعملان

لاعتبارات كثيرة لم تعد دور العرض السينمائى تشهد فيلمين لنفس المخرج فى نفس العام كما كان الحال فى الثمانينيات على سبيل المثال، لكن فى 2021، عاد هذا الأمر متاحا مرة أخرى حيث كون المخرج «محمود كريم» ثنائيا مع المؤلف «لؤى السيد» وقدما فيلمين كوميديين هذا العام، وهما (أحمد نوتردام) من بطولة «رامز جلال وغادة عادل» وفيلم (ماما حامل) من بطولة «ليلى علوى وبيومى فؤاد» كما قدم المخرج «محمد أمين» صاحب روائع (فيلم ثقافى، وليلة سقوط بغداد، وفبراير الأسود) فيلمين أيضا هذا العام وهما فيلم البطولة الجماعية (200 جنيه) وقد حقق إيرادات حوالى 8 ملايين جنيه، وفيلم (المحكمة) من بطولة «غادة عادل وفتحى عبدالوهاب» الذى حقق حوالى 3 ملايين جنيه، ويمكن القول أن كلا الفيلمين بعيدان تمام البعد عن عالم «محمد أمين» الذى يمزج فيه الرأى السياسى بالكوميديا العبثية، ولذا لم يحققا أى تأثير عند عرضهما.

4. محاكاة كوميدية لأفلام قديمة

إذا لم يكن الزعيم «عادل إمام» بطلا لأحد أفلام هذا العام، فهو حاضر بقوة فى أسمائها حيث تم استغلال اسمين لفيلمين هما من أشهر أفلامه، واستخدامهما فى عملين من أكثر الأعمال الكوميدية نجاحا هذا العام، وهما فيلم (البعض يذهب للمأذون مرتين) الذى قدمه «عادل إمام» فى نهاية السبعينيات، واستغله «كريم عبدالعزيز» فى فيلم (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) أما الاسم الآخر هو لفيلم الرعب (الإنس والجن) الذى تم تقديمه فى منتصف الثمانينيات، واستغله «محمد هنيدى» فى فيلمه الأخير (الإنس والنمس) ورغم ما تبديه تلك المحاكاة من إفلاس وعدم قدرة على ابتكار أسماء جديدة، واللجوء لنجاح أعمال سابقة من أجل استغلالها  إلا أنها تخلق مفارقة كوميدية لدى المتلقى وتحديا قويا أمام صناع العمل الجديد.

5. أول فيلم خيال علمى مصرى من بطولة روبوت

لا يتعدى عدد أفلام الخيال العلمى المصرية أصابع اليد الواحدة منذ أن تم تقديم فيلم (عيون ساحرة) فى منتصف الثلاثينيات من بطولة «آسيا داغر ومارى كوينى» وفيلم (رحلة إلى القمر) الذى لعب بطولته «إسماعيل ياسين» فى نهاية الخمسينيات، لكن تصنيف معظم تلك الأفلام تحت تلك المظلة ينطوى على خلط واضح بين (الخيال العلمى والفانتازيا) لذلك تم تصنيف فيلم (موسى) الذى تم تقديمه هذا العام من تأليف وإخراج «بيتر ميمى» وبطولة «كريم عبدالعزيز وإياد نصار» كأول فيلم خيال علمى رومانسى من بطولة روبوت، حيث تدور أحداث الفيلم حول شاب يقرر صناعة روبوت للانتقام من الأشرار فى المجتمع، ما يتسبب له فى صراعات، وقد حقق الفيلم إيرادات حوالى 17 مليون جنيه، كما حقق نجاحا كبيرا بعد عرضه على منصة شاهد مؤخرا.

6. إثارة للجدل دون عرض جماهيرى

لم يحدث هذا العام أن ثار جدل على فيلم سينمائى بعد عرضه جماهيريا، اللهم إذا اعتبرنا  ما صنعه تبرؤ الفنانة المعتزلة «حلا شيحة» من مشاهدها فى فيلم (مش أنا) مع «تامر حسنى» وما تبع تصريحاتها من أزمات،  لكن الغريب أن الجدل الحقيقى قد حدث بسبب أفلام لم يتم عرضها عرضا جماهيريا، وعرضت فقط على عدد محدود من الجمهور فى المهرجانات، ومن أبرز تلك الأزمات أزمة فيلم (ريش) الذى اتهم صناعه بالإساءة لسمعة مصر، وفيلم (أميرة) للمخرج المصرى «محمد دياب» الذى يلاحق صناعه اتهامات بالإساءة للأسرى الفلسطينيين فى المعتقلات الإسرائيلية، وعلى إثر تلك الأزمة قرر صناعه عدم عرضه، كما قررت الأردن سحبه من ترشيحات الأوسكار.

7. عودة بريق محمد هنيدى

منذ عام 2005، وتحديدا منذ عرض فيلم (يا أنا يا خالتى) لم يتمكن «محمد هنيدى» من استعادة البريق الذى لازمه فى نهاية التسعينيات وبداية الألفية، ووصفت أفلامه طوال كل تلك السنوات بالأفلام محدودة النجاح، قليلة الإيرادات، والتى غاب عنها توهج «هنيدى» الذى عرفه الناس فى بداياته، حيث قدم أفلاما مثل (صعيدى فى الجامعة الأمريكية، وهمام فى أمستردام، وجاءنا البيان التالى) وغيرها من الأفلام التى صنعت نجوميته، ومع ذلك ظل «هنيدى» محتفظا بنجومية من نوع خاص سواء وسط جمهوره على وسائل التواصل الاجتماعى، أو فى الحملات الإعلانية التى قدمها فى السنوات الأخيرة، وحصدت نجاحا كبيرا، لكن مع حصول فيلمه (الإنس والنمس) على المركز الثانى فى الإيرادات هذا العام بعد فيلم (العارف) يمكن القول أن 2021 هو عام استعادة بريق نجومية «هنيدى» بعد أن خفت لسنوات.

8. لا مسلَّمات والجمهور هو بوصلة النجاح

فى عام 2017 قدم المخرج «أحمد خالد موسى» فيلم (هروب اضطرارى) من بطولة «أحمد السقا» محققا إيرادات تجاوزت الـ50 مليون جنيه محتلا المركز الثانى فى قائمة الأفلام الأعلى إيرادات فى هذا العام، الغريب أن خطواته السينمائية لم تعد بنفس القوة، ففى 2021 قدم فيلم (30 مارس) الذى لعب بطولته «أحمد الفيشاوى، ودينا الشربينى» والذى تذيل قائمة الإيرادات، ولم يحصد طوال فترة عرضه فى السينمات سوى على مليون و400 ألف تقريبا، فى حين أن فيلم مثل (وقفة رجالة) من إخراج «أحمد الجندى» وتأليف «هيثم دبور» قد حقق نجاحا مبهرا وغير متوقع، ولا سيما أن الفيلم لا يعتمد على ميزانية ضخمة، سواء فى تكلفة إنتاجه، أو أجر الأبطال المشاركين فيه، الجميل أن هذا النجاح لم يقتصر على السوق المحلية فحسب، فقد تجاوزه إلى السوق العربى، حيث حقق الفيلم بعد عرضه فى السينمات السعودية إيرادات وصلت إلى حوالى 20 مليون دولار. 

9. أفلام وثائقية فى دور العرض السينمائية

فى هذا العام تم عرض فيلمين وثائقيين مصريين فى سينما زاوية، وهما فيلم (عاش يا كابتن) و(كباتن الزعترى) وهى ليست المرة الأولى بالتأكيد التى تعرض فيها سينما زاوية هذه النوعية من الأفلام، لكن الجميل هو انتظار الجمهور لهما والإيرادات التى تم تحقيقها من خلال عرضهما خصوصا أن كلا الفيلمين قد اكتسبا شهرة كبيرة بعد نجاحهما فى العديد من المهرجانات العالمية.

10. أفلام مؤجلة ولكنها منتظرة 

هناك العديد من الأفلام الهامة التى تمت صناعتها فى 2021 لكنها لم تجد سبيلها للعرض فى هذا العام، ومع ذلك فإن الجمهور متشوق لمشاهدتها منها على سبيل المثال فيلم (كيرة والجن) عن قصة الكاتب «أحمد مراد» والمنتظر أن يجمع بين «كريم عبدالعزيز، وأحمد عز» لأول مرة من إخراج «مروان حامد» كما ينتظر الجمهور فيلم (أهل الكهف) عن رائعة «توفيق الحكيم» من بطولة « خالد النبوى، ومحمد ممدوح» ومن إخراج «عمرو عرفة» أما فيلم (أشباح أوروبا) والذى تلعب بطولته «هيفاء وهبى» فيواجه مصيرا مجهولا بعد الحكم بحبس منتجه «محمد وزيرى» 3 سنوات، بسبب قضيته المالية مع الفنانة «هيفاء وهبى» والتى اتهمته فيها الأخيرة بالنصب عليها، كما ينتظر الجمهور فيلم (شكوكو) من بطولة «يسرا» وتأليف «إبراهيم عيسى» وإخراج «ماندو العدل» وتنتظر «منى زكى» أيضا عرض فيلمها (القاهرة مكة) من إخراج «هانى خليفة»، أما بالنسبة لأفلام الأجزاء فمن المقرر أن تشهد دور العرض السينمائى فى 2022 عرض فيلم (الفيل الأزرق 3) لـ «كريم عبدالعزيز» بعد أن حقق جزآه الأول والثانى نجاحا كبيرا.