الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المسألة العجيبة!!

تلكأ التاريخ وأعطاها ظهره لمدة ستين عامًا.. ثم عاد لينصفها أخيرًا.. وينفى عنها الشائعات التى طاردتها زمان.. والتى ظلت تلاحقها حتى بعد أن ماتت وشبعت موتًا.. فإذا بالتاريخ يقول كلمته الفاضلة مؤكدًا أن صاروخ الإغراء الأمريكية الراحلة مارلين مونرو كانت لا تعرف بالكاد الرئيس الأمريكى الراحل أيضًا جون فيتز جيرالد كينيدى الشهير بجون كينيدي!!



شهادة التاريخ المتأخرة تعنى براءة مارلين مونرو من شبهة إقامة علاقة حميمة مع الرئيس الأمريكى.. وهو ما كان يردده الجميع من رجال السياسة والفن ونجوم المجتمع.. وما كانت تؤكده جميع الشائعات.. بل وذهب بعض المحللين إلى القول أن علاقة الرئيس بالممثلة هى السبب الرئيسى وراء اغتيالها وتصوير الاغتيال على أنه انتحار.

ثم اغتيال الرئيس شخصيًا حرصًا على سمعة البيت الأبيض.. وخصوصًا أن الشائعات كانت ترشح صاروخ الإغراء مارلين مونرو للزواج من الرئيس جون كنيدى.. بعد طلاقه من زوجته وأم العيال جاكلين كنيدي!!

المسألة العجيبة أن الصحافة الأمريكية استسهلت مسألة علاقة مارلين مونرو بالرئيس الأمريكى.. ووجدت فيها مادة خصبة للكتابة.. خصوصًا وأن ممثلة الإغراء الشهيرة تمتعت بالجمال والحيوية والأنوثة والإثارة.. فى حين كان كينيدى رمزًا للشباب والرجولة والشهرة والنفوذ.. فنسجت وسائل الإعلام الأمريكية القصص والمغامرات.. وقلدتها وسائل الإعلام فى العالم كله.. متناسية أن مارلين مونرو كانت مرتبطة بعلاقة زواج سعيد بزوجها الأديب المشهور وكاتب المسرح اللامع أرثر ميللر.. فى حين أن جون كينيدى كان يعيش حياة زوجية مستقرة مع زوجته صاحبة الجمال الأرستقراطى جاكلين كينيدى.

منذ شهور.. خرج علينا مؤرخ رصين وكاتب محترم.. تخصص فى الكتابة عن النجوم والمشاهير.. خرج علينا الكاتب دونالد سبوتو يؤكد أنه تحقق بنفسه.. وسأل الأصدقاء المشتركين.. ورجع إلى شهود العيان.. فوجد أن الرئيس والممثلة تقابلا طوال حياتهما القصيرة أربع مرات فقط.. أشهرها ذلك اللقاء فى عيد ميلاد الرئيس مساء 19 مايو 1962.. حين احتفل كينيدى بعيد ميلاده فى حديقة ميدان ماديسون بنيويورك وحضره حوالى 15 ألف مدعو.. تقدمتهم مارلين مونرو والتى رقصت مع الرئيس رقصة ساخنة وهى ترتدى فستانًا شفافًا مرصعًا بحبات اللؤلؤ كشف الكثير من مفاتنها السخية!!

أقسم المؤرخ الأمين أن كينيدى لم يتقابل أبدًا مع مارلين مونرو وحدهما سوى مرة واحدة.. لم يستطع المؤرخ أن يحدد ما دار فيها بالضبط.. حيث كان اللقاء فى 24 مارس 1962 فى منزل الممثل الشهير بينج كروسبى الصديق المشترك لهما.. حيث تناولا العشاء ثم أمضيا طوال الليل فى الحوار والمناقشة!!

لم يعرف المؤرخ تفاصيل ما دار فى تلك الليلة بالضبط.. لكنه يؤكد أن اللقاء كان سريًا لم تعرف به المدام جاكلين كينيدى.. كما لم يأخذ به خبرًا الأستاذ أرثر ميللر.. بالإضافة إلى أن سكرتارية الرئيس الأمريكى لم تسجله فى الأجندة الخاصة باللقاءات.

مارلين مونرو براءة إذن.. وقد طاردتها الشائعات طوال ستين سنة.. حتى جاء المؤرخ الأمين والرصين لينصفها وينقذ سمعتها حتى وإن لم يعرف تفاصيل ما دار فى اللقاء الحميم فى منزل الصديق المشترك!!