السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رؤيتى الشخصية.. اتركوا المرأة فى حالها والدين لأهله

رؤيتى الشخصية.. اتركوا المرأة فى حالها والدين لأهله

لا تزال قضية التعدد تطل علينا بين الحين والآخر بفتاوَى دينية صادمة ما أنزل الله بها من سُلطان، كان آخرها الفتوَى التى أثارت جدلًا كبيرًا فى الشارع المصرى الأسبوع الماضى والتى أطلقها ابن الشيخ السلفى إسحاق الحوينى، وقال فيها موجهًا حديثه لأزواج: «لو زوجتك أحسن واحدة فى العالم وبتخدمك بعنيها ووقفت جنبك طول حياتك وبتغسلك رجليك كل يوم لما ترجع من الشغل برده من حقك تتجوز عليها وده مش خيانة ليها ولا ظلم ولا افتراء ولا عدم إحسان.. إحنا اتربينا فى مجتمعات متخلفة بعدت عن دين ربنا».



ورُغْمَ أن هذه الفتوَى تتنافَى مع ما ورد فى القرآن الكريم بشأن التعدد وما جاءت به التفسيرات الدينية من أن شرط العدل فى سورة النساء من الصعب تحقيقه؛ حيث قال تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)، ثم تبعتها آية أخرى (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ).

وقد يظن البعضُ أنه بتلك الآيات الكريمة قد تم حسم قضية التعدد وأن النقاش فيها لم يعد مُجديًا وأنه لا يحق لأحد من علماء الدين أن يفتى بغير ما أمَرَ الله سبحانه وتعالى به؛ إلا أننا ومع الأسف نجد الرجل لا يزال يتمسك بمبدأ مُثنى وثُلاث ورُباع ضاربًا عرض الحائط بالضوابط والقيود التى وضعها الشرع لمن يرغب فى التعدد، ويساعده فى ذلك رجال الدين المتشددون الذين ينظرون أيضًا إلى الأمْر على أنه حق خالص للرجل ويعملون على لىّ عُنُق الآيات لصالح أفكارهم ومعتقداتهم وينادون بضرورة إعادة تنشئة وتربية الفتيات على تقبُّل التعدد بحُجة حماية الأرامل والمطلقات دون مراعاة لمستجدات العصر وثقافته.. ويأتى ذلك فى الوقت الذى ترى فيه امرأة هذا العصر عدم التعدد مَطلبًا أساسيًا وحقًا من الحقوق التى يجب أن تحصل عليها؛ خصوصًا أن بعضَ الدول العربية والإسلامية مثل تونس والمغرب قامت بتجريم الرجل إذا أقدَم على الزواج بأخرى دون إذن المحكمة، وهنا يجب التنويه على أن موقف المرأة المصرية لم يتغير منذ الخمسينيات من القرن الماضى وهى على موقفها الرافض للزوجة الثانية ونشأت فى ظل ذلك أجيال من الفتيات اللائى يرفضن أن يكن زوجة ثانية فى حياة زوجية قائمة على التعدد وأصبح المجتمع تائهًا وأصبحت الأسر تعيش بأفكار متناقضة، وهو ما يفسر سببَ التزايُد الهائل الذى يمثل قنبلة موقوتة لأطفال الشوارع، فالتعدد يؤدى إلى الطلاق وانهيار الأسر وتشريد الأطفال وما بين هذا وذاك ستظل القضية مطروحة للنقاش وسيظل التعددُ حائرًا ما بين الشريعة والقانون، وإن لم نسارع باتخاذ خطوة إيجابية سنظل نعانى من تبعاته وسلبياته، وستظل تلك الفتاوَى البغيضة تنهال علينا تخرّب فى المجتمع وتشوّه صورة الإسلام والمسلمين.

ارفعوا أيديكم عن المرأة، اتركوها فى حالها واتركوا الدين لأهله.