الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأمم المتحدة تتوقع 2 تريليون دولار خسائر فى السياحة العالمية: «الوبــاء» يُلاعب الاقتصاد العالمى

ضربة أخرى موجعة يتلقاها الاقتصاد العالمى الذى يحاول بالكاد التكيُّف مع الظروف القاسية الذى فرضها ارتفاع معدل «التضخم» على الأسواق بسبب جائحة كورونا، فمع الإعلان عن ظهور  متحور «أوميكرون»، اهتزت البورصات العالمية وتأثرت قطاعات حيوية مثل السياحة والنفط  مع إغلاق عدة دول مجالها الجوى تمامًا.



رُغم أن منظمة الصحة العالمية لم تؤكد مدى خطورة المتحور الجديد، حتى دولة جنوب إفريقيا التى  ظهر فيها المتحور قالت أنها لا تزال فى مرحلة التقييم؛ فإن التأثير كان قويًا على بلدان فى الوقت الذى تتعايش فيه دول أوروبية مع الوضع بغض النظر عن التداعيات.

وتتجه أنظار المستثمرين صوب العديد من البيانات والأحداث الاقتصادية المهمة، كما تتجه أنظار متداولى النفط لاجتماع منتجى النفط؛ حيث ستجتمع «أوبك+» فى الرابع من الشهر المقبل، وذلك فى أعقاب تراجع الأسعار بأكثر من 10 دولارات للبرميل خلال تداولات ما بعد «أوميكرون» فى أكبر انخفاض منذ أبريل.

 

 البورصة العالمية

تراجعت الأسهم العالمية إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف أكتوبر، وفقد النفط 13 % من قيمته، بينما هبط عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكبر قدر منذ الأشهر الأولى للوباء.

 كما عانت أسهم أوروبا من أكبر خسارة لها فى 17 شهرًا، وتراجعت أصول المضاربة مثل «بتكوين»، ما ترك أكبر عملة مشفرة فى العالم أقل بنحو 20 % تقريبًا من الرقم القياسى الذى سجلته فى 10 نوفمبر.

وقلص التجار الرهانات على تشديد السياسة النقدية لمحاربة التضخم، والذى كان الموضوع السائد، وسط توقعات بأن أسوأ فترات الوباء قد انتهت، ومع ذلك لا يزال أثر سلالة «أوميكرون» على النمو والتضخم ضبابيًا.

وقال بن إيمونز، محلل الاقتصاد الكلى العالمى لدى «ميدلى غلوبال أدفايزرز» (Medley Global Advisors): «قد يحصل التضخم على فترة راحة قصيرة بسبب انخفاض أسعار الطاقة، لكن عمليات الإغلاق ستزيد من القيود على العرض، بينما يستمر طلب المستهلكين فى الولايات المتحدة».

وأشار بيتر بيريزين، كبير المحللين الاستراتيچيين العالميين فى «بى سى أيه ريسيرش» (BCA Research): «على أقل تقدير، ستكون التقلبات أعلى فى الأسبوعين المقبلين»، وأضاف أنه يمكن أن تنخفض الأسهم أكثر، لكن الانزلاق بأكثر من 10 % يمثل فرصة شراء.

وتنتظر أسواق المال إجابات حول طبيعة سلالة «كورونا» الجديدة، والأمر قد يستغرق عدة أسابيع من عدم اليقين، كما تتوقع شركة «بيونتيك» (BioNTech) لصناعة اللقاحات صدور البيانات الأولية فى غضون أسبوعين، وستساعد النتائج الأولية فى تحديد ما إذا كان الخوف عابرًا، أمْ أن هناك ضربة أكبر لإعادة فتح الاقتصاد العالمى تلوح فى الأفق.

وقد شهدت البورصة العالمية هروبًا جماعيًا من الأسهم فى جميع أنحاء العالم والأموال تتدفق إلى الملاذات الآمنة مثل السندات السيادية مع تصاعد التقلبات.

 السياحة

بسبب القيود التى فرضتها معظم دول العالم على التحرك والأنشطة الترفيهية وغلق حركة الطيران، ومع ظهور  أوميكرون، عادت العديد من الدول لتقييد حركة السفر لبعض الدول؛ خصوصًا الوافدين من دول إفريقية، وسط توقعات بتوسيع دائرة الحظر الفترة المقبلة مع بدء اكتشاف السلالة فى العديد من دول العالم.

وقد أعلنت منظمة تابعة للأمم المتحدة  أن جائحة «كوفيد - 19» ستكلف السياحة العالمية خسائر بتريليونَى دولار عام 2021، وهو مَبلغ مماثل للعام الماضى، واصفة تعافى القطاع بأنه «بطىء» و«هش».

تأتى هذه التوقعات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية التى تتخذ مدريد مقرًا، فى وقت تكافح أوروبا زيادة فى الإصابات بكوفيد ويواجه العالم متحورة جديدة أطلق عليها اسم أوميكرون.

وفى حين أن هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة والمكلفة الترويج للسياحة ليس لديها تقدير لكيفية أداء القطاع فى العام المقبل؛ فإن توقعاتها على المدى المتوسط ليست مشجعة، وقالت فى بيان «على الرغم من التحسينات الأخيرة؛ فإن معدلات التطعيم المتفاوتة حول العالم وسلالات كوفيد-19 الجديدة» مثل متحورة دلتا وأوميكرون «يمكن أن تؤثر على التعافى البطىء والهش أصلاً».

وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلى لوكالة فرانس برس: إن التطورات الأخيرة المتمثلة بفرض قيود جديدة على خلفية انتشار الفيروس وإجراءات الإغلاق فى دول عدة خلال الأسابيع الفائتة، تُظهر أنه «وضع لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير».

وبسبب أوميكرون، هبطت أسهم قطاع السفر والترفيه، بنسبة 8.85 %، فى أكبر خسارة يومية منذ مارس 2020. كما كشف الاتحاد الدولى للنقل الجوى «آياتا» فى أكتوبر 2021، أن شركات الطيران العالمية ستخسر أكثر من 200 مليار دولار فى ظل استمرار القيود على السفر خلال 2022.

 أوبك

تعتزم منظمة أوبك وحلفاؤها تأجيل اجتماعين فنيين إلى وقتٍ لاحق بعد انهيار النفط، وذلك بهدف منح اللجنتين المعنيتين مزيدًا من الوقت لتقييم تأثير السلالة الجديدة من فيروس كورونا «أوميكرون».

سيتيح تأجيل الاجتماعات الفنية الوقت للخبراء لتحليل السوق بعد انخفاض الأسعار بأكثر من 10 %، بفعل ظهور المتغير الفيروسى الجديد «أوميكرون»، الذى أقلق التجار، بحسب مندوبين مطلعين على الموقف طلبوا عدم الكشف عن هويتهم كون المناقشات داخلية.

 أوروبا تتعايش مع الإغلاقات

يحاول الاقتصاد الأوروبى التعايش مع القيود الجديدة التى تفرض عليه؛ خصوصًا بعد ظهور سلالة «أوميكرون»، الأمر الذى يختبر قدرته على التصدى لكل هذه التحديات.

وقد عبَّر محافظو البنوك المركزية الأوروبية عن ثقتهم الهادئة فى قدرة الاقتصاد على تجاوز القيود الجديدة، قبل الكشف عن البديل، وسط قيود السفر العالمية.

فى الوقت نفسه، تشير البيانات إلى أن تأثير هذه الإجراءات على النمو أصبح أقل إيلامًا مع كل إغلاق متتالٍ، مما يمنح بعض الأمل.

فى فرنسا على سبيل المثال، انخفض النشاط الاقتصادى بثانى أكبر اقتصاد فى منطقة اليورو بما يصل إلى 29 نقطة مئوية خلال الإغلاق الأول من شهر مارس، حتى مايو العام الماضى.

مع ذلك، أدى الإغلاق اللاحق فى شهر أكتوبر من العام 2020 إلى تراجُع النشاط بمقدار 4 نقاط مئوية فقط، فى حين كان للإغلاق الذى بدأ فى شهر أبريل تأثير ضئيل تقريبًا.

وإذا كان قد سرَى هذا النمط فى جميع أنحاء المنطقة، مثلما تشير بيانات «بلومبرج إيكونوميكس»؛ فإن ذلك يثير احتمالية قدرة الاقتصاد الأوسع على مواجهة شتاء ثانٍ من الإغلاق الشديد دون الحاجة إلى اللجوء لمساعدات مالية طارئة جديدة، أو تعطيل خطط البنك المركزى الأوروبى للابتعاد عن الحزم التحفيزية للأزمة.

وقال فيليروى دى غالو، محافظ بنك فرنسا لصحيفة «بورسين زايتونغ» الألمانية: «تظهر تجربة العشرين شهرًا الماضية أن كل موجة جديدة من فيروس كورونا تسببت فى أضرار اقتصادية أقل من سابقتها. هناك شىء واحد لا يجب نسيانه أيضًا، وهو أن نسبة التطعيم متقدمة فى أوروبا أكثر من أى قارة أخرى. هذا إنجاز صحى عظيم، ولكنه أيضًا ميزة اقتصادية».