الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مع ظهور المتحور الجديد لكورونا.. الشعب يريد الاستمرار فى الحياة

الإعلان عن ظهور متحور كورونا الجديد «أوميكرون» حمل هذه المرة الكثير من التخوفات ليس من الإصابة بالفيروس فقط ولكن من مواجهة شبح الإغلاق والحظر أيضًا.. حيث عايشنا جميعًا تلك المشاعر الصعبة لعامين منذ ظهور الوباء.. ويبدو أن تلك التخوفات شكلت رؤية جديدة لدى الناس للتعامل والتعايش  خلال الفترة المقبلة.



 

«روزاليوسف» تواصلت مع عدد من المواطنين من شرائح وطبقات وحتى مهن مختلفة.. للاستطلاع على الطريقة التى قرروا أن يواجهوا بها المتحور الجديد.. وجاءت الإجابات فى معظمها معبرة عن رفض تام لعودة الإغلاق مرة أخرى.. لكنها فى نفس الوقت لم تتجاهل ضرورة التمسك بالإجراءات الاحترازية لعبور تلك الفترة بأمان.

أغلب الآراء اعتمدت على الثقة فى الإدارة الصحية والسياسية فى مواجهة المتحور الجديد، والتى عبرت بنا بشكل آمن خلال موجات الفيروس السابقة خصوصًا أننا إلى الآن لم نلحظ زيادات ملحوظة فى عدد الإصابات.

فى السطور التالية نبحث سويًا مع وجهات نظر مختلفة عن طريق ثالث بين شبحين: «الإصابة والإغلاق».

أمل عمرـ مدير أكاديمية لتعليم الأطفال، تقول: تكبدت خسائر فادحة حين تم الإغلاق الأول وتراكمت المديونيات وأصبحت مطالبة بسداد مبلغ 80 ألف جنيه للإيجار فقط عن تلك الفترة وإلى الآن مازلت أسدد أقساط هذه الفترة العصيبة، ومن جانبى كمديرة للحضانة ومسئولة عن سلامة الأطفال الملتحقين بها فضلت ألا تزيد الأعداد بعد العودة للعمل على 20 طفلاً فقط مع الالتزام بالنظافة المستمرة للمكان والكمامات للعاملين به، كما تم منع دخول الأهالى للحضانة تقليلاً للاختلاط وحرصًا لعدم انتقال العدوى، كما وفرت مساحة خاصة لهم خارج الحضانة لممارسة أنشطتهم فى الهواء الطلق .

يسرا يحيى والدة لطفلين فى مراحل تعليمية مختلفة ترى أن قرار الإغلاق إذا ما تم سيؤدى إلى انتكاسة كبرى فى مستوى تعليم الأطفال، فمحصلة العامين الماضيين وما حدث خلالهما كانت صفرًا بالنسبة لدراستهم، فقد أهمل الطلاب دروسهم وتفرغوا للألعاب الإلكترونية، وهو ما لمسه المدرسون حين عودتهم للدراسة.

توافقها الرأى منى إسماعيل إحدى أولياء الأمور فما كان من أبنائها فى فترة الإجازة الإجبارية إلا إهمال مقرراتهم التعليمية، وفى المقابل متابعة مواقع التواصل الاجتماعى حتى تحول الأمر لإدمانها. 

أما بالنسبة للطلاب أنفسهم فيقول عبدالرحمن شريف ومحمد مصطفى طالبان فى الصف الثالث الثانوى أنهما استمتعا بفترة الإجازة الطويلة فيما عدا حرمانهما من تدريبات كرة القدم التى اعتادا حضورها منذ الصغر، ونتيجة لطول الفترة التى قضياها فى المنزل أصبحت الدراسة تمثل عبئًا عليهما كما تأثرت قدرتهما على الاستيعاب ولم تعد كما كانت فى السابق، وبدلاً من تعطيل الدراسة نتمنى تخفيفها فقط أو تقسيمها وفقًا للمراحل التعليمية لتخفيف التكدس.

وعن صغار السن حدثنا ياسين إبراهيم طالب بالصف الرابع الابتدائى عن مدى الصعوبات التى تواجهه بعد طول انقطاع عن الدراسة، حيث اعتاد خلال فترة تفشى الوباء على عدم وجود قيود والتزامات وفوجئ حاليًا بمناهج دراسية كان من المفترض أن يتم إعداده لها مسبقًا، وهو ما أدى لانخفاض مستواه الدراسى وقدرته على التحصيل، واستكمل قائلاً: لا أريد مفاجآت أخرى إذا تكرر الأمر و«كفاية كده إجازات».

ولم يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة للفتيات بل كان أكثر سوءا وتعبر عن ذلك ياسمين صلاح الدين طالبة بالصف الأول الثانوى قائلة: إن الأمر فى السابق قد أثر عليها نفسيا بعد أن ازدادت فى الوزن بشكل ملحوظ، ولم تعد لديها الرغبة والجرأة للذهاب إلى المدرسة ومقابلة زميلات الدراسة، ووصفت الأمر بأنه أشبه بالدخول فى غيبوبة طويلة والاستيقاظ منها غير مدركة لما يحدث حولها، ويزيد الأمر سوءا كونها مطالبة بالتعامل مع العالم الخارجى وكأن لم يحدث شىء، وهو ما وجدته صعبًا للغاية وأخذت وقتًا طويلاً حتى اعتادت حياتها السابقة بكل ما فيها من التزامات.

أما عن أصحاب المحال التجارية فيرى أحمد روسيا صاحب واحد من أشهر محلات المقبلات أن الإغلاق التام له تبعات جسيمة لا يستطيعون تحملها، حيث ينجم عنه غلاء فى أسعار السلع المستخدمة مع قلة إقبال المواطنين فى ساعات العمل القليلة المحددة من قبل الدولة، وفى مقابل تلك الخسائر تجدنا مطالبين بدفع الإيجارات ورسوم المرافق كالكهرباء والمياه كاملة بالإضافة لرواتب العاملين بالمحل، مما يعنى ضعفًا شديدًا فى الموارد يقابله زيادة فى المصروفات فينتج خلل يؤثر بالتأكيد على تجارتى ويعود بالضرر على أسرتى.

ومن جانبه يوضح محمود رجب مدير كافيه أصيب بالاكتئاب بعد أن جلس بالمنزل فترة طويلة تقارب العام وأعرب عن قلقه بشأن فرض قيود على الاختلاط مجددًا ووصفه بالانتكاسة، وهو ما ارتبط فى ذهنه بالخوف أيضًا من الإفلاس والشعور بالوحدة، فبعد أن افتتح مشروعه فى مكان راقٍ فوجئ بالإغلاق وعدم السماح للمقاهى باختلاف مسمياتها باستقبال زبائنها، مما كبده خسائر فادحة وأثر على أحواله المالية بشكل خاص.

ويقول على يوسف - مندوب مبيعات: حرصت على أخذ التطعيم حفاظًا على نفسى وأسرتى من كورونا فعملى هو مصدر الدخل الوحيد لأسرتى، وقد أصبت من قبل بكورونا فى موجتها الأولى وكانت فترة حالكة السواد بسبب انقطاعى عن العمل وما ترتب عليه من انقطاع للدخل بالكامل، لذا أحاول الالتزام ولا أتخلى عن الكمامة خاصة فى وسائل المواصلات العامة.

المهندس مجدى عز يضيف أن مشاعر الفرح سيطرت عليه بالكامل فى فترة الإغلاق الأولى ظنًا منه أنه استراح من الضغط العصبى، ولكن سرعان ما تحولت تلك المشاعر لاكتئاب بعد أن أصبحت المسافة التى تفصلنى عن عملى تقدر بثلاث دقائق هو الوقت الذى أستغرقه للوصول إلى الكمبيوتر المحمول الذى كنت أمارس من خلاله عملى أثناء الإغلاق الأول، ولا أتخيل كونى أمرّ بتلك التجربة مرة أخرى خاصة مع حرصنا على النظافة الشخصية والتطهير المستمر.

د. عبير عبدالمقصود مدير وحدة مكافحة العدوى ترى أن الحل لمواجهة الفيروس المتحور تكمن فى العودة للالتزام بالإجراءات الاحترازية كما كان الحال فى الموجتين الأولى والثانية، حيث أوصت بضرورة ارتداء الكمامة من جديد.

أنه لا داعى للإغلاق إذا ما التزم المواطنون بتلك الأساسيات وعدم الاستهتار.

وتعقب د. أمانى عامر – مسئول مكافحة العدوى بقطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة سابقا واستشارى مكافحة العدوى –أنه إذا أردنا تجنب الغلق مرة أخرى فوجب على المواطن أن يكون أمينًا مع نفسه قبل الآخرين، وعلى من يشعر بأى أعراض أن يلزم منزله وينعزل عن الجميع، فنحن أمام متحور جديد لا نعرف ماهيته حتى الآن إلا أننا بحفاظنا على أنفسنا سنحافظ على الجميع، التزام الشعب بأبسط قواعد النظافة الشخصية كآداب الكحة والعطس وغسيل اليدين باستمرار سيحد من الإصابة بأى أمراض حتى لا نتوقف عاجزين أمام زيادة أعداد المصابين.