الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مهرجانات «حفظى» لا قصة ولا مناظر

مهرجانات «حفظى» لا قصة ولا مناظر

فى عهد الراحل الكبير سعد الدين وهبة، شهد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أزهى عصوره على درب مؤسسه كمال الملاخ، محققا كل الأهداف المطلوبة من إقامة المهرجانات فى مصر وتحقيق نهضة سينمائية مع حضور كبار نجوم العالم، ثم برزت لافتة «قصة والّا مناظر» فى عهد «وهبة» وباتت تسيطر على عشاق أفلام المهرجانات التى كانت تزين دور العرض فى وسط القاهرة، ثم جاء بعد فترة من رحيله النجم حسين فهمى الذى ساهم فى تحقيق نقلة نوعية له، أما الآن وبعد 4 دورات لمحمد حفظى فيمكن القول إنها فعاليات بلا قصة أو مناظر وأغلب اللقطات اللامعة فيها من صناعة الصدفة، واقتصرت إدارته على النقل الحرفى للمهرجانات العالمية من دون إضافة أو تمصير يحسب له.



أما أجمل لقطات المهرجان هذا العام والذى اختتم فعالياته الـ43 أمس التى صنعتها الصدفة وليس من صنع إدارته، بدءا من لقطة  الفنانة هند عاكف بالملابس الفرعونية لاستقبال الضيوف قبل الافتتاح استلهاما بحفل طريق الكباش الأسطورى الذى لم يستغله حفظى إلى مشاهد تكريم نيللى التى ابتدعها بامتياز وخلق منها حالة جميلة الفنان الكبير سمير صبرى مرورًا بفقرة تكريم كريم عبدالعزيز التى قدمتها منى زكى بنعومة وصدق وترسم حالة حب بين أبناء الجيل الحالى وعظمة قوته الناعمة، بالإضافة إلى ندوات المكرمين التى أنقذها وأدارها باقتدار الزميل والناقد الكبير طارق الشناوى.

وتوالت اللقطات التى تدين بالفضل للصدفة، ولعل أروعها على الإطلاق الأعمال التى ارتوت من نيل مصر العظيم وتدين بالولاء للإبداع المصرى رغم أن الأفلام تمثل وطنها، لكن أبطالها ومخرجيها حصلوا على ختم الحصانة ولقاح الشهرة المصرى، لعل أبرزهم الفيلم التونسى «غدوة» الذى قام ببطولته وإنتاجه وإخراجه النجم التونسى ظافر العابدين الذى اتسعت دوائر شهرته من مصر عندما قدم أعمالاً من «نيران صديقة» و«أبوشنب» و«حلاوة الدنيا» إلى «ليالى أوچينى».

أما الحالة الثانية فقد صنعها الفيلم الأردنى «بنات عبد الرحمن» للمخرج زيد أبوحمدان، والذى نال احترام كل من شاهده ويكشف فيه المخرج المشكلات التى تحاصر المرأة العربية وتقوم ببطولته صبا مبارك التى لمعت فى مصر بأعمال مثل: «بنتين من مصر» و«موجة حارة» و«أفراح القبة» و«طايع». والفيلمان ضمن الأعمال المتنافسة فى المسابقة الرسمية.

الحالة المصرية الثالثة تحمل اسم المخرج السورى الراحل حاتم على، الذى عرفه الجمهور المصرى عندما قدم مسلسل «الملك فاروق»، ثم «كأنه امبارح» و«أهو ده اللى صار»، فقد فرض نفسه فى الفيلم الكندى «السلام عن طريق الشوكولاتة» الذى شارك فى بطولته كممثل وعرضه المهرجان فى قسم العروض الخاصة وأقامت له منصة شاهد التى حصلت على حق عرضه حصريًا احتفالية قبل عرضه فى قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية تكريمًا له، وهو من الأفلام المهمة التى تكشف معاناة اللاجئين السوريين ويقدم طاقة إيجابية لهم فى كيفية عدم الاستسلام للواقع والغربة والإصرار على النجاح، أما من أجمل مشاهد الفيلم فهذه اللقطة التى قدمها المخرج الكندى جوناثان كيجسر بينما كانت الأسرة السورية تؤنس غربتها بصوت كوكب الشرق أم كلثوم.

الأعمال الثلاثة نالت ردود أفعال جيدة من النقاد فى المهرجان الذين تحفظوا على الفيلم المصرى «أبوصدام» بطولة محمد ممدوح وأحمد داش وإخراج نادين خان الذى يشارك فى المسابقة الرسمية وكان من الأعمال التى راهن عليها رئيس المهرجان..!! أما عن  ما خفى فى «عزبة أبو الريش» الشهير بحفظى وتورتة الجوائز والذى هو أعظم فإن للحديث بقية! 

إن مهرجان القاهرة السينمائى الذى يحمل الشارة الدولية ما زال فى حاجة إلى رئيس لامع ومتفرغ وإدارة مبتكرة بدلاً من الاكتفاء بالظهور فى الكادر قبل شهر من إقامته فقط من دون إضافة أو علاج لسلبيات سابقة وترك النجاح للصدفة، والكلام هنا لوزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم.