الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مواجهة التشدد ومحاربة الفكر المتطرف فروع الفتوى بالمحافظات استراتيچية الدار لإنهاء عشوائية الفتاوى

لا تزال مواجهة عشوائية الفتاوَى وفتوَى غير المتخصصين هى من أخطر القضايا التى تواجه مجتمعنا، لا سيما أنها تضفى على بعض التصرفات طابعًا شرعيًا من خلال فتوَى هى فى حقيقتها لا توافق صحيح الدين، لذلك كان الشغل الشاغل لمؤسّسة دار الإفتاء بكونها المؤسّسة المعنية بضبط الفتوَى داخليًا وخارجيًا، وفى هذا الإطار ظهر مؤخرًا توجه عملى لاستراتيچية جديدة لدار الإفتاء من أجل تحقيق تلك المواجهة، وذلك من خلال التوسع فى إنشاء فروع لها بالمحافظات.



 

وقَّع فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- والدكتور طارق رحمى- محافظ الغربية - بروتوكول تعاون لإقامة فرع لدار الإفتاء المصرية بمحافظة الغربية، وذلك بعمارات عبدالمنعم رياض بمدينة طنطا، على مساحة 464 م2.

الإفتاءُ من جانبها أعلنت مؤخرًا عن توقيع البروتوكول فى إطار  نشر خدماتها فى مختلف محافظات مصر، وضبط بوصلة الإفتاء ببيان صحيح الفتوَى ومواجهة الفتاوَى الشاذة والمتشددة ومحاربة الفكر المتطرف.

وحول  الأهداف التى تسعى الإفتاء إلى تحقيقها من خلال إنشاء فروع لها بالمحافظات، أكد د.شوقى علام مفتى الجمهورية، أنَّ توجه الدار لإنشاء فروع جديدة لها فى محافظات مصر جاء تنفيذًا لخطتها الاستراتيچية الخمسية التى بدأتها الدار، وتهدف فى المقام الأول إلى تعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور والتيسير عليهم للحصول على الفتوَى الصحيحة من أمناء الفتوَى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية.

 فروع الإفتاء 

من جهته أكد د.مجدى عاشور، أن فكرة إنشاء فروع لدار الإفتاء بدأت بإنشاء فرع بالإسكندرية ثم فرع بأسيوط؛ حيث تحمس مفتى الجمهورية إلى فكرة التوسع فى إنشاء فروع لدار الإفتاء بمختلف المحافظات تسهيلاً على المواطنين ونشر الفتوَى الصحيحة فى مختلف الأمور، لاسيما فى القضايا الأسرية والطلاق لتحقيق الوعى الأسرى.

وقال لـ«روزاليوسف»: إن دار الإفتاء تستهدف أن يكون هناك دار فتوَى مصغر فى كل محافظة للتحقيق فى مختلف المسائل؛ وبخاصة فى مسائل الطلاق، والمساهمة فى اللقاءات المجتمعية بمراكز الشباب والتجمعات المختلفة، بما يقطع الطريق على غير المتخصصين أو المتشددين الذين يتصدرون للفتوَى فى بعض المحافظات.

وكشف أن من يتم تعيينهم بفرع دار الإفتاء يكونون من أبناء المحافظة التى يتم فيها إنشاء فرع دار الإفتاء حتى يكونوا على دراية بطبيعة أهل البلد والملابسات التى تحيط بأسئلتهم حتى تخرج الفتوَى مناسبة لحال المستفتى، موضحًا أنه يتم تدريب المفتين فى فروع الإفتاء على أعلى مستوى، ويتبعون دار الإفتاء مباشرة.

خطة استراتيچية 

فيما يؤكد الدكتور إبراهيم نجم- مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم- إن دار الإفتاء المصرية ماضية قُدُمًا فى تنفيذ خطتها الاستراتيچية الخمسية التى أعلنت عنها بداية هذا العام، ومن بين هذه الاستراتيچية توسع الدار وإنشاء فروع لها فى مختلف محافظات مصر، وكذلك توسع الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم بإنشاء مكاتب تمثيلية لها فى الخارج.

وأضاف د.نجم: إن دار الإفتاء لديها بالفعل فرعان فى المحافظات؛ الأول فى الإسكندرية والثانى فى أسيوط، فضلًا عن الفرع الرئيسى للدار فى القاهرة. مشيرًا إلى أن الدار قد اتخذت خطوات فعلية لافتتاح فروع لها من المتوقع افتتاحها خلال أشهر.

وأوضح أن الدار ستفتتح لها مقرًا فى محافظة مطروح، يقع على مساحة 135م2، ومكون من طابقين، ويضم 6 مكاتب لأمناء الفتوَى، وذلك بجوار مكتبة مصر العامة بمطروح، وفرع آخر فى محافظة الغربية، وذلك بعمارات عبدالمنعم رياض بمدينة طنطا، على مساحة 464 م2، وفرع آخر سيتم افتتاحه بمشيئة الله فى محافظة بنى سويف.

نقطة أخرى أشار إليها د.نجم، وهى إنشاء مكاتب تمثيلية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم بعدد من دول العالم تكون فروعًا لمقرها فى القاهرة، وقال: إن هذه الخطوة تأتى لتكون محور ارتكاز لزيادة التواصل بين الدار ونظام الإفتاء القائم فى بلد المكتب، وإيفاد القوافل الإفتائية الخارجية، وإنشاء وحدة للاستشارات الإدارية تُعنَى بتأهيل دور وهيئات الإفتاء إداريًا بهدف تحويلها لمؤسّسات مطبقة للنظُم الإدارية الحديثة للارتقاء بعملية الإفتاء.

وأضاف: إن الأمانة تعمل حاليًا بشكل فعلى فى إنشاء مكاتبها التمثيلية بحيث يكون هناك مكتب فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومكتب فى قارة أوروبا وتحديدًا فى بلچيكا، ومكتب فى قارة إفريقيا فى نيچيريا، ثم يتبعها افتتاح مكاتب تمثيلية فى دول أخرى، ويكون واجبها العمل على تطوير مجال الإفتاء تنظيرًا وتطبيقًا والإسهام فى نشر رسالة الأمانة العامة وأهدافها.

وأشار مستشار مفتى الجمهورية، إلى أن دار الإفتاء والأمانة العامة تسعى من خلال هذا التوسع الرأسى والأفقى فى الداخل والخارج إلى أن تكون المؤسّسة الرائدة فى توظيف الوسائل التقليدية والحديثة لتلبية الحاجة المتزايدة لطالبى الفتوَى الشرعية المؤسّسية المنضبطة فى مصر والعالم، وأن تكون المرجعية العالمية فى صناعة الفتوَى والتأهيل لها والعمل على تطوير وتأصيل كل ما يتصل بها.

وعلى صعيد تعزيز الدور المجتمعى لدار الإفتاء أوضح د.نجم، أن الدار تسعى من خلال خطتها الخمسية إلى تعزيز دورها داخل المجتمع المصرى، وعدم الاقتصار على دورها الأصيل من بيان الأحكام الشرعية، وتجاوز ذلك للقيام بدورها فى الإصلاح المجتمعى بوصفها مؤسّسة لها مكانتها الكبيرة فى قلوب المواطنين، ويأتى ذلك فى إطار استهداف الدولة فى رؤيتها 2030م تفعيل منظومة القيم الإيجابية فى الخطاب الدينى.

 إشاعة صناعة الفتوَى 

وبصورة توضح أهمية فروع الإفتاء فى مواجهة فوضى وعشوائية الفتوَى التى يتسبب بها غير المتخصصين؛ خصوصًا فى المحافظات التى لا تتمركز بها المؤسّسات الدينية المعتمدة يوضح د.محمد عبدالسميع- أمين الفتوَى بدار الإفتاء- أن فتح فروع لدار الإفتاء هو نوع من إشاعة صناعة الفتوَى المنضبطة. مشددًا على أن الفتوَى صناعة ثقيلة لا يجيدها كل الناس، وتحتاج إلى تدريب وتعليم وخبرات متراكمة وإدراك للواقع وإيقاع مبدع للنصوص الدينية على الواقع المتغير المتجدد الذى نعيشه جميعا، وهذا لا يُحسنه إلا من تدرب وأتقن هذه العلوم والأدوات التى من خلالها يستطيع أن يجيد صناعة الفتوَى.

أضاف: إن افتتاح فروع لدار الإفتاء بالمحافظات هو تجديد حقيقى للخطاب الدينى الموروث؛ لأن من أهم المهمات التى تقوم بها دار الإفتاء المصرية هى مسألة التجديد فى عرض الدين وتناوله وتبصرة الناس به وتيسيره على الناس، ولذلك إن افتتاح فروع جديدة سيكون سببًا وسبيلاً للوصول لكل المصريين فى كل المحافظات والتيسير عليهم فى الوصول لخدمة دار الإفتاء المصرية التى بالأساس تجدد لهم فى فهم الدين والأخذ بأحكامه وتيسيره فى فهم النصوص فهمًا واعيًا لا يُحدث تضييعًا للشريعة ولا حرجًا فى دنيا الناس. 

ولفت إلى أن من أهم ما تقوم به دار الإفتاء المصرية كمؤسّسة خدمية مجتمعية تبسيط الدين وإفهامه للناس وإعطاء الأجوبة الصحيحة على أسئلتهم، وما يحبون الاستزادة فيه من العلم، وبالتالى فإن تلك الفروع التى ستمثل دار الإفتاء فى المحافظات ستساهم فى خَلق حالة وعى حقيقية فى مختلف طوائف وطبقات المجتمع المصرى، من خلال توصيل الدين للناس، بما يسهم فى بناء العقلية العلمية والناجحة والتفكير المبدع، ونشر ثقافة الوعى الدينى بالمجتمع فى مواجهة النزاعات الأسرية، والفتاوَى المغلوطة.