الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
دماء على أبواب الجامعة

دماء على أبواب الجامعة

هالنى ما يحدث من انفلات سلوكى وأخلاقى واعتداءات أمام الجامعات المصرية أو داخل حرمها، من قِبَل شباب كنا ننتظر منهم الكثير على اعتبار كونهم ذخيرة مصر للمستقبل والنهضة، ولكن للأسف (الحلو ميكملش) فبدلاً من ذلك شاهدنا منهم مَن يطعن زميله بسلاح أبيض داخل لجنة الامتحان فى كلية هندسة منوف، ثم شهدنا مشاجرة أخرى بين طالبين فى جامعة الإسكندرية بدأت خارج أسوار الجامعة فى أحد المطاعم ثم امتدت إلى بوابة الجامعة، المشاجرة شهدت أيضًا استخدامًا لسلاح أبيض وحدوث بعض إصابات بين الطرفين، بالطبع هناك أسباب للواقعتين أدت إلى وقوع إصابات وإسالة دماء من جراء استخدام أسلحة بيضاء، جهات التحقيق أولى بكشفها بحُكم الدور المنوط بها، ولكن ما يعنينى حقيقة ودون الدخول فى الأسباب، هو سبب سيطرة هذا السلوك الرجعى والمتخلف الذى يجعل البعض من شبابنا المقبل على المستقبل يحمل بين طيات ملابسه أسلحة بيضاء، فكر وسلوك يعيدنا إلى زمن البلطجة الذى ولى وانتهت أيامه عندما كان يستخدمه البعض فى الشوارع والأحياء قديمًا، وللأسف عاد اليوم للاستخدام مرة أخرى ولكن داخل الحرم الجامعى، وهذا ما يجعلنا نبحث عن أسباب حدوثه، هل هى الأسرة وسوء التربية وضعف الرقابة على الأبناء بسبب انشغال ولى الأمر فى السعى خلف لقمة العيش؟ أمْ مركبات النقص التى أصابت البعض من شبابنا وجعلتهم لا يشعرون بالرضا على حالهم وبالتالى ينظرون إلى ما فى يد غيرهم؟ أمْ هو المجتمع الذى ضاعت فيه القيم وذهبت مع الريح تحت وهْم الحرية الشخصية التى أهدرت بفعل فاعل؟ حيث انعدم احترام الكبير وتبجيله والأخذ بنصيحته حتى ولو بحكم تجربته، فى تقليد أعمى لتجارب وقيم غربية لا تتناسب معنا ومع مجتمعنا، جميعها أسباب ساهمت فى انتشار مثل هذه السلوكيات المرفوضة، وجعلت البعض من شبابنا يقدم على مثل هذه التصرفات، ويستخدم السلاح الأبيض لفرض إرادته تأثرًا بالبيئة المحيطة به، والتى من المؤكد أنها تعانى كثيرًا من المشاكل الاجتماعية، أضف إلى ذلك انتشار ظاهرة إدمان المخدرات بين أعداد ليست قليلة من الشباب الجامعى ما يؤدى لزيادة جرائم العنف المسلح، (رغم أن هناك قرارًا من المجلس الأعلى للجامعات عن إجراء تحاليل كشف مخدرات بين الطلاب المتقدمين للالتحاق بالجامعات المصرية هذا العام، لم نعرف ما هى نتائجه بعد).



يحدث هذا فى ظل غياب الوازع الدينى بين الشباب، مع انتشار مَشاهد العنف والقتل فى الأعمال الدرامية والسينمائية وما تحتويه من عنف، جعلت بعض الشباب يقلدون ما يشاهدونه، وتلك أسباب أخرى تضاف إلى الأسباب السابقة، ابتليت به جامعاتنا حتى وصلت إلى الحرم الجامعى من قِبَل البعض من الطلبة الذين أضحوا نموذجًا واضحًا للطيش والإجرام، طلبة مؤكد أنهم غائبون عن الوعى عقب تخليهم عن الأخلاق والفضيلة، وتغاضت أذهانهم وأعينهم عن قصد أو تجاهلوا الأسباب التى ذكرنا بعضها فى السطور السابقة، وأنهم انضموا للجامعة للعلم وليس لارتكاب مثل هذه التصرفات الطائشة، فشوّهوا بتلك السلوكيات المرفوضة صورة الحركة الطلابية المحترمة التى كان ولا يزال يُحسب لها ألف حساب عند صانع القرار تقديرًا منه لدورها، ولهذا نرى أنه من غير المعقول ما يحدث فى منارة العلم، التى تحولت على يد هؤلاء إلى ساحة عنف وبلطجة، وهذا تحديدًا ما يجعلنا نطالب إدارات جامعاتنا بوضع معايير أخلاقية يتم من خلالها اختبار الطالب قبل الالتحاق بها؛ لتتبين من خلالها هل هو مهيأ وصالح للتعايش مع زملائه، أمْ أنه غير مستقر نفسيًا، دون الأخذ فى الحسبان الدرجات العالية التى يحصل عليها خريجو الثانوية، التى أثبتت أنها ليست معيارًا على أن يكون الطالب ناجحًا عمليًا فى الجامعة، وفى الوقت نفسه يتم تدريس منهج تربوى وأخلاقى يقدم العون والنصح والإرشاد لنضمن تخرُّج طالب جامعى يفيد نفسه ويفيد البلد، مع ضرورة تطبيق اللوائح والقوانين بكل حزم على هؤلاء الطلبة الذين خرجوا عن التقاليد الجامعية المتعارف عليها حتى يكونوا عبرة لغيرهم.