الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رؤيتى الشخصية .. آفة السلاح الأبيض

رؤيتى الشخصية .. آفة السلاح الأبيض

انتشرت فى الآونة الأخيرة العديد من جرائم القتل البشعة المصحوبة باستخدام أسلحة بيضاء مختلفة الأشكال والأحجام كالمطاوى والسواطير والسكاكين والسيوف وغيرها، ولم يقتصر حمل تلك الأسلحة على فئة معينة، بل امتد الأمر إلى طلبة المعاهد والجامعات كما حدث فى واقعة طالبى الحقوق والآداب الأسبوع الماضى واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وأيضاً طلبة وطالبات المدارس على جميع المراحل التعليمية، وكان آخرها ما حدث أول أمس عندما قام «محمود» التلميذ بالصف السادس الابتدائى بمدرسة عباس العقاد التجريبية بمدينة نصر أثناء «الفسحة» بالتعدى على زميله «نورالدين» فى نفس الصف بمطواة كان يحملها معه داخل الحقيبة المدرسية، وظل يضربه بها فى يده اليمنى حتى أصابه بتهتك فى الأوتار وقطع العصب الرئيسى لليد، مما نتج عنه عاهة مستديمة لأنه كان يريد الاستيلاء على فطار زميله «بيتزا» ورفض الأخير فكان هذا جزاؤه.



ولا شك أن الغالبية ما زالوا يتذكرون الفيديو الذى تم بثه مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وقد ظهرت فيه طالبتان داخل إحدى مدارس مدينة «بورفؤاد» تحمل إحداهن سلاحاً أبيض «مطواة» وهما يهددان زميلة لهما بنفس المدرسة ويتواعدانها بقولهما «حانقطعك وهانخلى رقبتك جنبك».

إن انتشار العنف واستخدام السلاح الأبيض بمختلف أنواعه فى «خناقات الشوارع» ظاهرة اجتماعية جديدة وخطيرة لم يعتدها المجتمع المصرى من قبل، فمنذ زمن ليس ببعيد كانت غالبية الخلافات التى تنشب فى الشارع لا تتعدى التشابك بالأيدى، مما يساعد المواطنين على التدخل وفض النزاع بسلام، أما الآن ومع ظهور تلك الأسلحة البيضاء بشكل مفاجئ بين الصغار والكبار واستخدامها بصورة مخيفة جعل المواطن يتردد كثيرًا قبل أن يفكر فى التدخل للحل لينتهى الأمر غالبًا بمأساة حقيقية.

استخدام السلاح الأبيض فى المشاجرات أصبح أمرًا لا يستهان به فهو يدعو حامله إلى البعد عن القوانين المشروعة وفرض قوانين خاصة به، مما يعود بالسلب والضرر البالغ على المجتمع وتهديد أمن وسلامة مواطنيه. الغريب فى الأمر أن الكثيرين يطالبون الجهات الأمنية بالتصدى وحدها لمثل تلك الظاهرة والقضاء على اقتناء الأسلحة البيضاء، لكن فى الحقيقة فإن المجتمع كله مسئول مسئولية متضامنة خاصة الأسرة فهى المسئول الأول عن التربية السليمة للأبناء وتوعيتهم من خطر التعامل بتلك الأسلحة، ولعل التفكك الأسرى وحرمان الأبناء من حنان الأم وعطف الأب من أهم الأسباب التى تجعل الأبناء ينحدرون لهذا الطريق، أيضًا وسائل الإعلام المختلفة لها تأثير كبير من خلال الأعمال السينمائية أو الدرامية التى يحمل أبطالها مثل تلك الأسلحة ليتخذهم الشباب قدوة لهم عن طريق التقليد الأعمى، أما عن تسهيل حصول السلاح الأبيض لكل من يريد دون قيد أو شرط فيجب على الدولة إصدار التشريع بمعاقبة المحال التجارية التى تقوم ببيعها مع تغليظ عقوبة حيازة تلك الأسلحة، فلا يمكن أن تظل العقوبة فى القانون هى الغرامة خمسمائة جنيه والحبس ثلاثة أشهر فقط أو إحدى هاتين العقوبتين.. وحسنًا فعل النائب أحمد فهمى عضو مجلس النواب الذى يقوم بمشروع قانون لتغليظ عقوبة حمل واستخدام الأسلحة البيضاء مطالبًا بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف ولا تزيد على عشرة آلاف كل من حاز أو أحرز بغير ترخيص سلاحًا من الأسلحة البيضاء، وكم أتمنى أن يظهر هذا التعديل إلى النور سريعًا حماية لأبنائنا وللمجتمع ككل.