أنا وقـلمى .. توأم روحى

الأخت دائمًا هى مصدر الأمان والحب لكل من حولها، خاصة إذا كانت هى الأخت الكبرى، وعندما نقع فى أى مشكلة دائمًا ما تكون الأخت هى مَخزن الأسرار ومَركز للنصح، وكانت دائمًا هى السَّند والدفء، لذا الأخت لا تُقدر بثمَن ولا يُعوض وجودها أى شخص آخر مَهما بحثنا عنها فى أى مكان، فهى الأخت والأم الثانية بعد فقْد الأم، وهى الصديقة الدائمة التى يُعتمَد عليها دائمًا فى جميع الأوقات، لذا عندما تمرض نشعر بالحزن الشديد والقلق والألم عليها، ونتجه لله عز وجل بالدعاء لها بالشفاء، ونحاول بقدر الإمكان تصدير الطاقة الإيجابية والتشجيع للأخت المريضة؛ لمساعدتها على الشفاء من مرضها بسرعة، وعندما مرضت أختى الكبرى وتم إجراء عملية جراحية كبيرة وصعبة لها، كان ألمى وحزنى عليها لا يوصف، خاصة أنها تكبرنى بسنتين فقط، بالإضافة إلى أنها متزوجة من شقيق زوجى، وكانت هى وزوجها الله يرحمه، سببًا أساسيًا فى ارتباطى بزوجى الحبيب، وقمنا بتربية أبنائنا الخمسة - هى وأنا - تربية واحدة كأخوة وأخوات، بمعنى آخر فهى ليست فقط شقيقتى، ولا زوجة شقيق زوجى فقط؛ ولكنها توأم روحى، وهى الهبة التى منحها الله لى، ولا يوجد هناك شخص مثلها فى العالم بالنسبة لى، وهى كانت دائمًا أقوى شخص قاتل من أجلى، وقد نكون مختلفين فى العديد من الأفكار والآراء، ومن الممكن أن يكون هناك العديد من الخلافات التى وقعت بيننا عندما كنا صغارًا؛ ومع ذلك عندما يتعلق الأمر بالحب والمَعزة فالأمر مختلف، وقد تكون هناك لحظات أصعب مرّت بنا، ولكن اللحظات الأصعب هى التى نمر بها الآن، وهى أيام المرض التى لا نملك فيها - رغم الحزن الذى يعتصر قلوبنا - إلا الدعاء لها بالشفاء العاجل، فأنتِ يا أختى أفضل صديق لى على وجه الأرض، وأنتِ مَثلى الأعلى فى الحياة، ولو الأمر بيدى كنت مرضتُ بدلًا منكِ، فوجودك بجانبى يُشعرنى بالأمان، ولا أتخيل الدنيا- لا قدّر الله- بدونك، ربنا يشفيكِ ويعافيكِ شفاءً لا يُغادر سَقمًا.. اللهم آمين.