الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لا نريدها للمناسبات فقط!

لا نريدها للمناسبات فقط!

أعلم كما يعلم غيرى أن إدارة الشئون المعنوية (إحدى إدارات وزارة الدفاع المصرية) لم تبخل يومًا أو تقصر فى مساعدة أي جهة تتصدى لتقديم عمل ما (سينمائى أو وثائقى أو ثقافي) عن القوات المسلحة، ولذلك لم أعرف السبب الحقيقى الذى جعل السينما المصرية بمنتجيها وكُتَّابها وممثليها وأغلب قنواتنا الفضائية؛ إن لم يكن جلها، تبخل بتعريفنا بأبطالنا من رجال القوات المسلحة الذين ساهموا فى نصر حرب أكتوبر المجيدة، أقول هذا لأن هناك أجيالًا لم يتسن لها عمرها -آنذاك- أن تعرف شيئًا عنها، كما أن هناك آخرين لم يكن قد وُلدوا بعد وقت الحرب، وبالتالى لا يعرفون قدر وقيمة ما قدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات فى سبيل تحقيق هذا النصر، الذى بدأ الاستعداد والتجهيز له منذ اشتعال شرارة حرب الاستنزاف عقب نكسة يونيو 67، المؤسف فى الأمر أن هذه الجهات السابق ذكرها فى الأسطر السابقة شاركها فى هذا التجاهل وزارة التربية والتعليم التى لم تتضمن مناهجها فصولًا ولو بسيطة تؤكد سيرة وشجاعة وإقدام وتضحيات هؤلاء الأبطال، رغم أن تاريخ مصر القديم والحديث يتكلم عن مينا وأحمس ورمسيس وأحمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد وجمال عبدالناصر، إلا أن مناهج الوزارة تناست عن غير قصد أبطالًا آخرين لا يقلون فى عطائهم عن السابقين، مثل عبدالمنعم رياض وإبراهيم الرفاعى وإبراهيم عبدالتواب وشفيق مترى سدراك وإسماعيل إمام ومحمد حسين محمود وأحمد حمدى وحسين رضوان وشنودة راغب شنودة وعاطف السادات وغيرهم كُثُر، من أبطال مصر الذين سطَّروا أسمى معانى الشرف والبطولة، وسجلاتنا العسكرية تزخر بأسمائهم وبطولاتهم وقصص استشهادهم، ودمائهم التى ارتوت منها أرض الفيروز لتطهير تراب وطننا الغالى من العدو الصهيونى، تجاهل ليس له من مبرر من وجهة نظرى، ولا يصح أن يكون له وجود على أرض الواقع، من قبل وزارة تضع على قمة أولوياتها تعليم وتربية الأبناء وتعريفهم بأبطال وتاريخ وطنهم، خاصة وأن أحفاد وأبناء أبطالنا السابقين يخوضون الآن حربًا ضروسًا ضد الإرهاب فى سيناء، وكذلك أين دور وزارة الثقافة والتى تضم بين أجهزتها مركزًا قوميًا مختصًا بشئون السينما، لا أعلم دوره على وجه التحديد، أو سبب وجوده أصلًا بعد أن ذهب مع الريح أغلب أرشيف السينما المصرية (على يد كل من هب ودب) وتكتفى فقط برعاية مهرجانات ليس لها من أصل أو فصل، تكرم من خلالها من تشاء، أقول هذا أسفًا وعندى أكثر من سبب تولد بداخلى لذلك، وهذا ما اتضح لى عقب كتابة مقالة أنشودة البحر التى نُشرت الأسبوع الماضى عن البطل محمود عبدالرحمن فهمى أصغر من تولى قيادة القوات البحرية أثناء حرب الاستنزاف، والتى شهدت العديد من العمليات العسكرية الناجحة ضد العدو الصهيونى، وقتها لم أجد أمامى سوى الفيلم الوثائقى الصادر عن إدارة الشئون المعنوية عن سيرة وطريق هذا البطل، الذى شهد له العدو قبل الصديق، والسؤال هنا: كيف تطاوعنا ضمائرنا ونحن على أبواب الجمهورية الجديدة أن نغض البصر عن ملاحم وبطولات قواتنا المسلحة المتعددة فى أكتوبر، التى تستحق أن تعرفها الأجيال الشابة وصنعها رجال لا يهابون الموت، مفضلين نيل الشهادة والتضحية بأنفسهم ليهبوا لنا الحياة، فلم يعد كافيًا بالنسبة لنا ولأبنائنا الدور الذى تقوم به إدارة الشئون المعنوية ( رغم أهميته القصوى) للتعريف ببطولات أبناء الجيش المصرى؛ بل مطلوب من جل جهة أو هيئة أن تقوم بدورها وتتعاون معها فى هذا الشأن بالتحديد، ومطلوب أيضا أن تذاع الأفلام التى تم إنتاجها وما يتبعها عن أبطالنا على جميع الفضائيات وعلى شاشة التليفزيون المصرى بانتظام من خلال برنامج عن الفيلم التسجيلى أو الوثائقى (عوضًا عن برامج النميمة وبرامج من تزوج ومن طلقت) كما تفعل جل فضائيات العالم، وليس فى المناسبات القومية فقط، فمن خلال هذا الدور سيعرف أولادنا وأحفادنا تاريخ وطنهم، الذى جسده أبطال مصريون حرروا تراب وطنهم من أعداء الخارج وننتظر انتصار أحفادهم على أعداء الداخل.