الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تحذيرات دولية من انزلاق لبنان إلى منحنى خطير

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، جميع الأطراف اللبنانية إلى ضرورة ممارسة ضبط النفس وتجنُّب الفتنة وأفعال التصعيد، مؤكدًا على خطورة استمرار المواجهات التى شهدها الشارع اللبنانى، صباح الخميس، والتى أسفرت عن سقوط عددٍ من القتلى والجرحى وتهدد السلم الأهلى والاستقرار بلبنان بشكل مباشر.



وأكد أبوالغيط أنه يجب على جميع الأطراف اللبنانية وضع المصلحة العليا للبلاد فوق أية اعتبارات حزبية أو طائفية ضيقة، محذرًا من انزلاق الوضع فى لبنان إلى منحنى خطير. وأضاف الأمين العام، أن الجامعة العربية ستواصل مواكبة التطورات بالغة الدقة الجارية فى لبنان، ولن تدخر جهدًا لدعم الشعب اللبنانى فى مواجهة الظروف الدقيقة والصعبة التى يمر بها.

أحداث دامية

وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت أحداثًا دامية، صباح الخميس، وتحديدًا فى منطقة الطيونة فى أعقاب احتجاجات دعا لها حزب الله وحركة أمل، للتظاهر أمام قصر العدل للمطالبة برحيل المحقق العدلى فى ملف انفجار مرفأ بيروت القاضى طارق البيطار.

وشهدت التظاهرات أعمال عنف وإطلاق نار أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 40 آخرين. ووفق مصادر إعلامية أكدت وجود قناصة على أسطح البيوت فى محيط الاحتجاجات أطلقوا النار على المحتجين، وتم إطلاق قذائف «آر بى جى» خلال الاشتباكات، كما انتقل التوتر إلى منطقة عين الرمانة القريبة من الموقع والتى تعرف غالبًا بتواجد أحزاب مسيحية فيها.

وأرسل الجيش اللبنانى تعزيزات إلى منطقتى الطيونة وقصر العدل فى بيروت فى محاولة لاحتواء العنف، كما تم إخلاء المنطقة من السكان بعد تصاعد الاشتباكات بصورة متسارعة. وقال الجيش اللبنانى خلال تغريدة على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك»: أنه «خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية فى منطقة الطيونة- بدارو وقد سارع الجيش الى تطويق المنطقة والانتشار فى أحيائها وعلى مداخلها وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقى النار لتوقيفهم».

ودعا رئيس مجلس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى جميع الأطراف لالتزام  الهدوء، وعدم الانجرار وراء الفتنة لأى سبب كان، وتابع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، الإجراءات التى يتخذها الجيش لضبط الوضع فى منطقة الطيونة- العدلية، وتوقيف المتسببين بالاعتداء.

كما تواصل رئيس الوزراء مع رئيس مجلس النواب نبيه برى للغاية ذاتها، وناقش مع وزيرى الداخلية بسام مولوى والدفاع موريس سليم الوضع وتم عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزى اللبنانى لبحث تطورات الوضع.

وفى تصريح بعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن المركزى، أوضح مولوي: أنه «لم تكن لدينا معطيات أمنية حول إمكانية وقوع مشاكل نتيجة الاعتصام»، مشيرًا إلى أن «المنظمين للتحرك (ضد قاضى التحقيق طارق البيطار)، أكدوا لنا أن التظاهرة سلمية، وأنهم اختاروا النخبة للمشاركة بالتظاهرة».

وشدد مولوى على أن «أجهزة الاستخبارت لم يكن لديها أى معلومات، والمشكلة وقعت مع أول رصاصة أطلقت»، مؤكدًا وقوع عمليات قنص، وأن هناك إصابات عدة فى الرأس كما تم إطلاق 4 قذائف « آر بى جى»  فى الهواء.

وقد أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن الرئيس ميشال عون، أجرى اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتى ووزيرى الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطورات الوضع الأمنى فى ضوء الأحداث التى وقعت فى منطقة الطيونة وضواحيها، وذلك لمعالجة الوضع تمهيدًا لإجراء المقتضى وإعادة الهدوء إلى المنطقة.

دعوات دولية لضبط النفس

وتوالت ردود الفعل الدولية على الأحداث الدامية التى شهدتها العاصمة بيروت، حيث أعربت فرنسا عن قلقها إزاء أعمال العنف الدامية التى جرت فى لبنان. وقالت الخارجية الفرنسية فى بيان إنها تشعر «بقلق بالغ إزاء العرقلة الأخيرة لحسن سير التحقيق.. وأعمال العنف التى وقعت فى هذا السياق. إن فرنسا تدعو جميع الأطراف إلى التهدئة».

وحمّل الاتحاد الأوروبى المسؤولين السياسيين فى لبنان مسئولية تطورات الأوضاع فى البلاد، موضحًا أنه يحتفظ بآلية فرض العقوبات على لبنان، وحذر من أنه يمكن تفعيلها. كما قدمت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركى، تعازى الولايات المتحدة فى ضحايا الهجوم، ووعدت بتقديم أميركا دعمًا إضافيًا قدره 67 مليون دولار للجيش اللبناني. من جهته، دعت الرئاسة المصرية  جميع الأطراف اللبنانية  إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنبًا  للفتنة، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان، فى إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون بما يصون استقرار البلاد وأمنها  ويحفظ مقدرات شعبها ويخرجه من دائرة الأزمات. 

كما دعا المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة إلى الاضطلاع بمسئولياتها فى إدارة البلاد وحل الأزمات واستعادة الاستقرار حتى يتمكن المجتمع الدولى من مساعدة لبنان على المضى قدمًا صوب مستقبل أفضل.

هدوء حذر

وبعد ساعات دامية من الاشتباكات، نجح الجيش اللبنانى فى فرض سيطرته على منطقة الطوينة وضواحيها، حيث انتشرت وحدات الجيش اللبنانى بشكل مكثف فى مختلف أحياء المنطقة التى شهدت الاشتباكات، وقامت قوات الدفاع المدنى، بإطفاء عدد من الحرائق المشتعلة نتيجة الإطلاق الكثيف للرصاص بالشوارع وعدد من الوحدات السكنية وسط حالة من الذعر والهلع بين السكان والمواطنين.

وعادت حركة المرور بصورة محدودة بمحيط قصر العدل، فيما تقوم القوى الأمنية بتمشيط المناطق بحثًا عن القناصة والمسلحين الذين شاركوا فى قتل وإصابة الضحايا من سكان المنطقة.

يُذكر أن أحداث بيروت  تزامنت مع رفض محكمة التمييز المدنية دعوى تقدم بها وزيران سابقان، طلبا فيها «كف يد» المحقق العدلى فى قضية انفجار مرفأ بيروت الذى تزداد الضغوط السياسية عليه بعد طلبه ملاحقة مسئولين سياسيين وأمنيين بارزين.

ويقود وزراء حزب الله وحليفته حركة أمل، الموقف الرافض لعمل بيطار، ويتهمونه بـ«الاستنسابية والتسييس».

ويخشى كثيرون أن تؤدى الضغوط إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادى صوان، الذى نُحى فى فبراير بعد ادعائه على مسئولين سياسيين.

ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين، تقدم 4 وزراء معنيين بشكاوى أمام محاكم متعددة مطالبين بنقل القضية من يد بيطار، ما اضطره لتعليق التحقيق فى القضية مرتين حتى الآن.

وكان بيطار قد علَّق التحقيق، الثلاثاء الماضى، وبانتظار البت فى دعوى مقدمة أمام محكمة التمييز المدنية من النائبين الحاليين وزير المالية السابق على حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازى زعيتر، المنتميين لكتلة حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.