الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الرجل الغامض بسلامتــه

الرجل الغامض بسلامتــه

لم أجد شخصية فى الوسط الرياضى الكروى المصرى أثارت الجدَل والغموض، أكثر من شخصية هانى أبو ريدة عضو اللجنة التنفيذية للفيفا، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقى لكرة القدم وعضو الاتحاد العربى والرئيس السابق للاتحاد المصرى لكرة القدم، الذى اعتزل الكرة مبكرًا بسبب الإصابة، عقب تخرُّجه فى كلية الهندسة ليتولى رئاسة منطقة بورسعيد لكرة القدم، ثم يصبح عضوًا بمجلس إدارة الاتحاد المصرى ثم رئيسًا له، ومن خلاله بدأت رحلته مع المناصب الدولية؛ حيث فاز بمقعد فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقى (الكاف) ثم عضوًا فى المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى (الفيفا)، مستكملًا رحلة سيطرته على الاتحادات القارية والدولية، وبفضل خبرته وسطوته تمكن من فرض شخصيته على أغلب القرارات الصادرة عن الفيفا والكاف، وهذا ما اتضح عقب رحيل جميع أعضاء المكتب التنفيذى والرئيس لكلا الاتحادين بتهم الفساد المالى والرشاوى، ليبقى هو العضو الوحيد الذى استمرت عضويته، مما يؤكد أنه يملك قدرات ومواهب ومعرفة بقواعد وأصول لعبة الانتخابات، وهى نفسها القدرات التى جعلته صاحب السُّلطة المطلقة على كرة القدم المصرية، التى تعج بنجوم وأساطير أصحاب تاريخ كروى كبير، لو تمت مقارنته بتاريخ أبوريدة لأصبح صفرًا على اليسار.



 ورُغم معارضتهم له فى أغلب الأحيان؛ فإنهم يهابونه ويرضخون له ويرتضونه كبيرًا عليهم ويعملون له ألف حساب، حتى وهو خارج الاتحاد ولا يملك من أمره شيئًا فى اتخاذ أى قرار، ومع هذا تكال له الاتهامات سواء ممن يعرفونه أو لا يعرفونه؛ لتأكدهم من هيمنته على الكرة المصرية ولو من خلف الكواليس، اتهامات تثبت من وجهة نظرى أن أغلب من يعملون فىف نشاط الكرة من (عواجيز) الجيل الحالى أو حتى السابق، ضعاف الحجة والشخصية أمامه، وليس لهم من تأثير يُذكر على الكرة كما يفعل هو، وللخروج من تحت عباءته مطلوب جيل جديد وإدارة جديدة، تستطيع أن تتصدى لهذا الرجل إذا لم يكن على صواب، ويستغل منصبه فى الفيفا والكاف لخدمة مصالحه والمقربين منه ويلحق الضرر بكرة مصر بحُكم مواقعه الدولية، ولذلك ترتفع وتيرة حملات الهجوم والاتهامات عليه، أحدثها تمثل فى تغريدة أحمد شوبير على موقع تويتر والتى تساءل فيها عن دور أبو ريدة فى اختيار مدربى المنتخبات بعد قرار تعيين شوقى غريب مديرًا فنيًا للمنتخب الأوليمبى، رُغم أنه هو شخصيًا لم يسأل نفسه عن دوره عندما كان نائبًا لاتحاد الكرة المستقيل وقت اختيار خافيير أجيرى مديرًا فنيًا للمنتخب الأول، الذى تسبب فى فضيحة كروية لمصر، وكذلك تناسى أنه حاول السيطرة على مقدرات الأمور أثناء تواجده معللًا ذلك بغياب أبو ريدة ولكنه فشل بعد تصدى البعض له، وهذا ما جعله يصرّح بأنه قضى أسوأ فترات حياته الكروية أثناء تواجده فى مجلس أبو ريدة، ومع ذلك لم يستقل طوعًا وكان يرفض الاستقالة كرهًا، وإذا كانت علاقة شوبير بأبوريدة شابها الكثير من الخلافات والأزمات حينما عملا سويًا، فلا أعرف سببًا لهجوم لاعبين ومدربين سابقين للرجل لمجرد تخطيهم فى تدريب المنتخبات القومية، مثل محمد صلاح نجم الزمالك السابق الذى صرّح بأن مهنة التدريب فى مصر أصبحت عزبة بعد قرار تعيين شوقى غريب مديرًا فنيًا للمنتخب الأوليمبى. وأضاف: «كل اللى عاوز يشتغل فى التدريب فى مصر، يروح يقعد مع هانى أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة السابق، وعضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى». ولم يقل لنا سيادته هل أبوريدة هو مَن عَيَّن شوقى غريب، أو استبعده هو أو غيره، أم أن اللجنة الحالية هى من اختارته؟، علمًا بأن تاريخ محمد صلاح التدريبى فى حال لو تمت مقارنته بتاريخ غريب سترجح كفة ابن المحلة عليه وبتفوُّق، هجوم صلاح سار على دربه آخرون مثل رضا عبدالعال وإبراهيم سعيد، بالمناسبة الثلاثة تاريخهم التدريبى يتميز بفشل منقطع النظير، أقول ذلك ليس دفاعًا عن شوقى غريب أو عن قرار تعيينه ولكن أرصد واقعًا نتج عن هذا القرار.

عمومًا بعيدًا عن أبوريدة وسيطرته  وغموضه ونجاحه، أو حتى فشله الذى تسبب فى تقديم استقالته هو ومن معه بعد نكسة أجيرى، وعن أصحاب المصالح الخاصة سواء من المؤيدين أو المعارضين له، ألم يئن الأوان للنظر إلى الأمام لنهتم بكرة القدم المصرية التى تدور فى فلك أسماء بعينها لم تجلب لنا سوى الانكسار والفضيحة وعلو كعب دول أخرى كانت لنا اليد العليا عليها، نظرة مدروسة علميًا تتماشى مع خطط التنمية الشاملة التى تتم فى جميع أرجاء مصر.