الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عدد النصر بقلم العظماء

 

 



 

برقية إلـى الزعيم البطل

 

ما من شىء يضىء النفس بالعزة ويملأ القلب بالكبرياء، مثل الانتصار، إنه عزاء عادل يكافأ به الإنسان عن صموده فى سنوات الظلم والقهر.

لقد ظلت مصر تعد ليوم الخلاص فى صمت وإصرار وإيمان مطمئن وتحملت شماتة الحمقى وطغيان اللئام وسخرية الأنذال!

ومرت علينا ظروف حالكة نكسنا فيها الرأس تحت وطأة الهزيمة وجلل جباهنا العار، وخيم يأس داجى الظلمات وانهالت علينا حملات التشكيك تشكك فى كل شىء، حتى فى معانى الكلمات وحتى فى قيمة ما نملك من إيمان وجدوى ما نحمل من سلاح.

فلا حرب ولا سلم ولا خلاص! خلال هذا الظلام كنت تدعو يا سيادة الرئيس إلى العمل والصبر والصمت.

وتحكم الموازين والحساب.. لا يستفزك اتهام ولا تحرفك عن طريقك استفزازات أيًا ما يكن مبعثها.

وظللت تخطط وتعمل فى حكمة مطمئنة وفى ثقة وإيمان بالله وبهذا الشعب.. وبأن جندنا هم الغالبون.

لا يلويك عن طريقك شىء.. حتى الألم نفسه، ولا الكيد ولا الطغيان اللئيم إذ اغتنى.. ولا صلف الجنود إذ انتصر.

انطلقت تحقق الوحدة الوطنية وتهيئ جوًا من الديمقراطية وسيادة القانون وكفالة حرية التعبير، وتقوى شعور الانتماء عند كل مواطن.

ومضيت على طريق التصحيح تجمع الكلمة العربية وتؤلف القلوب المتفرقة حول هدف واحد حماية للحياة من أعداء الحياة.. وضمانًا لمستقبل الشعوب من الذين يشعلون النار فى لحوم البشر، وتهيئة لفرص التقدم وتحقيقا لأحلام الملايين لحياة أفضل.

وعندما اتخذت القرار بردع المعتدين وبسحق العدوان فى الوقت المناسب، كنت تعبر عن أحلام المعذبين، فى الليالى السود، بفجر الحرية والكرامة.

وكنت تلخص إرادة سلالات من شهدائنا العظام الذين سقوا بدمائهم الذكية هذه الأرض الغالية عبر الأجيال، وتحققت معجزة حربية فاقتحم المقاتلون المصريون البواسل أكبر مانع طبيعى وصناعى عرفه التاريخ.

تحققت معجزة حربية سيظل العالم يدرسها ويتخذ منها العبرة، واضعًا بها العقل المصرى، والحكمة المصرية والعزائم المصرية فى مكانها الصحيح.. مستخلصًا منها حكم الحقيقة على مصر التى لا تقهر ولا تموت والتى تظل إرادتها أبدًا أقوى من كل التحديات عندما يتهيأ لها حسن القيادة وحكمة التدبير.

وهى معجزة حربية تملأ قلوبنا وتعمر نفوسنا بالثقة، وترد إلى المصرى كرامته التى حاول السفهاء أن يلطخوها بالأوحال على مدى أكثر من ست سنوات.

وما من ريب فى أن كل مصرى يشعر اليوم بالزهو لأنه ينتمى إلى هذا الوطن ولأنك تقود هذه الأمة على طريق الحقيقة والحرية.

إن ما يحدث اليوم هو أيضًا معجزة سياسية، فمنذ صلاح الدين لم تتحقق للعرب مثل هذه الوحدة ولم تتلاق الإرادات العربية بمثل هذا الإصرار، ولم تتدفق الدماء بمثل هذه الحرارة فى السواعد العربية لتكون قبضة واحدة تصنع العدل والسلام.

إن هذه أول مرة يلتحم فيها الجيش المصرى مع جيش إسرائيل فى معركة حقيقية، وقد أثبت هذا الجيش المفترى عليه أنه بحق كما قال عنه الرسول الكريم «خير أجناد الأرض»، ما كان ينقصه غير حسن السياسة وحكمة القرار ودقة التوقيت.

وعندما توافرت له القيادة التى حلم بها شعبنا أظهر المقاتلون بطولة رائعة روعة أبطال الأساطير.

إننى إذ أحييكم أيها الزعيم والقائد من فراش مرضى لأشعر بريح العافية تهب على هذا الوطن تحت قيادتكم فتمنحه العنفوان والشباب والحيوية والثقة بأنه فوق اليأس وفوق كل ما عسى أن يواجهه به الزمن من تحديات.

عشت زعيمًا فذا لشعبنا وقائدًا حكيمًا لحركة التحرير الوطنى ورائدًا للعرب على طريق الحقيقة ومناضلاً إنسانيًا يحمى نضارة الحياة وبسمات الأطفال وروعة المستقبل.  

عبدالرحمن الشرقاوي

 

 

روزاليوسف العدد 2366 عدد النصر.. بقلم العظماء تقـرير تفصيــلى مـن ســـينـاء

 

كيـــف تــــــم اقتحـــــــام خـــــــط بـــــــــارليـف؟

لماذا فشل الطيران الإسرائيلى فى إصابة جسور العبور المصرية؟

ما احتمالات الموقف خلال الأيام القادمة؟

كتب المحرر العسكرى لروزاليوسف:

 

 

 

دخل عبور القوات المصرية المسلحة لقناة السويس يوم 6 أكتوبر باب التاريخ العسكرى باعتباره عملية من أعقد وأشق العمليات وكان مقدرا فى الحسابات العادية أن يصل الضحايا إلى عدة آلاف.

والسر فى نجاح هذه العملية، هو تطبيق مبادئ الحرب تطبيقًا سليمًا، وإعداد خطة العبور على أسس علمية وواقعية سليمة. ومبادئ الحرب الرئيسية التى طبقت هى: «المحافظة على الغرض - الهجوم - المفاجأة - التركيز - التعاون».

1- لم يكن لدى القوات المصرية أغراض متعددة.. بل غرض واحد هو عبور قناة السويس لتحرير الأرض المحتلة.

2- تحقيق هذا الغرض لا يمكن أن يتم إلا بالتدريب الشاق الطويل على عمليات الهجوم.

3- تحقيق المفاجأة كان ضرورة حتمية لتنفيذ الهجوم نتيجة لسيطرة العدو الجوية وسهولة استكشافه لتحركاتنا.

وقد نجحت قيادتنا فى ذلك نجاحًا باهرًا بعمل عدة عمليات خداعية ماهرة.. أشعرت العدو بأننا فى حالة لا تسمح بخوض المعركة: القائد الأعلى أنور السادات لا يتحدث عنها أثناء خطبته الأخيرة.

-4 ركزت قواتنا المسلحة قوتها الضاربة الرئيسية لإنجاح هذه العملية.

5- تمت تدريبات ومناورات عديدة على التعاون بين مختلف الأسلحة والتشكيلات فقامت قواتنا الجوية بدور رائع فى التمهيد للهجوم، وحمت الصواريخ المضادة عمليات العبور، وأسكتت المدفعية أسلحة العدو فى الساعات الأولى الحاسمة.

ويعتبر نجاح قواتنا فى عمليات العبور بأقل خسائر ممكنة انتصارًا عسكريًا ومعنويًا كبيرًا.. فطالما تحرق الجنود شوقًا للوصول إلى تراب سيناء.. وكان لذلك تأثير كبير فى ارتفاع الروح المعنوية للجنود والضباط الذين كانت التعليمات عندهم بأنه عبور بلا انسحاب.. وبداية معركة لن يتوقف فيها إطلاق النار قبل تحرير الأرض أو خضوع الحكومة الإسرائيلية لقبول الانسحاب الشامل وإعادة حقوق شعب فلسطين.

وكان طبيعيًا بعد ضياع صدمة المفاجأة أن يشن العدو سلسلة من الغارات يحاول بها تدمير جسور العبور، ولكن حقيقة الموقف كانت تجعل هذا الهدف شديد الصعوبة له.. فإن الجسور لا تتحطم إلا بالطيران الواطى لصعوبة إصابتها من ارتفاعات عالية.. والطيران الواطى يعرضه لنيران الصواريخ المضادة والأسلحة الصغيرة.

ولذا فإنه بعد ادعائه بتحطيم الجسور، عاد يعترف بأن قواتنا مازالت تتدفق على سيناء، وقد تم انتقال قوات يتجاوز عددها المائة ألف جندى بالأسلحة والمعدات خلال الثمانية والأربعين ساعة التالية لأول طلقة فى القتال.

ولم تندفع قواتنا بعد العبور إلى قلب الصحراء فورًا، ولكنها حرصت أولا على تطهير خط بارليف، الذى ارتفع خط دفاعه الأول فى صورة سد ترابى ارتفاعه 20 مترًا.. ولكن بعض الأجهزة الحديثة استطاعت فى أقصر وقت أن تشق فيه ثغرات أمام جسور العبور، لينطلق منها جنودنا ومدرعاتنا إلى صحراء سيناء.

وهكذا انهار خط دفاعه الأول وبدأ تدفق الأسرى الإسرائيليين.

وحدث التصادم العسكرى الأول.. بين المدرعات المصرية والإسرائيلية.. وهو أول صدام عسكرى بالمعنى الحقيقى لهذه الكلمة، يتم بين الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى، إذا استثنينا بعض معارك 1948 التى كانت الأسلحة فيها متخلفة عن أسلحة اليوم إلى حد بعيد.

كانت معركة المدرعات انتصارًا كبيرًا للجيش المصرى.. إذ تمزقت ثلاثة لواءات مدرعة للعدو، وخسر ما يزيد على 120 دبابة، وسقط من جنوده مئات فى الأسر، وانسحبت بقية خمسة لواءات مدرعة «600 دبابة» دفع بها للقتال.

وكان هذا دليلاً على جودة الأسلحة وسلامة تدريب جنودنا خلال السنوات الست الماضية.. وألفتهم مع الأسلحة التى يحاربون بها. ولم تندفع قواتنا بعد هذا الانتصار لملاحقة العدو.. ولكنها ضبطت نفسها والتزمت بالخطة المعدة والتوقيتات المحددة، حتى لا تفقد حماية قواتنا غرب القناة، وحتى لا تمتد خطوط إمدادها وتمويلها بأسرع مما يلزم.

ومعروف أن خطوط إمدادات وتموين العدو طويلة وتسبب له إجهادًا شديدًا لأنها تمر عبر النقب وسيناء.

والمعركة تدور اليوم بين قناة السويس وممرات سيناء.. وهى معركة لا يجوز التهوين من شأنها، فإن العدو لم يستخدم بعد قواته الرئيسية.

وصحيح أن طائرات العدو تبدو أكثر نشاطًا، وتقوم بغارات على الجبهة وفى الداخل أيضًا، ولكنها تتعرض لمقاومة شديدة من صواريخ سام 2 و3 ويتساقط منها كل يوم أعداد ستؤدى فى تجمعها إلى إضعاف قوة السلاح الجوى الإسرائيلى.  

 

 

 

روزاليوسف العدد 2366 عدد النصر.. بقلم العظماء تقريــر تفصيــلى مـن ســينـــاء

 

 ومن جبهة القتال فى سيناء كتب يوسف الشريف:

 كل شيء هادئ نفسيا على طول جبهة تحرير أراضينا المغتصبة، وكل معنويات ضباط وجنود جيشنا مرتفعة وواثقة من حتمية النصر، و.. كل ما عدا ذلك حي، متحرك. وملتهب . وهذه الرسالة أكتبها من أرض المعركة فى سيناء.

 عندما اقتربت سيارتنا من الإسماعيلية، كانت ملاحظة مجموعة من المراسلين العسكريين ولم يبق سوى 24 كيلو فقط  لنصل إلى المدينة .. أنه أصبح واضحا تماما أن القوات الإسرائيلية تقهقرت إلى الشرق كثيرا لأن مدى مدفعيتهم كانت تصل إلى هذا المكان قبيل يوم 6 أكتوبر الحالى.

 

تقدمنا أكثر، وأكثر . حتى وصلنا إلى الإسماعيلية ولم يكن لدى المدفعية الإسرائيلية أدنى تأثير لطلقاتها على المدينة الصامدة !  كل شيء طبيعى وهادئ فى الإسماعيلية .. الفلاحون يزرعون .. والأهالى يتتبعون سير المعركة حول «راديوهات» المقاهي، ولكن قوات الجيش بمختلف أسلحته يقظة، متحركة، متربصة لكل مفاجأة فى الموقف، وتدرك بالملاحظة أن الجميع عسكريين ومدنيين مدركون تماما أنهم يحاربون عدوا خبيثا، يلجأ إلى الحيلة والخديعة والمرونة وتغيير أساليب القتال .. أكثر مما يلجأ إلى الشجاعة والإقدام .. لأنه يعرف أنه يدافع عن قضية غير عادلة وخاسرة!

وتهبط سيارتنا إلى حافة القنال .. وتمتلئ ثقة وإيمانا بمصر وبالإنسان المصرى ونحن نلمح العلم المصرى بألوانه الثلاثة يرفرف  فوق تبة عالية على الضفة الشرقية المحررة .. ولا أطيل .. فكل معانى الحماس والوطنية والقومية لا يمكن أن تعبر عن مشاعرنا .. ومشاعر الجندى المصرى الذى ظلمته أجهزة الإعلام والحرب النفسية والتحليلات الاستراتيجية .

هنا على ضفتى القنال تلمح حشود اللون الأصفر «الكاكى» فى ملابس جنودنا  ومدرعاتنا ومعداتنا القتالية .. بل إن الحشد لا يقل فوق ماء القنال عنه على اليابس، حيث الكبارى والمعديات الميكانيكية والقوارب المطاط، والمدرعات والعربات البرمائية .. تنقل فى سرعة وهمة ودأب مزيدا من الرجال والعتاد والمؤن لدعم قواتنا فى عمق سيناء . 

 هنا .. – أشار لى مقاتل- استشهد الفريق عبدالمنعم رياض، لابد أن روحه الآن مطمئنة على أن ما بذله من جهد كلفه حياته قد أسهم فى إعادة واستكمال بناء قواتنا المسلحة، وها هى اليوم تحقق أولى ضرباتها الساحقة الناجحة المنتصرة!

و.. نعبر القنال من الضفة الغربية فى قوارب  المطاط القوية الذات محركات حتى لا نعطل قواتنا التى تستخدم الكبارى والمعديات  الميكانيكية، ونصل إلى الضفة الشرقية من القنال . 

 كان هدفنا الوصول إلى موقع المعركة الرهيبة التى خاضتها قواتنا المدرعة لاحتواء  تقدم اللواء الإسرائيلى المدرع رقم 190 والتى انتهت بتدميره بالكامل،  والاستيلاء  على ما بقى من مدرعاته وعرباته المجنزرة.

وأسر قائده العقيد عساف ياجورى !

 كانت لهفتنا إلى معرفة تفاصيل مرحلة العبور المذهلة والمثيرة . كيف هزم الجندى المصرى كل الحجج والبراهين العسكرية التى حاولت ترسيخ حقيقة استحالة اختراق خط بارليف الدفاعى الحصين!!

وحقيقة خط بارليف تقترب من الأسطورة العسكرية، فلقد تكلف بناؤه أكثر من 283 مليون دولار، قامت إسرائيل برصد هذا المبلغ الضخم .. لوضع حد لأى تفكير عسكرى مصرى فى عبور القنال، أو محاولة بدء المعركة من هذا  الجانب من جوانب الأرض المصرية المغتصبة!

ويمتد خط بارليف من السويس جنوبا إلى بورسعيد شمالا على امتداد طول القنال الذى يقرب من 170 كيلو مترا وتعتبر قناة السويس فى تقدير العسكريين من أصعب الموانع المائية فى العالم حيث يبلغ عرضها ما بين مائة ومائتى متر وبأعماق متفاوتة . 

 وقد بدأ العدو هذا الخط الدفاعى عام 68  من ضربات حرب الاستنزاف التى خاضتها قواتنا ضده. 

 مواقع عسكرية حصينة  فوق   التبات  الكثبانية  المرتفعة .. وهذه المواقع لا يمكن وصفها إلا بأنها قلاع حديثة لا يمكن  بأى حال ولا بأى وسيلة من وسائل الحرب الجوية أو البرية أو البحرية تدميرها  واقتحامها كما اتضحت حقيقتها  عند زيارتنا لها . 

 وبين كل موقع حصين وآخر ساتر رملى ملغم، استغلت قوات العدو فى إقامته الرمال المختلفة عن حفر قناة السويس منذ عهد الخديوى سعيد حتى افتتاح قناة السويس الملاحية فى عهد الخديو إسماعيل .. 

 وأصبح الساتر على ارتفاع عشرين مترا وذلك لصد أى محاولة لقصف قواتنا بالمدفعية والمدرعات لمواقع العدو الخلفية.. 

 وكان العدو .. يلجأ إلى تنظيم مرور دورياته العسكرية الاستطلاعية على طول الخط ما بين المواقع الحصينة .. كما أنه لجأ إلى مد مواسير على طول الخط  لتفجير شحنات النابلم أتوماتيكيا عند أول بادرة لعبور قواتنا ومحاولتها اختراق خط بارليف.. إلا أنه لحسن الحظ – كما قال لى أحد المقاتلين – فشل العدو فى  وضع التركيبة  الكيماوية للنابلم الذى كان مقدرا أن تشحن به الأنابيب الممتدة .

والسؤال : كيف بدأت المعركة.. وكيف نجحت عقلية عبور قواتنا .. وكيف تمكنت من تحطيم أسطورة خط بارليف الذى لا يمكن تحطيمه بالقنبلة الذرية – على حد وصف جنرال بارليف نفسه ؟

 كانت إجابة هذا السؤال  محور لهفتى إلى معرفة  أسرار  المعركة المذهلة التى خاضتها قواتنا نهار  السبت 6 أكتوبر الحالى .. وكانت التفاصيل على لسان القادة والضباط والجنود مذهلة ومعجزة للإنسان  المصرى .

 قال لى ضابط : كان واضحا لنا تماما هنا كعسكريين من الاستقراء والاستنتاج للأوامر الصادرة لنا من القيادة .. أن هناك توقعا لاحتمال ضربة عسكرية خاطفة ومباغتة تعيد لإسرائيل  اعتبارها خصوصا بعد عملية الفدائيين الفلسطينيين فى النمسا.. والحصار الدبلوماسى العربى  للعدو دوليا بعد مؤتمر عدم الانحياز فى الجزائر .. وقطع عدد من الدول الإفريقية علاقتها مع تل  أبيب .. ونجاح سياسة الوفاق العربى التى خطط لها الرئيس أنور السادات ..  لتجميد التناقضات الثانوية بين الأنظمة العربية .. وحشد  الطاقات العربية فى مواجهة العدو الإسرائيلى حتى كان يوم 6 أكتوبر الحالي، كان وضع قواتنا واستعداداتنا والأوامر الصادرة  إليها لا  تختلف عن وضعها أيام 3 و4 و5 كنا فى حالة توقع واستعداد لأى محاولة غادرة وخاطفة قد يلجأ إليها العدو، وقد حدث  ما أكد كل ما توقعته القيادة المصرية فقد حاول العدو إنزال زوارقه فى الضفة الشرقية للقنال عند منطقتى السخنة والزعفرانة فى محاولة لتكرار عملية الزعفرانة فى سبتمبر عام 1969 والتى استعرض فيها قوته العسكرية باختراق أراضينا لمسافة 15 و20 كيلو مترا خلال مرحلة إعادة بناء قواتنا  المسلحة وعلى الفور كانت الأوامر التى تلقتها قواتنا المرابطة منذ هزيمة 67.. أنه آن الأوان وحل الموعد وحانت ساعة الصفر للانطلاق صوب سيناء.

 

روزاليوسف العدد 2366 عدد النصر.. بقلم العظماء قـالــت القـرارات الاقتصادية سنحارب قبـــل نهـــاية 1973.. ولــم يصـدق أحـد!

محمود المراغى

 

الحرب لم تكن مفاجأة كاملة.. فى فبراير الماضى، عدلت الحكومة عن ميزانية وضعتها قبل ستة أسابيع وطلبت من مجلس الشعب قرارًا يفوض رئيس الجمهورية فى إصدار قرارات لها قوة القانون.. تمس الميزانية وتمس فرض الضرائب الجديدة.. ووضع حدًا لذلك نهاية المعركة، أو نهاية 1973.. أيهما أولاً.. ووضع المجلس شرطًا «حالة نشوب القتال» ونشرت الصحف ذلك، ولم يفهم الكثيرون، ولم تفهم إسرائيل:

 

قال لى مصدر مسئول: إن كمية النيران التى أطلقتها الصواريخ والدبابات والطائرات على جبهة القناة أمس، تزيد عن كل النيران التى شهدتها حرب عام 1967.

وسكت المصدر قليلا.. ثم قال: لكن القتال الأشد سوف يبدأ اليوم. لقد حشد العدو ستمائة دبابة فى مواجهة القوات المصرية التى عبرت القناة.. وكان ذلك فى اليوم الثالث للقتال.

الحرب.. صراع من أجل التدمير.. لكى تبلغ هدفك لا بد أن تدمر.. وتدمر.. وتدمر.. وبمقدار ما يتقدم العلم، مقدار ما يصبح الدمار هائلا، والاحتياط له ضخمًا، والتكاليف فى كلتا الحالتين باهظة.. وهذه هى الحرب.

رصدنا لها «280» مليون جنيه العام الأول (67 - 68) .. و«375» مليونا فى العام الثانى.. وظل الرقم يتصاعد حتى وصل إلى «702» مليون كما تقول ميزانية هذا العام: 1973، وبلغت جملة الإنفاق من أجل المعركة، وكما قال الرئيس السادات فى خطاب سابق: أربعة آلاف مليون جنيه تقريبًا.. خصصناها خلال سبع سنوات من التصدى، والردع.. والاستعداد للمعركة الكبرى التى بدأت ظهر يوم السبت 6 أكتوبر.

مساء نفس اليوم: 6 أكتوبر صدرت عدة قرارات اقتصادية.. السكر والبنزين يدخلان البطاقة.. اللحوم.. يومان فى الأسبوع، الرغيف تختلف مواصفاته قليلا، مواد البناء.. للمجهود الحربى أولاً.

واندهش الكثيرون.. متى تم إعداد هذه القرارات؟

والواقع أنه لا مبرر للدهشة، فقد بدأ الاستعداد لذلك فى يونيو 1967، كان الجيش يعود من سيناء، وكانت ميزانية العام المالى الجديد تناقش فى الوقت نفسه.

ووقتها اتخذت عدة إجراءات.. ارتفعت رسوم بعض الخدمات كالتليفون والبريد.

وزادت ضريبة الأمن القومى.. وارتفعت أسعار بعض السلع.. وزيد الادخار الإجبارى للعاملين بالحكومة والقطاع العام.

وكان مفهومًا أن ذلك كله يوفر حصيلة للدولة تبنى بها جيشًا وترسى بها احتياطيًا للطوارئ.

بعد أسابيع، كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يلقى خطابه فى 23 يوليو، وأعلن ضرورة بناء «اقتصاد حرب».

وأثيرت مناقشات واسعة: ماذا نعنى باقتصاد الحرب؟

وكان الجواب باختصار: إنه أكثر الأشكال والأوضاع الاقتصادية التى يمكن أن تساعد على النصر.

وبتفصيل أكثر: إنه الاقتصاد الذى يوفر للجندى حاجته من سلاح، وعتاد يوم، تدخل سلع أساسية فى بطاقة التموين.. بدءًا بالشاى، وانتهاء بالبنزين والسكر الحر فى يوم السبت 6 أكتوبر 1973.

ومعها: كانت الأسعار التى ترتفع بقرار أو بغير قرار، تلعب دورها فى الحد من الاستهلاك.. فالنقود وإن كانت تزيد إلا أن قوتها الشرائية تقل بعض الشىء.

كانت هذه هى الصورة العامة، سياسة مالية تحاول أن تفى بكل الاحتياجات وأبرزها: احتياج القوات المسلحة والطوارئ.. وسياسة اقتصادية تحاول أن تحل معضلة توازن الإنتاج والاستهلاك.

حتى جاءت ميزانية 1973.. وقدمت الحكومة لمجلس الشعب ميزانية ضخمة يبلغ حجمها «2459» مليون جنيه.. وكان من أبرز معالمها:

 اعتمادات القوات المسلحة والأمن والطوارئ، وقد بلغت كلها «702٫3» مليون جنيه أى ما يقرب من ٪30 من صافى الإنفاق.

اعتمادات التنمية، وقد بلغت 420 مليون جنيه للقطاع العام والحكومى.. وذلك ضمن خطة للتنمية يصل حجمها إلى خمسمائة مليون جنيه على المستوى القومى.

 وكانت هناك اعتمادات أكثر للأجور والخدمات فى الوقت نفسه.

ووافق مجلس الشعب على الميزانية، بعد أن قدمت لجنة الخطة نقدًا لكثير من بنودها وأبرزها نمط التنمية، وحجم الإنفاق على الأجور والخدمات.. وقالت اللجنة فى صراحة: «وكأنما خطة وموازنة 1973 جاءتا لتحسين الأجور وتحسين الخدمات وهذا مما يجعل اقتصادنا ينمو نموًا بطيئًا.. كما يؤدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

على أى حال.. مرت الميزانية على أساس أن المجلس سوف يناقش خطة عشرية للتنمية يحدد فيها الخطوط الاقتصادية كلها.. ولكن.. حدثت مفاجأة.

لم يمض أكثر من شهر ونصف الشهر على اعتماد الميزانية، حتى كانت الحكومة تتقدم بميزانية للحرب، وشرح رئيس الوزراء ذلك بقوله: «لقد أعلن الرئيس السادات أننا قد اتخذنا قرار المعركة وأن علينا أن نعد أنفسنا لها، كما طلب إلى الحكومة أن تعد ميزانية للمعركة، وقد ذكرت فى بيانى الأخير أمام مجلسكم الموقر أننا قد أعددنا ميزانية للمعركة نطبقها عندما تتطلب الظروف ذلك».

وكان كلام رئيس الوزراء واضحًا، مطلوب: مراجعة شاملة لسياسة الإنتاج وسياسة الاستهلاك وسياسة التصدير والاستيراد.. ومن الجانب المالى: إعادة النظر فى موازنة 1973، وما ورد فيها من استثمارات.

واقترح رئيس الوزراء وقتئذ:

تخفيض استثمارات التنمية.. بالنسبة لمشروعات الخدمات، ومشروعات الصناعة الطويلة الأجل، ومشروعات الزراعة التى لا تؤثر سريعًا وكبيرًا.. وحدد أكثر أنه مطلوب: وقف كلى أو جزئى لبعض المشروعات الجديدة التى لا تؤثر مباشرة على المعركة.

 ترشيد الإنفاق الجارى، واتخاذ إجراءات لتدبير موارد جديدة.

 تأجيل النظر فى أى مطالب جديدة لزيادة الأجور «حتى نهاية المعركة».

اقترح رئيس الوزراء ذلك، وقدم له بأن «تحويل الموازنة العادية العامة إلى موازنة معركة يرتبط بمراحل المعركة وتطورها، وقد تبين من التقديرات الأولية الخاصة بإعداد الدولة للمعركة وتوفير متطلبات الأمن القومى أنه يلزم إعداد ميزانية خاصة لتدبير الاعتمادات الاحتياطية التى تحتاجها المعركة وأبرزها:

اعتمادات إضافية للقوات المسلحة، وتم إعدادها بمعرفة وزارة الحربية.

 اعتمادات إضافية لمرافق لها صلة بالمعركة كالأمن والصحة والكهرباء.

 تدبير احتياطى عام للطوارئ.. فمهما كان التصور دقيقًا لتطورات المعركة ومتطلباتها، فإنه يجب أن يخصص احتياطى عام لمقابلة أى احتمالات».

وناقش مجلس الشعب الأمر على وجه السرعة، وعاد للانعقاد بعد 48 ساعة ليوافق على تقرير رئيس الوزراء وليصدر قانونًا يفوض رئيس الجمهورية فى مسألتين: نقل اعتمادات من باب لباب وتعديل استخدامات وإيرادات الميزانية، تم فرض ضرائب ورسوم لدعم المجهود الحربى.

ووضع مجلس الشعب قيدًا على المسألتين قال: إن التفويض أمر جائز حسب الدستور، ولكن لأجل وغرض محددين.. وقد استخدم المجلس هذا الحق عندما فوض السيد الرئيس فى التصديق على اتفاقيات التسليح، وكان ذلك عام 1973 ولفترة محددة هى نهاية 1973، أو حتى إزالة آثار العدوان أيهما أولا.. وطبق المجلس نفس الشىء: يسرى التفويض فى ميزانية المعركة لنفس الفترة ويعرض الأمر على المجلس فور انتهاء فترة التفويض.. ثم.. لا يستخدم حق فرض الضرائب بقرار مباشر دون عرض على مجلس الشعب «إلا فى حالة نشوب القتال».. ولنفس الفترة الزمنية: نهاية 1973، أو نهاية المعركة.. أيهما أولاً.

ومر القانون دون أن يلفت النظر كثيرًا.

بعدها، كان المحافظون يلحون على مزيد من الاعتمادات للمشروعات.. وكانت الصناعة تثير مشكلة الإحلال والتجديد كحد أدنى.. ولم ينتبه الكثيرون، لما حدث فجأة فى 13 فبراير.. لم يعرفوا ماذا يمكن أن يعنيه التحول المفاجئ للحكومة، فتسحب جزءًا كبيرًا من مشروعات التنمية وتضيف اعتمادات للقوات المسلحة بعد ستة أسابيع فقط من إقرار الميزانية.

معظم الناس لم تفهم، وكان أول هؤلاء: العدو نفسه!

فى 6 أكتوبر منذ تسعة أيام اتضح كل شىء.. نشب القتال، عبرت قواتنا، حاولت القرارات الاقتصادية بعد ساعات من إطلاق النار أن تضع الجبهة الداخلية أمام مسئولياتها.. نصت على إجراءات من شأنها أن تقلل من استهلاك السكر.. والشاى والبنزين والقمح.. وكلها مواد مستوردة بالكامل.. أو جزئيًا.. واردات البترول فى العام الماضى بلغت «37٫8» مليون جنيه، والسبب: قضية العدوان والاستيلاء على بترول سيناء «8 ملايين طن» وتعطيل معامل التكرير بالسويس والتى كانت تقدم وحدها 80٪ من طاقة التكرير فى مصر، صحيح أننا أقمنا معامل أخرى، وصحيح أننا نصدر بما قيمته «18» مليون جنيه منتجات بترولية، ولكن يبقى أننا نستورد أيضا الشاى، نستورد منه ما وصل أحيانا إلى 15 مليون جنيه فى السنة.. والقمح يصل استيرادنا منه هذا العام - وحسب تقديرات د. عبدالعزيز حجازى نائب رئيس الوزراء «60  70  مليون جنيه»، بخلاف «20 - 28» مليونًا فرق زيادة فى الأسعار.. حتى السكر الذى كان إنتاجه يكفى حاجتنا باستمرار ينتظر أن يحقق عجزًا هذا العام مقداره «19» ألف طن قيمتها «1٫5» مليون جنيه تقريبًا.. وذلك بسبب زيادة الاستهلاك.

وكل المواد التى تناولتها إجراءات «6» أكتوبر تدخل بالطبع فى احتياجات القوات المسلحة المتزايدة: الدقيق، اللحوم، البنزين، السكر، الشاى، مواد البناء، وأقول المتزايدة نظرا لظروف القتال وضرورة توفير وتخزين كميات وافرة.

والسؤال: هل تقف الإجراءات عند هذا الحد.. وهل نكون بذلك قد بنينا اقتصادًا للحرب.. وما بعد الحرب من تعمير وتنمية؟

فى اجتماع بأمانة الشئون الاقتصادية باللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى قال د. عبدالعزيز حجازى: إن الكثيرين قد يتساءلون: لماذا لم نتخذ إجراءات اقتصادية تتماشى مع ظروف الحرب التى تمر بها الدولة منذ عام 1967؟

ويمكننى أن أقول إن الحرمان كان يكون صعبًا لو أنه بدأ منذ سنة 1967، فلا بد أن يكون هناك قدر متكافئ من العوامل النفسية والعوامل الاقتصادية.

والآن، قد اكتملت العوامل النفسية، وتلح علينا عوامل الاقتصاد.. ماذا نحن صانعون؟ لقد ضحى أبناء لنا بأرواحهم فبم يضحى الآخرون؟ وكيف نستكمل بناء اقتصاد الحرب، بعد أن أصبحت حقيقة واقعة؟!

تلك دراسة أخرى.

 

العبور يعنى إصرارنا على الحياة

فتحى غانم

يتفق القارئ العزيز معى، أننا لا نستطيع أن نذكر فى تاريخ مصر الحديثة كلها، بل لعدة قرون إلى الوراء فى تاريخنا الطويل، أن صدر قرار بمثل هذه الأهمية والخطورة التى كانت لقرار تحرك قواتنا المسلحة لعبور قنال السويس واسترداده بالقوة من براثن التحدى الإسرائيلى، ثم المضى لاسترداد كل الأرض المحتلة.

إنه قرار من الخطورة والأهمية التاريخية ذات الآثار البعيدة المدى إلى أقصى حدود التصور، بحيث يستحيل صدوره إلا من قائد عظيم لشعب عظيم.. كلاهما يثق فى الآخر ويعتمد على أصالته، الكل واحد عصب واحد وإرادة واحدة وهدف واحد.

ولقد جاءت ترجمة كل هذا، بطريقة عملية، فى قدرة قواتنا المسلحة على تحقيق هدف المرحلة الأولى، وهو إتمام استرداد قناة السويس فى أقل من يومين رغم كل الموانع والعقبات الطبيعية والعسكرية.

وهكذا كشفت قواتنا المسلحة، من خلال قتالها الناجح عن أعمق المعانى التى تكمن فى القرار التاريخى.. وهو أن شعبنا الأصيل محب للحياة ومصر عليها ولن يتأخر عن القيام بواجباته ومسئولياته نحو تزويد الحضارة الإنسانية بإضافات تساعد على تحقيق حرية الإنسان وكرامته وسلامته ورفاهيته فى كل مكان من الأرض.

وإصرارنا على الحياة وتحمل مسئولياتها هو على وجه التحديد مصدر فزع العدو، الذى أراد لنا أن نعيش كالموتى بلا قبور.

وللأسف، كان هناك من يرى، أن قافلة الحضارة قد سارت فى طريقها الآسيوى فى فيتنام أو الصين أو الهند، وأنها تركت وراءها وربما لأجيال طويلة أولئك العرب يترنحون تحت وطأة هزيمتهم، وأن أى تفكير أو مجرد حلم بيقظة العرب، ومواصلتهم السير، يجب إرجاؤه لعشرين أو خمسين عامًا قادمة مع التفاؤل الشديد.

هذا ما كان يريده العدو ويتوهمه، حتى أفاق العالم على قرار قائد عظيم لشعب عظيم، وقد شرع فى تنفيذ القرار جيش عظيم.

ولسوف تمضى المعارك، قاسية طاحنة، ولسوف نواجه قتالا شرسًا قد يطول أمده، ولكن مرحبًا به، فإن انتصارنا الحقيقى يكمن، قبل أى شىء، فى أننا نعرف معنى الحياة، مصرون على أن نحيا.. مصممون على أن نؤدى مسئولياتنا، وأن حبنا للحياة جعلنا نحب الأخطار ونحب الموت دفاعا عنها.

 

 

 

 

الحــرب وأزمة الطاقة لماذا ضربت القوات المصرية منابع البترول فى سيناء؟

جمال سليم

الضربة المصرية إلى بترول سيناء ضربة ناجحة ومهمة جاءت فى موعدها تماما، حيث قرر الرئيس حرمان إسرائيل من بترول سيناء، وعلى الفور تلقت القيادة العامة للقوات المسلحة هذا الأمر ودفعت به إلى مجموعات خاصة.. اتجهت إلى هناك.. إلى شرق خليج السويس.. وانتشرت حول حقول البترول التى كانت محاطة بقوات إسرائيلية غير عادية.. ولكن المجموعات المصرية استطاعت أن تشتبك معها وتشل حركتها وتشعل النار فى آبار البترول وتغرق حفاراً للتنقيب عنه.

ماذا يمثل بترول سيناء للعدو الإسرائيلى؟

 

إن بترول سيناء كان يمثل هدفاً أساسياً من أهداف عدوان يونيو 1967، الاستيلاء على هذا البترول كان مهمة استراتيجية لا بد من تحقيقها فى عدوان يونيو 1967.

وقد كشفت صحف إسرائيل فى الأسابيع الأخيرة عن هذه الحقيقة عندما نشرت أن قرارا كان قد صدر قبل عدوان يونيو 1967 بتعيين مردخاى فريدمان مسئولا عاما عن بترول سيناء.. كان هذا القرار بتوقيع الجنرال تسفى تسور.

كانت إسرائيل قبل حرب يونيو 1967 على حافة أزمة بترولية حادة.

وقد بدأت أزمة الطاقة من هنا.. من فلسطين (إسرائيل).. أولى حلقات السلسلة كانت هنا.. وقد لجأت إسرائيل إلى الحرب لكسر هذه الحلقة.. وكانت تأمل - ومازالت - أن تلجأ الولايات المتحدة إلى السلاح لكسر بقية السلسلة وذلك بالاستيلاء على منابع البترول.

خاصة أن الشركات الأمريكية للبترول تملك  %60 من البترول العالمى الذى يأتى معظمه من الشرق الأوسط وتقوم هذه الشركات - بتوزيعه وبيعه لأوروبا وبعض دول آسيا وإفريقيا.. بالإضافة إلى أن أزمة الطاقة بدأت تأخذ بخناق الولايات المتحدة ذاتها.. ولذا كان من الطبيعى أن تهدد حكومة واشنطن من بعيد وتلوح بالعصا الغليظة وتدع الصحف تنشر بإيعاز منها أو باتفاق معها سيناريو المناورات على حرب الصحراء.. ويبدو أن كتاب السيناريو قد انكشف أمرهم.. لأن المنتج أدرك أنه من الجنون تحويل الإعلام إلى حقائق. لكن هذا لم يرض إسرائيل.

ولذا فهى مازالت  حتى قبل الساعات الأولى من بدء القتال فى 6 أكتوبر 1973 تنادى وتحرض الولايات المتحدة لتقوم بعمل من شأنه أن يضمن لأمريكا تدفق البترول. فالأزمة البترولية التى كانت تعانيها إسرائيل لم يكن لها حل - فى تقديرها - إلا بالاستيلاء على بترول سيناء.

وقد نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية فى عددها الصادر فى 29 سبتمبر 1973 أن شركة بلكو الأمريكية قد أنفقت 11 مليون دولار دون فائدة.. أو ما يوحى بأمل ما فى العثور على البترول.. كذلك فإن شركة ليبيدوت الأمريكية حفرت 7 آبار ولم يفتح عليها الله بشىء من الذهب الأسود.

وخلال الـ 18 عاماً الماضية كان قد تم حفر 134 بئرا وكانت نتيجة الحفر: صفر.

أما الحقل الوحيد الذى ينتج الـ%2 من استهلاك إسرائيل فهو حقل ملش - كونان. وقد انخفض إنتاجه من 1.5 مليون برميل إلى 350 ألف برميل سنويا، بينما وصل إنتاج حقول بترول سيناء عام 1971 إلى 6 ملايين طن وفى عام 1973 زاد الإنتاج بمقدار 30 ألف برميل يومياً، ويقدر الإنتاج الحالى من بترول سيناء بحوالى 60 مليون دولار سنوياً.

ويقول الخبراء الإسرائيليون أنفسهم أن إسرائيل كانت على حافة أزمة بترولية خطرة قبل يونيو 1967 فبينما كان استهلاك 56 ألف برميل يومياً فإن إنتاجها لم يكن يتعدى 1300 برميل وقد زاد الاستهلاك الآن إلى 110 آلاف برميل يوميًا ويقدر الخبراء أن يزيد إلى 160 ألف برميل يومياً سنة 1975. وهكذا فإن بترول سيناء قد أنقذ إسرائيل من أزمة طاحنة ومحققة.. وهذه الأزمة كانت آثارها تمتد وتلحق بالصناعة الإسرائيلية وبالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقد أصبح هذا البترول يغطى %80 من الاستهلاك بعد أن أصبح الإنتاج الإسـرائيلى لايغطى سوى %2 من الاستهلاك، أما الـ %18 فتستوردها إسرائيل من الخارج.

والآن.. فإن الضربة التى وجهت إلى بترول سيناء قد حرمت إسرائيل من %80 من حجم احتياجاتها للصناعة وللمجهود الحربي.. وصحيح أن أصدقاء إسرائيل - كالولايات المتحدة - قد يبادرون إلى مساعدتها ولكنها أيضا تعانى نفس الأزمة وصحيح أيضا أن هناك مخزوناً من البترول.. ولكنه مخزون محدود..

ولذا.. فهذه الضربة الناجحة والموفقة تأخذ مكانها فعلاً بين المهام الاستراتيجية التى حققتها قواتنا المسلحة.

 

 

 

 

2366 عدد النصر.. بقلم العظماء أين وثيــقــة جاليلى؟!

 

أحمد حمروش

قذائف المدفعية المصرية لم تمزق السكون الذى ساد قناة السويس عدة سنين فقط، ولكنها مزقت أيضا وثيقة إسرائيلية مهمة أعدها الوزير إسحق جاليلى، لتكون برنامج - المعراخ - الانتخابى الذى يتعهد لتنفيذه خلال السنوات الأربع القادمة.

 

انتهى إعداد الوثيقة منذ أسابيع قليلة، ووافقت عليها كافة الأحزاب الصهيونية الموجودة فى الحكم.. البعض تحمس لها والبعض قبلها على أساس أنها وثيقة صالحة لمدة أربع سنوات.. يغير الزمن الأمور بعدها من حال إلى حال.

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان الوثيقة مكسبًا لأنها تضع حدًا ونهاية للنقاش العاصف داخل حزب العمل الإسرائيلى بخصوص الأرض المحتلة.. وتدعو إلى موقف علنى صريح. يتفق عليها المرتبطون فى التجمع الإسرائيلى الحاكم.

والنقاش داخل هذا التجمع كان يدور حول الشكل الذى يستمر عليه الاستعمار الاستيطانى فى أسلوب لا يعرض مستقبل إسرائيل للخطر.

ماذا تقول الوثيقة؟

تدعو الوثيقة إلى توسيع حدود بلدية القدس إلى حد يجعل بيت لحم والقدس ورام الله مدينة واحدة.. والسماح بالاستيطان فى غور الأردن حتى أريحا.. وفى مدن الجولان وشرم الشيخ، ومشارف رفح ومدينة يميت الجديدة، وابتلاع طولكرم وقلقيلية.. وتصفية اللاجئين.

وتتعرض الوثيقة بعد ذلك لإجراءات إدارية لا تخطئ العين البصيرة - أو غير البصيرة - أنها تعنى ضم المناطق المحتلة إلى إسرائيل.. لأنها تشجع توظيف رءوس الأموال الإسرائيلية فى إقامة المستعمرات ومختلف المشاريع الصناعية وغيرها فى مناطق الاستيطان الجديدة.

وهكذا اتفقت أحزاب التجمع الإسرائيلى الحاكم على تقنين ضم المستعمرات الإسرائيلية فى الأرض العربية المحتلة. وعددها 40 مستعمرة إلى مجالس بلدية إسرائيلية.. كما أعلن وزير الداخلية الإسرائيلى.. واتفقت أيضا- على حد أدنى - لرغباتها الجامحة فى التوسع.

ولكن الوثيقة التى اعتبرت ميثاقًا، لم تتوافر لها الظروف المواتية للتنفيذ.

تمزقت ولا شك مع الرد والهجوم السورى والمصرى يوم 6 أكتوبر على العدوان الإسرائيلى الغاشم.

وتبددت أيضًا مع انتصارات الردع والهجوم أحلام الصهيونيين التوسعيين الذين لم يسمحوا لأنفسهم بتصور أن الجندى المصرى أو السورى يمكن أن يقتحم ويحطم أسطورة العسكرية الإسرائيلية التى لا تقهر.. والذين لم يقبلوا الحديث عن حقوق مشروعة لشعب فلسطين.

قال موشيه ديان فى حديث مع التليفزيون الأمريكى يوم 23 أغسطس الماضى «إننا لن نعود إلى الحدود القديمة لا مع مصر، ولا مع الأردن، ولا مع سوريا».

هذه العجرفة المتغطرسة كانت سمة آراء وتصريحات الفئة الحاكمة والمؤسسة العسكرية فى إسرائيل.

فقدت الطبقة الحاكمة الإسرائيلية سلامة الرؤية التاريخية.. وصمت آذانها عن سماع كل النداءات التى ارتفعت من الأرض العربية تطلب السلام العادل.. ليس أكثر من تحرير الأرض وإقرار حقوق شعب فلسطين.

وما أظن أن شعبًا كانت له من قوة الصبر والاحتمال مثل شعوبنا العربية التى تحملت الاحتلال سنوات وما صحب ذلك من قهر نفسى شديد.. ومتاعب اقتصادية متزايدة.. وسخريات خارجية متجددة.

لم تستمع الفئة الحاكمة فى إسرائيل إلى شىء من ذلك.. ولم تستمع أيضًا إلى كلمات بعض اليهود الذين وجدوا فى تصرفات الحكومة سباقًا إلى مصير محتوم.. فلم يكن معقولًا أن يسحب العرب على هزيمتهم ستارا من الصمت والنسيان.. واعتبار ما حدث صفحة من التاريخ قد طويت بلا أثر.

آخر التصريحات والمواقف كانت من كرايسكى مستشار النمسا واليهودى الذي تعرض لاضطهاد النازى.. والذى مازال أخوه يعيش فى إسرائيل.. أغلق معسكر تجميع المهاجرين وصرح قائلا إنه يرفض ادعاء إسرائيل بأنها الدولة الطبيعية لجميع اليهود.. فهذا الادعاء يستند إلى وهم تاريخى بأن إسرائيل هى دولة من لا وطن له فى العالم.

الفئة الحاكمة فى إسرائيل كانت تهتم بالانتخابات أكثر من اهتمامها بهذه الكلمات أو غيرها.. وكان طابع المعركة الانتخابية هو التصلب فى الرأى.. والمزايدة فيما يتعلق بضم الأرض المحتلة.. حتى كانت «وثيقة جاليلى» التى أثبتت أن حكام إسرائيل قد عزلوا أنفسهم عما يدور فى العالم.. مما ألحق بهم هزائم دبلوماسية متكررة.. قرارات منظمة الوحدة الأفريقية.. ومؤتمر عدم الانحياز.. وتوالى قطع الدول الأفريقية وكوبا علاقاتها الدبلوماسية.. والتحول الواضح فى موقف الدول الأوروبية لصالح العرب.. وأخيرًا موقف الحكومة النمساوية.

كانت حركة الفئة الحاكمة فى إسرائيل مضادة فى طبيعتها لسير التاريخ.. غير مدركة لتطور الظروف المحلية والعالمية.. متجاهلة أن الإمبريالية الأمريكية التى تساندها قد بدأت تدخل مرغمة فى مرحلة سياسية جديدة.. هى التعايش السلمى وإنهاء العدوان المباشر والحروب المحلية.. وهى ما كانت لتقبل ذلك لولا ضغوط اقتصادية واجتماعية وسياسية.. وعجز واضح عن تحقيق انتصارات كاملة بقوة العدوان المسلح وحدها.

لم تأخذ الفئة الحاكمة فى إسرائيل درسًا مما حدث لأمريكا وإنما أصرت على أن تمضى فى حركتها ضد التيار التحررى المتدفق. وكانت «وثيقة جاليلى» تأكيدًا بأن المشكلة لم يعد هناك من سبيل لحلها إلا الصدام المسلح.. لم يعد الصبر والتحمل والدبلوماسية أدوية شافية.

أصبح الصدام المسلح ضرورة لا بديل لها، ولكن.. ما كان أحد يتصور أن قواتنا المسلحة على وشك الانطلاق.. فإنه من طول ما صمتت المدافع اعتقد البعض أنه قد أصابها الصدأ.. ومن كثرة ما كتب البعض من صعوبة العبور كاد الأمر يدخل فى دائرة المستحيل.. ومن كثرة ما سمعنا من مناقشات علنية عن نوعية السلاح.. اعتقد البعض أننا نحمل الدروع والسيوف.

ولكن الرئيس أنور السادات بما يملكه من رؤية.. وما يحمله من مسئولية.. وما يلتهب فى صدره من روح وطنية.. استطاع أن يحقق بقراره التاريخى برد العدوان وعبور القناة معجزة لعبت فيها قواتنا المسلحة دورًا بطوليًا خالدًا.

أكتب هذه الكلمات والمعركة تدور فى سيناء.. أحاول ما وسعنى ضبط أعصابى.. وإخضاع قلمى للهدوء.. وإننا فى هذه اللحظات المصيرية نحتاج إلى الكلمة الصادقة.. فكلمات الحماسة فى المواقف الكبيرة تضل طريقها إلى القلوب.

وطبيعة المعركة تفرض ذلك.. فنحن نخوض معركة عادلة.. عادلة. عادلة.. لا نقوم فيها بدور المعتدى.. ولكننا نرد بها على عدوان طويل.. فرضته غطرسة الفئة الحاكمة فى إسرائيل.

معركة نرد بها ردًا عمليًا على «وثيقة جاليلى».. وما تمثله وما تعنيه وما تخفيه فى سطورها من أبعاد.

وجنودنا فى سيناء يحررون أرض مصر. ويحاربون معركتها العادلة.. ويجسدون إرادة شعبها العظيم.. تساندهم جبهتنا الداخلية.. وجماهير الأمة العربية.. والأحرار فى كل مكان.

ونحن ندرك أن المعركة ليست سهلة أو يسيرة.. وندرك أيضا عظم التضحيات.

ولكننا ندرك أيضا أن دماء جنودنا ومواطنينا.. هى المداد الذى يكتب تاريخنا الحديث.

وتاريخنا بدأت فيه صفحة جديدة يوم 6 أكتوبر.. سطر كلماتها الأولى الرئيس أنور السادات بقراره الباسل الشجاع.. ويواصل جنودنا وشعبنا كتابة الصفحات المضيئة الزاهية.. التى تحول القرار إلى حقيقة تاريخية صلبة ومستمرة.

وفى هذه اللحظات التى مزقت فيها طلقات مدافعنا صمت السنين.. وهدمت أسطورة العسكرية الإسرائيلية - التى لا تقهر ! - وجعلت من «وثيقة جاليلى» قصاصة ورق لا قيمة لها.. وأعادت إلى نفوسنا الروح والأمل.

فى هذه اللحظات نذكر أن صاحب القرار الشجاع هو ابن من أبناء ثورة يوليو.. التى شقت فى مجتمعنا طريقًا جديدًا.. تدفقت منه جماهير الشعب إلى مستقبل يحمل الإنسان فيه أمله وإرادته.. رغم كثرة ما اعترض من أخطاء ومصاعب وهزائم.. دبرها لنا الاستعمار وبعض من ذبلت ضمائرهم.

ومع استمرار المعركة.. وتقديرنا لقرار 6 أكتوبر التاريخى.. وبطولة قواتنا المسلحة الرائعة.. نقول للفئة الحاكمة فى إسرائيل.. التى فرضت على شعبها هذا الموقف المؤلم:

ألم يكن من الأفضل تبنى شعار «الانسحاب الكامل ثمنًا للسلام»؟!

وإلا فإننا نسأل فى ثقة:

أين «وثيقة جاليلى».. وأين أحلام الطغاة؟!

 

 

 

 

2366 عدد النصر.. بقلم العظماء قف انتـهى الحـوار!

 

صلاح حافظ

 الآن حسم الحوار الوطنى فى مصر.

حسمه أول جندى من أبنائنا وضع قدميه على أرض سيناء.

وفى اللحظة التى مست فيها قدماه هذه الأرض.

فى تلك اللحظة فرض الجواب الصحيح نفسه على كل الأسئلة التى طرحها الحوار.

التحالف الوطني؟ أجاب على المشككين فيه رصاص أبنائنا وهو يصب كله فى اتجاه واحد، بإيمان واحد، لهدف واحد، وأجاب رصاص العدو أيضا وهو يضرب دون تمييز.. لا يختار مسيحيا دون مسلم، ولا ينتقى فئة دون أخرى، ولا يفتش فى عقول ضحاياه قبل أن يغتالهم.

 

المتغيرات الدولية؟ تحددت ملامحها مع الطلقة الأولى، العدو مازال عدوا، والصديق مازال صديقًا، سلاح أمريكا يكسب الوقت لإسرائيل، وسلاح الاتحاد السوفيتي يكسب الأرض للعرب، معنا  العالم الاشتراكى بدرجات متفاوتة، 

وضدنا الولايات  المتحدة الأمريكية علي طول الخط، وبعض دول العالم الرأسمالى بدرجات متفاوتة، لا شيء تغير فى خريطة الصراع العالمى، أو دوافعه، أو أهدافه وإنما تغيرت فقط وسائله وأسلحته.

الجبهة الداخلية؟ لم يعد مبرر للجدل حول أسلوب تعبئتها، فالخطوة الأولى على أرض سيناء أنجزت هذه المهمة.

تفسير الميثاق؟ على أرض سيناء فسره اتجاه طلقات الرصاص من الجانبين، كان رصاص العدو مصوباً إلى الحرية والاشتراكية والوحدة، ورصاصنا مصوباً إلى الاستعمار والاستغلال والعنصرية.

كان رصاص العدو يضرب فينا السد العالى، والإصلاح الزراعى، والتصنيع والتأميم، والقطاع العام، ويقظة الفلاحين والعمال.. ورصاصنا يضرب فى العدو التمييز العنصرى، والفاشية العسكرية، والتعصب الدينى.

وقد أثبت التاريخ أنه حين يتعلق الأمر بوثيقة سياسية، فإن أصدق تفسير لها هو ذاك الذى تحدده طلقات الرصاص. فلسفتنا القومية؟ مع أول خطوة لأبنائنا على أرض سيناء برز وجهها الصحيح.

سقط الحاجز المفعل بين تراثنا وثقافتنا وبين تراث العالم وثقافته، فلم يعد غريبًا أن يعرض التليفزيون العربى فيلماً عن معركة ستالنجراد أثناء احتدام القتال شرقى السويس، ولم يعد غريباً أن حمى الكتاب العرب شاعر شيلى الشهيد «بابلو تيرودا» بنفس الكلمات التى حيوا بها شهداءنا على أرض سيناء، فى لهيب المعركة بدا واضحاً أن القضية واحدة، والتراث واحد، وأن فلسفة الثورة العالمية هى الرصيد الطبيعى لفلسفتنا القومية.

دورنا فى التاريخ؟ حتى هذه القضية حسمها المقاتل الذى خطا أول خطوة على أرض سيناء، فهو بهذه الخطوة قد حمل عن العالم - وليس عن العرب وحدهم - عبء التصدى لفاشية جديدة لم ينتبه إليها بعد، فاشية هزمها العالم فى ألمانيا وإيطاليا منذ ربع قرن، لكنها عادت من جديد تطل برأسها تحت اسم الصهيونية وتمارس نفس الأساليب، وعلى نفس النطاق.

ماذا بقى يا ترى من قضايا الحوار الوطنى لم تحسمه الخطوة الأولى على أرض سيناء؟

فى اعتقادى أنه لم يبق  شيء.

شكراً للمقاتل المجهول الذى لم يشارك فى هذا الحوار بكلمة، لكنه حسمه بخطوة.

وشكراً للمقاتل القائد، الذى قال كلمته فى الحوار بأمر حاسم أصدره من مقر القيادة: اعبروا القناة!