الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مسابقات جديدة ومئويات وتكريمات مستحقة: فى الإسكندرية لا تزال المهرجانات ممكنة

«هذا البحر (الجسر) الذى يفصل بين شعوب الجنوب والشمال، ويربطها أيضا برباط أبدى» هكذا وصفت وزيرة الثقافة «د.إيناس عبدالدايم» بحر مدينة الإسكندرية، والتى شهدت على مدار ستة أيام فعاليات الدورة الـ37 من عمر مهرجان الإسكندرية لأفلام دول البحر المتوسط، والتى شارك بها أكثر من 86 فيلمًا، وشهدت ما يزيد على عشر ندوات للفعاليات والمكرمين. حيث استطاع صناع المهرجان تحدى ظروف الكورونا والإجراءات الاحترازية وغيرها من الأمور بإقامة دورة كاملة متضمنة أغلب الضيوف الأجانب والعرب. 



 

ورغم حدوث بعض التغيرات وسوء التنظيم فى الأيام الأولى للمهرجان، إلا أنه استضاف أكثر من 87 ضيفًا من خارج مصر، بينما تم تأخير حضور وفد السينما السورية مما أرجأ موعد الاحتفاء به وبتكريم النجم السورى القدير «دريد لحام»، إلى حفل الختام.

 

125 سينما ومسابقات جديدة

اهتمت إدارة المهرجان بإقامة أكثر من فاعلية للاحتفاء بمرور 125 سنة على العرض السينمائى الأول بمصر والذى كان فى مدينة الإسكندرية، وذلك بداية من خلال حفل الافتتاح الذى شهد استعراضًا من إخراج «محمد مرسى»، حول أهم لقطات السينما المصرية والعلامات المختلفة بها، كما تم إقامة معرض لأهم الصور والأفيشات التى تم إنتاجها فى أوائل العروض السينمائية التى انطلقت من مدينة الإسكندرية تحديدًا.

كما تم إصدار كتب للاحتفال بمئوية عدد من رموزنا السينمائية وهم: (كمال الشناوى - الدونجوان والشرير والكوميديان) تأليف «وليد سيف»، (محمد رضا - معلم السينما المصرية) تأليف «طارق مرسى»، والذى يتضمن مسيرة الفنان الراحل على مدار أكثر من نصف قرن، حيث شكل «رضا» مدرسة خاصة فى عالم الضحك، بالإضافة إلى كتاب الناقد «طارق الشناوى» عن مشوار المخرج الكبير «عاطف سالم» السينمائى يتضمن مقالات نقدية عن أفلام المخرج الكبير ومسيرته الإبداعية.

كما أصدر المهرجان 16كتابًا عن المكرمين ورموز العمل السينمائى، ومن أبرزهم (على بدرخان - الثائر) تأليف «ميرفت عمر»، (عمر عبدالعزيز - النقد شفاه تبتسم) تأليف «أحمد سعد الدين»، (خالد الصاوى - وجوه وهوامش) تأليف «ناهد صلاح».

ومن جانب آخر اهتم المهرجان بإقامة برنامج خاص بدولة اليونان، ضيف شرف المهرجان، لما لها من تاريخ سينمائى عريق. أيضا احتفى المهرجان باسم المخرج العالمى «لويس بونويل» بحضور كل من السفيرين الإسبانى والمكسيكى.

وحول المزيد من التفاصيل وفعاليات المهرجان صرح رئيس المهرجان «الأمير أباظة» لـ«روزاليوسف» قائلًا: «اخترنا قائمة مميزة هذا العام من المكرمين والذين أثروا فى السينما والفن ولديهم تاريخ كبير يستحقون عليه التكريم، وقد قمنا بمنحهم حق اختيار الأعمال المعروضة لهم بالدورة ،حيث اختار الفنان «خالد الصاوى» فيلمه الأخير (للإيجار)، بينما أختارت الفنانة سلوى خطاب فيلم (عفاريت الأسفلت)، وتم عرض فيلم (الجوع) للمخرج «على بدرخان»، و(حبيبى دائمًا) للكاتبة الراحلة «كوثر هيكل»، و(ضحك ولعب وجد وحب) لمدير التصوير «طارق التلمسانى»، وفيلم (كلام فى الممنوع) للمخرج «عمر عبدالعزيز. أيضا أضيفت للمهرجان هذا العام مسابقة «أفلام الطلبة» والتى شهدت إقبالاً كبيرًا للتقدم إليها، وهى خاصة بطلاب السينما بمدينة الإسكندرية».

 إجراءات احترازية وزيادة عدد السينمات

كانت الإجراءات الاحترازية للحفاظ على ضيوف المهرجان من أهم الشروط هذا العام. وقد أشار «أباظة» أن العام الماضى كانت موجة كورونا أسوأ ،وأكبر دليل على نجاح المهرجان فى الحفاظ على سلامة الضيوف، أنه لم يتم تسجيل أى حالة كورونا بعد انتهاء الفعاليات على عكس المهرجانات الأخرى.

وعن التخوفات من الإقبال الجماهيرى على عروض المهرجان أكد «أباظة» أن جمهور السينما قد عاد إليها هذا العام بقوة مضيفًا: «الجمهور متحمس للسينما وبعد الإقبال الذى شهدناه فى العام الماضى، أتحنا فى هذه الدورة للجمهور مشاهدة أفلام المهرجان مجانًا بعدد من دور العرض المهمة بمدينة الإسكندرية».

60 فيلمًا.. وفيلم مصرى طويل

شهدت الدورة الأخيرة للمهرجان مشاركة أكثر من 60 فيلمًا فى مسابقات المهرجان المختلفة، وذلك من عدة دول. حيث شارك 13 فيلمًا بمسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط، منها فيلم مصرى واحد هو (وش القفص) للمخرجة السكندرية «دينا عبدالسلام». وتدور أحداثه فى إطار من الكوميديا السوداء حول محاولة مجموعة من العاملين بأحد مصانع المربى بالإسكندرية للخروج من ضائقتهم المالية لتتعقد الأمور بشكل أكبر وتتداخل مصائرهم.

بينما تم عرض 9 أفلام بمسابقة الأفلام الطويلة العربى المتوسطى لدول البحر المتوسط من بينها الفيلم المغربى (جرادة مالحة) والذى يعتبر عرضه الأول فى الوطن العربى، حيث قال مخرجه المغربى القدير «إدريس الروخ» لـ«روزاليوسف» أنه اختار مهرجان الإسكندرية دون غيره لانطلاق فيلمه منه عبر العالم العربى، وذلك لقيمة مدينة الإسكندرية الكبيرة فى قلبه لأنه عاش بها لمدة 3 سنوات، كما أنه يعلم أن جمهور الإسكندرية متذوق جيد للفن، وأفكاره قريبة من أفكار الشعوب التى تسكن على البحر المتوسط وكأن فكرًا وحلمًا واحدًا يجمعهم.. الفيلم فانتازيا سياسية يتناول كيفية قيام منظمة دولية خفية باستدراج سيدة ومسح ذاكرتها وإعادة بناء معلوماتها وتشكيلها لتكون سياسية ناطقة بلسانهم.

بينما شارك 17 فيلمًا بالمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة و13 فيلمًا بمسابقة الطلبة المستحدثة. وقد لقت عروض الأفلام إقبالًا معقولاً ،وخاصة أن العروض كلها كانت مجانية.

 معوقات وكواليس

يرى «الأمير أباظة»، إن المهرجانات دائمًا فى حاجه للدعم المادى الكبير بجانب ما تحصل عليه من وزارة الثقافة والجهات المختلفة، ولكن رغم قلة الميزانية إلا أنه يبذل كل الجهد ليخرج دورة ناجحة ومميزة. وأكد أن ميزانية المهرجان هذا العام هى نفس القيمة المادية التى حصل عليها المهرجان العام الماضى وهى مليون و600 ألف جنيه، وذلك رغم استضافة عدد كبير من الضيوف العرب والأجانب هذا العام.

أما عن تنظيم المهرجان فقد شهد حفل الافتتاح وبعض الفعاليات فى الأيام الأولى عدة أزمات منها تغيير مكان حفل الافتتاح قبل انطلاق المهرجان بأيام قليلة، حيث كان من المقرر إقامته على مسرح مكتبة الإسكندرية ،ولكن المكتبة اعتذرت مما جعل إدارة المهرجان تختار قاعة مفتوحة بأحد الفنادق الكبرى وهو ما كان أكثر ملائمة للإجراءات الاحترازية.. وأثناء حفل الافتتاح اعتذر عدد من المكرمين عن الحضور بسبب انشغالهم أو مرورهم بظروف صحية، وعلى رأسهم مدير التصوير الكبير «طارق التلمسانى» والذى تسلم عنه الجائزة صديقه «د. محسن أحمد»، بينما حدث خلاف قبل بدء حفل الافتتاح بسبب عدم توفير مقعد للمخرج الكبير «عمر عبدالعزيز» مما جعله يغادر القاعة قبل تسلم تكريمه، وهذا ما جعل أخيه الأكبر المخرج القدير «محمد عبدالعزيز» يتسلم التكريم نيابة عنه.

كما تأخرت الفنانة «نسرين أمين» التى كانت من المفترض أن تقدم حفل الافتتاح، بعد أن استغرقت وقتًا طويلاً فى الاستعداد للصعود إلى المسرح، فاستعانت إدارة المهرجان بالإعلامية «رشا سليمان» زوجة المخرج «هانى لاشين» لإنقاذ الموقف، إلى أن ظهرت «نسرين» فى الربع الأخير من الحفل وصعدت على المسرح لتقدم ما تبقى منه.

ولكن من ناحية أخرى أكثر إشراقًا، شهدت ندوات المكرمين إقبالاً كبيرًا من الفنانين. ففى ندوة الفنان «خالد الصاوى» تحدثت الفنانة «إلهام شاهين» عنه ووصفته بالجنون، مؤكدة أنها تؤمن بمقولة «الفنون جنون» وأنه مليئ بالمواهب الفنية الجبارة حتى أنه يصل لمرحلة الجنون فى الأداء والتوحد مع الشخصيات مما يثير إعجابها ودهشتها هى شخصيًا. بينما خصت الفنانة «سلوى خطاب» فى حديثها بجزء عن المخرج الراحل «أسامة فوزى»، حيث قالت إنها مدينة له بتغيير مجرى الأدوار التى تقدمها بعد اختياره لها فى فيلم (عفاريت الأسفلت) مؤكدة أنها كانت تدعمه لأن فكره عبقرى ومختلف وبالفعل أحدث فارقًا كبيرًا بأعماله فى تاريخ السينما المصرية.