الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كدهوّن!.. صديقى الخفى

كدهوّن!.. صديقى الخفى

عادة لا أهتم كثيرا أو قليلا بالرسايل التى تأتى لى عبر بريد الـFacebook خاصة وأن أغلبها رسايل عامة وجاهزة التحضير وترسل للجميع الأصدقاء بدون تمييز وفى نفس الوقت للتهنئة بالأعياد أو للدعوة للتفاؤل والتأمل أو أشياء أخرى أقل أهمية وكدهون إلا أن الأمر اختلف مع هذه الرسالة المبهمة التى أرسلها صديق على الفيسبوك ولا أعرفه شخصيا ولكنها أثارت فضولى وبعض مخاوفى نظرا لغموضها وغموض من أرسلها وكدهون..



 حيث طلب صاحبها التواصل معى لأمر مهم يخصنى شخصيا ولا يستطيع البوح به فى هذه الرسالة خوفا من أن تقع فى أيادى من لا ترحم (هى حصلت من لا ترحم) فيحدث ما لا يحمد عقباه على حد قوله وكدهون فأخذت نفسا عميقا جدا وتجرعت كوبا من القهوة وأخذت أقرأ الرسالة مرات ومرات ثم أخدت أفكر وأفكر دون أن أصل لأى نتيجة محددة تجاه صاحب هذه الرسالة إلا أن حاستى السادسة طمأنتنى وقالت لى أنه غالبا نصاب أو يستخف دمه بدون سابق معرفة تبرر له مثل هذه التصرفات السخيفة وكدهًون قررت تجاهل الرسالة وكأن شيئًا لم يكن وتشاغلت بتصفح بعض الأخبار العامة والخاصة إلا أن شيطانى وقف لى بالمرصاد وأخذ يزن ويزن ويوسوس بأذنى بما هو أسوأ مما توقعت (وخصوصا وأن على راسى بطحة ولدى أخطائى مثل باقى الرجال) فربما توصل هذا المجهول لمعلومات خاصة أو أسرار قديمة قد تضرنى الآن أو تجعله يطمع فى الحصول على بعض الأموال حتى يصمت أو يختفى بمعلوماته وكدهون كل هذه الأفكار السوداء لعبت بأعصابى وأثارت مخاوفى من ذلك المجهول الذى يراسلنى بمنتهى الثقة ما جعلنى أعود مرة أخرى لهذه الرسالة اللعينة وأرسلت له ردًا مختصرا حاولت فيه أن أتقمص شخصية الرجل الحكيم الهادئ كى لا أظهر له مقدار قلقى منه فقلت له؛ لم أتمكن من استيعاب رسالتك وما الغرض منها بالضبط؟ رسالتك غير واضحة يا صديقى وربما وصلت لى بالخطأ؟ فقال لى على الفور وكأنه كان جالسا بجوار جهاز الكمبيوتر الخاص به وينتظر ردى الساذج هذا (فلقد وقعت فى الفخ إذن) بالعكس يا أستاذ منعم لا يوجد أى خطأ فأنا أقصدك أنت برسالتى هذه لأنى فى نهاية الأمر مجرد فاعل خير (قديم اوى الراجل ده) وخائف عليك وعلى استقرار حياتك من الخطر الذى يحيط بك دون أن تشعر وكدهون نجح هذا الصديق المخفى فى إثارة فزعى والتسلل من ثغراتى ليشتت تركيزى رغم محاولاتى المستميتة لإخفاء ما أشعر به من قلق وخوف  حتى لا يتمادى فى لعبته السخيفة وكدهون عدت إليه برسالة جديدة أقول له: لا داعى لاستخدام هذا الأسلوب الغامض وكأننا بصدد فيلم سينمائى أرجوك توضح ماذا تقصد بالضبط وأى موضوع هذا الذى يهدد استقرار حياتى؟ فقال لى: أتمنى ألا تغضب منى وأن تأخذ حديثى على محمل الجد أنا أريد أن أحذر حضرتك من موضوع شخصى وخطير جدا (مؤثر أوى ابن الإيه) خاصة وأنه يستخدم معى أساليب مصطلحات مخابراتية عتيقة من تحذير وغموض وأكشن وتهديد من مجهول وأنا راجل قلبى خفيف بطبعى وأخاف من خيالى فما بالك من تهديد وكدهون واستكمل حديثة وقال: فلقد علمت بالصدفة بأن أحدهم يعبث خلفك... فنظرت سريعا خلفى بشكل تلقائى فلم أجد غير زوجتى العزيزة تجلس بهدوء وبراءة الأطفال فى عينيها تلعب جيم على هاتفها المحمول دون أن تلتفت لى (بس ده ما منعش أن الفار يلعب فى عبى تجاهها ) بدأت أشك فى أن من يحدثنى على بريد الـ Facebook ما هو إلا زوجتى ذات نفسها ومتخفية فى أكونت رجل غامض للتمويه وإحكام مراقبتها لى (فهى تهوى الطبيخ والتطريز وفنون المراقبة) ولكن بماذا ستستفيد من هذه المغامرة الساذجة وأى شىء تبحث عنه هذه المرة؟ هل هى مجرد محاولة لاستدراجى لاعترافات مجانية بخيانتها بدون أن يكون معها أى دليل؟ وكدهًون ولكى أحسم أمرى معه أو معها ولأن الحرب خدعة ففاجأته برغبتى فى الحديث معه مباشرة عبر الهاتف المحمول فإذا كان من يراسلنى هو زوجتى فسوف تهرب وربما يختفى إلى الأبد (ويبقى ضربت عصفورين بحجر واحد) إلا أن هذا الملعون قد وافق على الاتصال بى من هاتفه بدون تردد (واثق من نفسه) جعلنى أعيد النظر إلى زوجتى لأتأكد من براءتها هذه المرة وبالفعل جاء صوت رجل أجش أقل غلظة من صوت زوجتى عندما تنفعل وتصرخ فى وجهى وقت الخناقات وكدهون خيالى راح فى سكة اللى يروح ما يرجعش وبصوت مبحوح قلت له خير إن شاء الله حضرتك مين؟ تعرفنى منين وبتخذرنى من إيه؟ فتقمص ذلك المجهول شخصية رأفت الهجان وقال لى بصوت منخفض إلى حد ما: مش عايزك تقلق يا أستاذ منعم بس كان واجب علىَّ أحذرك.. فقلت له وقد نفد صبرى أرجو الدخول فى الموضوع بدون مقدمات لا داعى لها..  فقال لى؛ أنا كنت جالس مع بعض الأصدقاء المشتركين بينى وبينك، فقاطعته صارخا: أصدقاء مين دول؟ فرد بسماجة: اعفينى من ذكر أسمائهم حتى لا يصيبنى أذاهم (هو الموضوع وصل للأذى) ولكنهم كانوا يتحدثون عنك ويقولون إن فلان (اللى هو أنا) اتجوز على مراته (اللى هى مراتى) فاستكمل حديثه ضاحكا أنا قلت لنفسى اتصل بك أبارك لك على الجوازة السرية وأحذرك أن المعلومة هاتوصل لمراتك فى ظرف يومين (يبارك ويحذر فى بروجرام واحد)... فقلت له بالتأكيد حضرتك بتهزر أو بتسخر منى وفى الحالتين سأضطر لإنهاء المكالمة وإلغاء صداقتك أيضا وكدهون وقبل أن أتحرك من مكانى كانت زوجتى تقف بجوارى وتخطف سماعة الهاتف من يدى بمنتهى العصبية وتستعد لدخول معركتها المصيرية مع ذلك المجهول وهى تصرخ فى أذنه بتقول مين اللى هايتجوز يا جبان وهايتجوز مين بالضبط؟ ما تنطق بدل ما أسود عشتك هايتجوز هبة اللى شكل الصرصار ولا سمر اللى زى البرص؟ فقال لها بخوف حقيقى أنا مؤلف جديد وكنت أرغب فى لفت نظر أستاذ منعم لموهبتى بشكل درامى.. إلا أن زوجتى صرخت بأعلى صوتها خلى عندك الشجاعة ورد علىّ قولى اسمها بدل ما أخليك تنطق غصب عنك أنا معايا رقمك وهابلغ عنك الشرطة وهاتهمك بمعاكستى وإنك دائم التحرش بى على الفيسبوك وكدهون لقد وقع ذلك المجهول فى يد من لا ترحم مما أفقده القدرة على النطق نهائيا بينما أنا أنظر إليها فى رعب وأردد بشكل هستيرى وربنا ما تجوزت عليكى يا حبيبتى وكدهون هو اللى يتجوزك يفكر يتجوز تانى يا روح منعم.