الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

11 عاما من الصمود والحلم بالتوسع رغم الميزانية المحدودة: مهرجان بلا ضجيج لـ«مسرح بلا إنتاج»

11 عامًا من الاستمرار كانت كافية لتصنيف مهرجان «مسرح بلا إنتاج الدولى» من أهم المهرجانات المسرحية بمصر، والتى تعمل على دعم الشباب والمبدعين من جميع الأعمار؛ خصوصًا أن فكرته الأساسية تقوم على أساس إتاحة الفرص للفرق المسرحية من المتميزين لعرض أعمالهم أمام جمهور كبير والمنافسة من مختلف دول العالم، ولكن شرطه الأساسى والذى يميزه عن أى مهرجان مسرحى آخر هو عدم اعتماد العرض على إنتاج ضخم أو أن يتم توصيل الفكرة والعمل بأقل التكاليف الممكنة.



فلا نجد عناصر الإنتاج المبهرة بقدر ما نستمتع بعمل فنى مميز.

وقد أنطلقت الأسبوع الماضى فعاليات الدورة الحادية عشرة من عمر المهرجان والتى أستمرت لمدة 5 أيام شملت العديد من الأعمال التى تم اختيارها من مختلف الدول وأيضًا مجموعة من المحاور الفكرية والورش الفنية المختلفة، وحملت الدورة اسم نقيب الممثلين الفنان د.«أشرف زكى».

 تحدٍ مختلف

بعد نجاح الدورات العشرة الماضية قرّر د.«جمال ياقوت»، مؤسّس المهرجان، الاعتذارَ عن رئاسته.. وذلك بعدما قام ببناء أسُسه وتطويره واستقطاب جمهور الإسكندرية المسرحى والمعروف بحبه للفن والإبداع. وقام بإسناد المهمة للمسرحى «إبراهيم الفرن» والذى كان يعمل كمدير فنى بالمهرجان؛ حيث إنه مُلم بكل تفاصيله وليس غريبًا عنه.. وقرّر «الفرن» قبول التحدى باستحداث مجموعة من الندوات أو المحاور الفكرية التى يتم تقديمها لأول مرة كنوع من أنواع الدعم الفكرى لصناع الفن المسرحى والموهوبين. وأول هذه المحاور كان عن فن اكتشاف المواهب الشابة من خلال ندوة فكرية مع صانع النجوم د.«خالد جلال»، بينما تم اختيار الممثل السينمائى «أحمد تمام» لمناقشة طريق الممثل المسرحى إلى الكاميرا وكيفية الانتقال ما بين مرحلة التمثيل المسرحى والسينمائى. وآخر تلك المحاور مع د.«أبوالحسن سلام» ود.«أيمن الخشاب» عن المؤسّسات التعليمية والمسرح العربى.

ونفى «الفرن» ما تردد حول ترك د.«جمال ياقوت» للمهرجان، مؤكدًا فى تصريحاته لـ«روزاليوسف» أن د.«جمال» الرئيس الشرفى للمهرجان وكل ما يتم من تجديدات وترتيبات ما هى إلا استكمالاً للمسار والنجاح الذى أقامه الأخير بالمهرجان، وأن إدارة المهرجان تسير على نهج التجدد والتغيير وكل ما يخدم الإبداع؛ خصوصًا أنه تم اختيار الفنان «أمير صلاح الدين» لإقامة ورشة الارتجال المسرحى بعنوان «ارتجال فى المخ» والتى شهدت إقبالاً كبيرًا وتم إغلاق باب التقدم لها بعد ساعات معدودة من الإعلان عنها.

وأضاف الفرن قائلاً: «قرّرنا هذا العام إهداء الدورة للفنان د.«أشرف زكى»؛ لتكون المرة الأولى التى تتم إقامة الدورة لتحمل اسم أحد المبدعين الأحياء؛ حيث جرت العادة على تكريم الكثير من المبدعين الراحلين ويتم إهداء الدورة باسم أحدهم. ولكن هذا العام تم اختيار د.«أشرف زكى» وفقًا لعدة أسباب أهمها أنه من المهم أن يتم تكريم المبدع فى حياته ورؤيته الاحتفاء الذى يليق به، كما أن لـ د.«زكى» مواقف نبيلة وقوية مع أغلب الفنانين وقيامه بدور النقيب يتم على أكمل وجه. بالإضافة إلى إبداعاته الفنية فى المسرح وغيره.

كما تم تكريم الراحل «خلف أحمد» سكرتير قسم الدراسات المسرحية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية بحفل الافتتاح تقديرًا لجهوده طوال سنوات عمله،وسندباد المسرح السعودى«إبراهيم عسيرى»، والمخرج «محمد طايع»، والفنانين «خالد محروس» و «عصام عمر».

 إقبال سكندرى كبير

أقيمت فعاليات الدورة الجديدة فى الفترة من 22 إلى 26 أغسطس الجارى، ويُعتبر هذا المهرجان من أكثر المهرجانات المسرحية التى تشهد إقبالاً جماهيريًا من جمهور الشباب؛ حيث إن إدارة المهرجان تقدم استبيانًا حول الحاضرين بكل عام، وقد تم تسجيل ما يزيد على 12 ألفًا من الحاضرين بالدورة الماضية. وهذا على الرغم من قلة سُبل الدعاية والاهتمام الإعلامى بالمهرجان.

ومن أهم المشكلات التى تقابل المهرجان هو ظرف فيروس «كوفيد-19» وما نتج عنه من مشكلات عالمية تعوق الفرق من الحضور وتقديم أعمالها على خشبة مكتبة الإسكندرية؛ حيث أعلن «الفرن» أن جائحة الكورونا أثرت عليهم بشكل كبير مثل أى مهرجان دولى.. مؤكدًا أن الإقبال العالمى هذا العام قد وصل إلى إرسال 42 دولة لأعمالها وعرضها على لجنة المشاهدة.. ورغم كون أغلب تلك الأعمال جيدة وترتقى للمشاركة والمنافسة؛ فإن عددًا كبيرًا منها قد قام بالاعتذار بسبب الإجراءات الاحترازية المشددة للسفر.

وأضاف «الفرن» قائلاً: «جائحة الكورونا أثرت علينا ونحاول التعامل معها لإقامة دورة ناجحة رغم الظروف. 

 

عروضً عالمية ومصرية

وقد أعلنت إدارة المهرجان أن لجنة المشاهدة المكونة من الفنانين «سعيد قابيل، سامح الحضرى، محمد ميزو، إسلام عوض وأحمد سمير» قد اختارت ثمانية عروضً من مختلف الدول منها، العمانى (مدق الحناء)، الفلسطينى (شرشوح)، الأردنى (ليلة الأنحوتة)، ، الليبى (عجاف)، والسعودى (رقصة الموت) الذى تم اختياره كعرض الافتتاح.

بينما يشارك بهذه الدورة 3 عروض من مصر، اثنان منها من إنتاج المعهد العالى للفنون المسرحية وهما (الوردة والتاج) للمخرج «إبراهيم أشرف» و(المتجول) للمخرج «إسماعيل إبراهيم»، وأخيرًا (الشاهد) إخراج «إيهاب جابر» إنتاج فرقة الصرخة. وقد حرصت إدارة المهرجان على تنوع مصادر تمويل العروض قليلة التكلفة ما بين الحكومى والفرق الخاصة حتى يتم إتاحة أكبر قدر من الفرص للشباب المشاركين.

أمّا لجنة التحكيم فتضم فى عضويتها كلاً من د.«هانى أبوالحسن»، والفنان «حمزة العيلى» من مصر، والفنان «فتاح دويرى» من ألمانيا، والسينوغراف «أنيس الطعلوش» من تونس، والفنان «إبراهيم القحومى» من الإمارات.

وكان ضمن مخططات إدارة المهرجان لهذه الدورة أن يتم إقامة حفل استقبال لكل فرقة أجنبية ويقام على كورنيش الإسكندرية بحضور أعضاء الفرق وارتداؤهم زى بلدانهم الرسمى، ولكن ظروف فيروس الكورونا وازدحام شواطئ الإسكندرية بالمصيفين حالت دون اكتمال الفكرة وتنفيذها. بينما يحلم عدد من الفرق المشاركة بالمسرحيات قليلة التكلفة بانتشار عروض المهرجان لتقام بأكثر من محافظة بجانب الإسكندرية؛ خصوصًا أن تاريخ المهرجان يسمح له بتلك الخطوة.. ولكن نفى رئيسه «إبراهيم الفرن» إمكانية حدوث ذلك، مؤكدا أن المهرجان يعتمد على ميزانية قليلة التكلفة مما يجعل من الصعب التنقل بين المحافظات ببعض العروض.. مضيفًا أنه كان يتمنى أن يتم إقامة فعالياته فى فترة أطول لاستقبال عروض وجماهير أكثر ولكن ظروف التمويل والميزانية حالت دون ذلك.

وقد أقيمت فعاليات المهرجان المختلفة بمسرح مكتبة الإسكندرية ومسرح ليسيه الحرية بالإسكندرية، ومسرح قصر ثقافة الأنفوشى.