الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بأغنيتين فقط يشعل صيف 2021: وائل كفورى.. والعودة القوية

مع حلول إجازة فصل الصيف وذهاب الجمهور إلى الشواطئ والأماكن السياحية، صدرت العديد من الأغانى فى الوطن العربى لكبار نجوم الغناء كمحاولة منهم لاستغلال هذه الأجواء لرواج أعمالهم الفنية. وهذا الموسم، إذا أردنا أن نضع له عنوانًا فسوف نجد أن «غزارة الإنتاج الموسيقى» هو العنوان المناسب، ففى فئة أغانى البوب سنجد «عمرو دياب، حسين الجسمى، نانسى عجرم، تامر حسنى، سميرة سعيد، وائل كفورى، رامى صبرى، محمد حماقى، أنغام، فريق واما، وروبى» والقائمة تمتد، ولا تزال الأغنيات تصدر بشكل متلاحق.



ورغم غزارة كل هذا الإنتاج الغنائى حتى الآن، إلا أننا لا نستطيع أن نصف أى أغنية صادرة من كل هؤلاء الأسماء بأنها أغنية الصيف، أو هى المسيطرة على الأجواء، وهى الأكثر انتشارا بين الجماهير.

ولكن فى حقيقة الأمر هذا ليس له أى علاقة بالمحتوى الفنى، فكل الأغنيات الصادرة تتمتع بحد أدنى من الجودة الفنية، من حيث الكلمات والألحان والتوزيعات الموسيقية المستخدمة، وربما يكون السبب فى ذلك هو حالة التشبع لدى الجمهور من الاستماع إلى نفس المواضيع العاطفية، وعدم وجود عمل فنى قادر على لفت الانتباه وإثارة الدهشة.

والدليل على ذلك أغنية (البنت القوية) لـ«وائل كفورى»، من كلمات وألحان «سليم عساف» ومن توزيع «عمر صباغ»، ورغم وصولها إلى أكثر من 39 مليون مشاهدة بعد مرور شهر على صدورها، وهو رقم جيد للغاية، ولكنه ليس معبرًا عن حالة انتشارها الجماهيرى، ولكنها معبرة عن حالة اشتياق الجمهور لصوت «وائل كفورى» نفسه وغيابه عن الساحة الفنية لفترات طويلة.

وفى هذه المواقف ليس مطلوبًا من الفنان أن يأتى بأعمال تحمل طابعًا ثوريًا، يكفى فقط العودة والتواجد من جديد مع الجمهور بالشكل الذى تعودوا عليه من الفنان صاحب العمل، وهذا ما حدث مع وائل كفورى فى (البنت القوية)، وقبل ذلك مع «محمد ثروت» فى أغنية (يا مستعجل فراقى).

ولكن أغنية (البنت القوية)، كشفت لنا بالدليل القاطع حالة الازدواجية التى يتعامل بها أغلب النقاد والإعلاميين والصحفيين مع الأعمال الفنية الصادرة، وأنه لا يوجد لدى الكثيرين معيار واحد ثابت على الأشياء، وأن الأمور تختلف حسب حب الناقد أو الإعلامى أو الصحفى للفنان صاحب العمل، والدليل على ذلك عندما صدرت أغنية (بنت الجيران)، لـ«حسن شاكوش وعمر كمال»، والتى كانت فى الأساس إعادة تقديم للحن أغنية (حاجة مستخبية) للملحن «مدين» والتى قدمها «محمد حماقى»، وانتشر المهرجان بجملة «سكر محلى محطوط على كريمة»، وكان هذا المقطع «ترند» لشهور طويلة على منصات مواقع التواصل الاجتماعى، وصاحبه سخرية كبيرة من الإعلاميين والنقاد والصحفيين، ونجد الآن نفس النقاد والصحفيين والإعلاميين فى حالة صمت شديد عندما قال «وائل كفورى» فى أغنيته الأخيرة «يا ويلى من حبه سكر على مربى»!!.

هناك أيضا عامل ساهم فى انتشار أغنية (البنت القوية) لا نستطيع إغفاله، وهو حالة هوس أغلب الفتيات حاليًا بالرجل المحافظ على جسده بشكل رياضى رغم تقدم العمر به، وانتشار الشعر الأبيض فى رأسه، ويكفى أن نقوم بالبحث بجملة «شوجر دادى» لنجد آلاف التعليقات من الفتيات، التى يصاحبها «ميمز»، و«كوميكس» و«فيديوهات»، تتحدث عن جاذبية ووسامة الرجل الأربعينى وهو ما يتطابق بشكل كلى مع حالة «وائل كفورى» فى الكليب.

هذه الحالة المصاحبة لصدور (البنت القوية) من ضجة وانتشار، ربما تكون هى الدافع الرئيسى للشاعر ورئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية «تركى آل الشيخ»  ليقوم بصناعة «ديو» مع الفنانة الكبيرة «أنغام» بعنوان (برضه بتوحشنى)، وهذا يظهر لنا من خلال طريقة عرض الأغنية، فلم تصدر صور تجمع بين الثنائى، وأيضا كليب الأغنية عبارة عن صور منفصلة لكل واحد منهما، وهو ما يؤكد أنه صنع حديثا، ولم يكن مرتبا له من قبل، وربما لم يجتمعا سويًا «أنغام» و«وائل كفورى» أثناء صناعة الأغنية!

على المستوى الموسيقى، (برضه بتوحشنى)، من توزيع «نادر حمدى» استخدم بها الـ«latin music»، وهو يجيد صناعة هذا الشكل، وحقق به نجاحات كبيرة للغاية من خلال عمله كموزع موسيقى مع كبار المغنين مثل «عمرو دياب» و«سميرة سعيد» وغيرهما الكثير، وما أعطى للتوزيع زخمًا موسيقيًا أيضا هو الأداء المتميز لمجموعة الوتريات بقيادة المايسترو «هانى فرحات»، بل إن أهم ما يميز قوة هذا العمل بشكل رئيسى هو التواجد «الحى» للآلات الموسيقية، مثل «بركشن، إيهاب فاروق»، و«جيتار، شريف فهمى»، و«باص، أحمد رجب»، خاصة أن أغلب الأغانى التى نستمع إليها مؤخرا، يتم فيها استبدال الآلات الموسيقية بأجهزة الصوت وبرامج التوزيع الموسيقى.

أيضا الشاعر «تركى آل الشيخ» كان موفقًا فى كتابته للأغنية ومراعاة أنها تجسد حوارًا ثنائيًا بين رجل وأمرأة، فاستمعنا إلى «أنغام» وهى تتحدث كأنثى وتقول «عوضنى»، ويرد عليها «وائل» كرجل ويقول «وحشتينى»، فى حين أن أغلب أغنيات الديو التى تجمع بين مغنٍ ومغنية تتحدث غالبًا بصيغة المذكر، ولا نستطيع أن نغفل أيضا دور الملحن المفضل لدى «تركى آل الشيخ»، والذى يثبت فى كل تعاون له أنه أفضل من يستطيع صياغة جمل لحنية لكلماته.

ولكن لا تزال لدينا إشكالية كبرى فى طريقة صناعتنا للأغانى المشتركة، حتى ولو تمت مراعة بعض الأمور فى صياغة الكلمات كما تحدثنا فى السطور السابقة، ولكن تظل الأغنيات وكأنها تصنع لمغٍن واحد، ومن ثم يتم «توفيق» المؤدين عليها، وهذا ينطبق على 95 % من كل الأغانى العربية المشتركة، والتى يستطيع أن يغنيها أى مغنٍ بمفرده دون تواجد الطرف الآخر، وهذا ما يعطى لنا انطباعًا مؤكدًا أن الغرض من صناعة مثل هذه الأغنيات هو «تجارى» بحت كمحاولة لاستغلال شعبيات المغنين المؤدين للعمل!