أنا وقـلمى.. تأثير الشائعات

هل هناك شائعة إيجابية؟ كلنا نعلم أن الشائعة غالبًا ماتكون سلبية، سواء كانت شائعة مقصودة أو غير مقصودة، بحسن نية أو بسوء نية، إنما الشائعة الإيجابية تكون عند طرح موضوع ما على وسائل التواصل الإجتماعى مثلاً، أو فى الإعلام، أو حتى فى المجالس الاجتماعية، بقرار معين سيصدر من أجل معرفة ردود فعل المواطنين، كنوع من التجريب حتى يعرف المسئول ردة فعل الناس قبل إصدار القرار، لذا كثير من مؤسسات الرأى العالمية والإقليمية تقوم بعمل مجسات اختبار لأى مشروع إيجابى، فتطلق شائعة ما، ثم تقيس ردود الأفعال عليه كقراءة مرجعية لها، حتى تتبين العيوب ثم تطلق المشروع، وفى الأيام القليلة الماضية انتشرت شائعة على مواقع التواصل الإجتماعى، تفيد بأن مدينة العلمين الجديدة، تستعد فى هذه الأيام لإقامة حفل زفاف نجل الشيخ محمد بن زايد، وأن الحفل سيستمر لمدة ثلاثة أيام بحضور عدد قليل من رؤساء الدول، فضلاً عن مدعوين من كل دول العالم، بدعوة من الشيخ بن زايد ونجله، وكان لهذه الشائعة أثر بالغ على السياحة المصرية، والترويج الكبير لمدينة العلمين الجديدة بدون تكلفة مادية، وبدون قصد، خاصة بعد أن نفت مصادر إمارتية الشائعة الإيجابية - من وجهة نظرى المتواضعة - وأكدت أنها جاءت لتوافد عدد كبير من رجال الأعمال الإماراتيين لمطار برج العرب، خلال الأيام القليلة الماضية، لحضور افتتاح عدد من الفنادق الكبيرة فى العلمين، والتى توصف بأنها من أكثر الفنادق تصنيفاً فى العالم، إذن ماكينة الشائعات لاتتوقف ليلاً ونهارًا، وتجربة مواجهة وزارة الصحة المصرية أيضاً فى مقاومة الشائعات الخاصة بانتشار وباء فيروس كورونا المستجد، وحث المواطنين المصريين على أخذ اللقاح رغم كل الشائعات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، لتخويف الناس من تلقى لقاحات كورونا.

إن الشائعة السلبية أكثر وأوسع انتشارًا من الإيجابية، إلا أن خطورة الشائعة الإيجابية تكمن فى صعوبة عدم تصديقها، خاصة فى مجتمعاتنا العربية.. وتحيا مصر.