الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإخوان والسلفيون وصفوا الباليه بـ«فن العراة» من طوكيو انتصار فراشات مصر على خفافيش الظلام

بالعودة إلى تاريخ الأجداد، نجد أن الفراعنة هم صناع «الدراما الراقصة»، وسطروا بالرقص قصصًا وحكايات ومعانى، وهو ما يُعد الفكرة الأولى للرقص التعبيرى أو الباليه الذى نعرفه اليوم.



ففى نقوش الأسرة الخامسة، نجد نحتًا لنساء يرقصن فى جماعات منتظمة تشبه تمامًا ما نراه فى أحدث أنواع رقصات الباليه الحالى،  وكذلك أيضًا فى نقوش الدولة الوسطى؛ أظهرت رسوم الانتصارات الحربية تعددَ الرقصات التعبيرية التى قدمها القدماء فى جميع مناسباتهم وأعيادهم.

ورُغْمَ التحديات التى مرّت بها الـ«هوية المصرية» على مدار التاريخ؛ فإن الحاضر يأبَى أن يحيد عن مسار تاريخ الملوك، إذ أنهى المنتخب الوطنى للسباحة الإيقاعية، الأسبوع الماضى، منافسات الفرق فى المركز الثامن، خلال مشاركته فى دورة الألعاب الأوليمبية طوكيو 2020.

واستطاع منتخب السباحة الإيقاعية التأهل إلى أوليمبياد طوكيو،  وذلك بعد احتلاله أفضل مركز إفريقى فى بطولة العالم 2019 بكوريا؛ حيث احتل المنتخب المصرى المركز الـ17 من أصل 27 منتخبًا مشاركا فى البطولة ليضمن ظهوره فى الدورة الأوليمبية.

وحقق المنتخب المصرى مجموع نقاط 77.9147 ليحتل المركز الثامن من أصل 10 منتخبات مشاركة بمنافسات الفرق، بينما توّج منتخب الاتحاد الروسى بالذهبية بمجموع نقاط 97.2979 وذهبت الفضية للصين بمجموع نقاط 96.2310، بينما كان البرونز من نصيب أوكرانيا بمجموع نقاط 94.2685.

وتتكون قائمة منتخب مصر للسباحة الإيقاعية من كل من: «نيهال سعفان وليلى على وهنا هيكل وجيداء شرف وفريدة رضوان وشهد سامر ومريم المغربى ونورا عزمى وملك إياد»، تحت قيادة المدربات ناستيا شيباك ونور الأفندى واللجنة الفنية التى تتضمن كلا من دانى خريستو وإيمان عرام.

 «خفافيش الظلام» ودعوات منع الباليه فى مصر

تواجُد الباليه المائى المصرى على الساحة العالمية يُعد انتصارًا كبيرًا، ليس على المستوى الرياضى فقط، لكنه بمثابة إعلان هزيمة تيار حاول بكل طاقته إدخال مصر فى نفق مُظلم، كما سخروا كل ما يملكون لهزيمة المرأة المصرية بشتّى الطرُق.

عام الخراب الذى وصلت فيه الجماعة الإرهابية إلى الحُكم كان أكبر دليل على ذلك؛ حيث أطلق العنان لكل الخفافيش للخروج من كهوفها.

«فن العراة الذى ينشر الرذيلة والفحش بين الناس».. كان رأى النائب السلفى وعضو مجلس الشورى عن حزب النور جمال حامد فى فن الباليه، والذى طالب خلال اجتماعات مجلس الشورى بإلغاء ورياضة الباليه من مصر لحرمتها دينيًا، من وجهة نظره. 

فى ذلك العام، دخل فن الباليه بأنواعه، سواء كان إيقاعيًا أو مائيًا، دائرة المعاصى والذنوب والفحش، وأصبح مُهَدّدًا، كغيره من الفنون مثل الغناء والموسيقى والسينما، بمواجهات مع أعضاء تيار الإسلامى السياسى، وتلقى سلسلة اتهامات وقضايا ازدراء أديان متعددة.

أيضًا عندما سيطرت الجماعة الإرهابية على مجالس إدارات الأندية المختلفة، جمدت جميع الأنشطة والرياضات التى تشارك فيها الفتيات بحجة ما يدّعونه من الحلال والحرام، بل إن بعضهم تحدّث عن خطة لـ«تحجيب جميع بنات مصر».

كما مَنعت حكومة الإخوان تمويل الأنشطة التابعة لوزراة الثقافة وعلى رأسها فرق الباليه، كما توقفت مكافآت الراقصين.

 الباليه الإيقاعى.. تاريخ طويل فى مصر 

بهذه الطريقة كان الباليه رمزًا لانتصار «الفراشات» على «الخفافيش».. وللباليه المائى على وجه الخصوص حكاية طويلة فى العالم ومصر، نستعرضها فى السطور التالية.

كانت بداية السباحة الإيقاعية كاستعراض داخل الماء أثناء فواصل مسابقات السباحة، وذلك أوائل القرن العشرين فى ألمانيا وبريطانيا، فالسباحة الإيقاعية أو السباحة التشكيلية تجمع بين رياضات السباحة والجمباز والباليه فى عرض مبهر على أنغام الموسيقى.

شهدت هذه الاستعراضات تطورًا، ليقوم «كاتشرين كورتيس» مؤسِّس السباحة الإيقاعية بتأليف مجموعات كاملة من حركات الغطس والجمباز كجزء من برنامج استعراضى مائى، وذلك فى عام 1920.

فيما كان عام 1984 هو الظهور الأول للسباحة الإيقاعية فى الأوليمبياد؛ حيث أدرجت فى البرنامج الأوليمبى ضمن منافسات الفردى والزوجى لتتغير عام 1996 إلى مسابقات جماعية تضم منافسات الزوجى والجماعى.

يُذكر أيضًا أن «صوفى ثروت» كانت صاحبة الفضل فى دخول رياضة السباحة الإيقاعية إلى مصر أوائل الستينيات؛ حيث قامت بالنضال من أجل إنشاء فريق مصرى للسباحة الإيقاعية، وقامت بعدة جولات عالمية لتعريف العالم بالمنتخب المصرى لتشهد أوليمبياد سيدنى 2000 الظهور الأول لمصر فى منافسات السباحة الإيقاعية ولكنها كانت فى منافسات الزوجى فقط والتى شاركت مصر بها أيضًا فى أوليمبياد أثينا 2004.

وفى أوليمبياد بكين 2008 شاركت مصر فى منافسات الفرق واستطاع المنتخب الحصول على المركز الثامن، كما حققت مصر المركز السابع فى أوليمبياد لندن 2012 بعد الفوز على منتخب أستراليا، فى مفاجأة وهو المركز نفسه الذى أنهَى فيه المنتخب المصرى مشاركته بدورة ريو دى جانيرو 2016.

وشهدت الفترة الماضية استعدادات خاصة بفتيات السباحة الإيقاعية للظهور بشكل متميز فى الأوليمبياد، وقام الفريق نهاية شهر مايو الماضى بإجراء اختبار ومحاولة مغلقة وذلك بحمام سباحة الاستاد الأوليمبى بمدينة نصر؛ لتقييم الأداء الفنى قبل الدورة الأوليمبية، وذلك تحت إشراف الاتحاد المصرى للسباحة من دون جمهور وفى ظل تواجُد الحُكام الدوليين المصريين.

 الـ«تاتش» المصرى!

بالتزامُن مع فعاليات طوكيو 2020 انتشر فيديو على السوشيال ميديا؛ حيث تجاوز المليون مشاهَدة، عن مشاركة فريق الباليه المائى فى إحدى البطولات بالملاية اللف والمايوه الشبيه ببدلة الرقص.

يظهر الفيديو دخول اللاعبات بالملايات اللف السوداء وعلى دقات الطبلة كشفن الملاية لتظهر المايوهات المستوحاة من تصميم بدلات الرقص، وبدأ الاستعراض فى الماء بحركات الرقص الشرقى التقليدية، وهو ما جعل الفيديو مختلفًا ومميزًا.

ويعود تاريخ الفيديو الذى تصدَّر مواقع التواصل الاجتماعى ربما لبطولة FINA الرابعة، والتى أقيمت عام 2009 بكندا،  كما يظهر على اللافتات خلفهن.