الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أبرز أعمالها «قلوب تحكى» و«إلياذة العاشقين» و« قوارير العطار» كاردينيا الغوازى: المرأة فى مجتمعاتنا تحتاج ثقافة عامة

المرأة نصف المجتمع وهى أيضًا ركيزة أساسية فى الأسرة وقد أثبتت المرأة أن النجاح فى العمل لا يتعارض مع كونها كائنًا عاطفيًا بطبعه.



فالمرأة تسعى دائمًا للنجاح بعاطفتها، ولذلك الرجل الذكى هو الذى يستطيع أن يوازن بين احتياجات المرأة العاطفية وفى الوقت نفسه يدفعها دائمًا للنجاح والاهتمام بعملها، فهكذا هى الخلطة السحرية لقلب أى امرأة، فيجب على الرجل أن يرى ما هو المميز فى حبيبته ويهتم به، وهذه الخلطة هى التى تميز كتابات الكاتبة العراقية كاردينيا الغوازى والتى تعطى فى كل سلسلة من كتاباتها وصفة مميزة لخَلق علاقة سوية بين الرجل والمرأة.

على الرغم من أن كتاباتها قد تبدو للوهلة الأولى أنها رومانسية؛ فإنها فى الوقت نفسه تتميز بأنها بوصلة للرجل الشرقى ترشده لفهم طبيعة المرأة وكيفية التعامل معها، وفى الوقت نفسه تكشف للمرأة مشاعر الرجل وكيف يفكر وكيف ينظر لفكرة أنه رب الأسرة وعمودها وركيزتها الأساسية، كما تكشف الاختلاف بين حب المرأة وحب الرجل، وهو الأمر الذى يجب أن يدركه الطرفان ليستمتعا معًا بعلاقة قوية تستطيع أن تقف أمام مشاكل الحياة.

 الصراع بين الرجل والمرأة

كاردينيا الغوازى لم تسلط الضوء فقط على الأنماط الناجحة فى العلاقات الإنسانية بل استطاعت أن توازن فى كتابتها بين النماذج التى تقدمها، فمثلا فى الجزء الثانى من رباعية قوارير العطار « برية أنت» قدمت لنا صراعًا رائعًا بين الرجل والمرأة ونجحت أن تلخص لنا مفهوم الرجولة الحقيقية.. واستطاعت أن تنقل لنا الصراع الخفى الذى يدور بداخل المرأة ببراعة منقطعة النظير.

 نماذج مختلفة

قدمت كاردينيا الغوازى نماذج مختلفة من المجتمع، فتجد من تعرضت لمضايقات زوج الأم ومن حاول زوجها أن يهينها فى شرفها ليدارى عجزه، وقدمت نموذج البنت التى تسعى إلى الحرية والانطلاق بمنتهى المسئولية وكذلك نموذج السيدة التى تريد أن تعيش فى كنف أى رجل أيًا كان خوفًا من الوحدة.

وأيضًا بائعة الهوى التى تصارع بين أنها تصلح حالها أو تعود مرة أخرى لطريقها وتعطى أيضًا نموذج المرأة القوية ولكنها تبدو هشة فى خارجها والمرأة غير الواثقة فى نفسها على الرغم من كونها أستاذة جامعية.

وفى المقابل تعطى نماذج رائعة لرجال موجودين حولنا، فمنهم كبير العائلة الذى ينحى كل مشاعره جانبًا ليحتوى أخواته ومنهم الذى يبدو متجمد المشاعر وقاسيًا ولكنه فى داخله كتلة من الحنان ولكن لا يستطيع التعبير عنها بسهولة.

وكذلك الفتى الأرعن الذى يعود ليكفّر عن ذنب اقترفه فى الماضى ولكن تظهر طبيعته فى حماية من يحبهم بقلبه والمتردد والخائن، ولكن الأهم ذلك النموذج الذى يستطيع أن يحترم ويقدّر اختلاف شخصية حبيبته ويسعى دائمًا ليجعلها ناجحة بل ويفرح به دائمًا.

 سلسلة قلوب تحكى

وفى سلسلة «قلوب تحكى» والتى تصل إلى تسعة أجزاء قدمت للقارئ نماذج أخرى مختلفة، فنجد البنت البكر التى تخضع لقلبها وتقبل بأن تكون زوجة ثانية والمشاكل التى  تواجهها، وكذلك الرجل الذى يعانى من أشباح ماضيه ويحاول مواجهتها وذلك فى «رفقًا بقلبى».

 سحر التميمة

أمّا سحر التميمة فتجد فيها نموذج المرأة المثقفة الغنية التى تسعى لإرضاء زوجها بأى شكل حتى لو عن طريق محو شخصيتها لتتفاجأ بخيانته لها مع قريباتها الشىء الذى يجعلها تسعى لكسر كل قيد قد كبّلها بها قلبها، كما توضح ما فعله زوجها ليكسب قلبها مرة أخرى وهو متقبل فكرة التغيير الذى طرأ على حياتهما.

بوح ريحانة

وفى بوح ريحانة فهى تقدم لنا نموذج الأسرة الفقيرة التى تبيع إحدى بناتها تحت مسمى الزواج لأجل حفنة من النقود، وتقدم من خلالها نموذج الزوجة المغتصبة المهانة إلا أنها تنجح فى الخروج من هذا الألم لتبنى لها حياة أخرى جديدة مع رجل يقدّرها ويحترمها.

 سلسلة إلياذة العاشقين

كل هذه الكتابات بالإضافة إلى سلسلة إلياذة العاشقين هى نتاج غزير لكاردينيا الغوازى التى اختارت هذا الاسم لتخفى اسمها الحقيقى للحفاظ على خصوصيتها فتقول لـ«روزاليوسف» «أنا عراقية بغدادية ومغتربة عن بلدى من سنوات وزهرة الكاردينيا من الأزهار الشائعة جدًَا بحدائق بغداد ولها عطر خاص يفوح من البيوت كل ربيع، تذكرنى بأيام حلوة، وبالوالدة الله يرحمها، لذلك اخترتها اسما مستعارا أكتب به.

وتوضح قائلة  «أنا أكتب منذ الصغر، أشعارا.. قصصا قصيرة.. أفكارا أقرب لمقالات، لكنى تركت بعد التخرج فى الجامعة والزواج لانشغالى بحياتى الأسرية، وفى عام 2009 بالصدفة عبر بحث عن رواية معينة بالجوجل وصلت إلى شبكة روايتى الثقافية التى هى أقرب لدار نشر إلكترونية، وبعد سنتين كعضوة هناك وتعرفى على الكثير من الكاتبات والعضوات قررت أن أعود لهوايتى القديمة؛ الكتابة، فكانت أول عودة لى للكتابة بعد انقطاع سنوات فى عام 2011، وفى نهاية عام 2018 دار إبداع للنشر والتوزيع مشكورة عرضت على تجربة النشر الورقى وقد كان.

 خصوصيتى خط أحمر

وعن السبب وراء تغيير اسمها أو عدم الإفصاح عنه تقول: «أنا أقدس جدا خصوصيتى، واعتبرها خطا أحمر أحب الحفاظ على وجود هذا الخط، كما أننى أريد من القراء التركيز بما أكتب أكثر من التركيز بحياتى الشخصية. وتؤكد كاردينيا أن فى كتاباتها تتحدث بالعموم عن الإنسان، ليس شرطًا المرأة تحديدا، فهى يهمها الإنسان فى مجتمعنا العربى، يهمها أن نواجه أخطاءنا ونعترف بها ونسعى للتصحيح، يهمها أن نميز الأعراف والتقاليد الخاطئة ونغيرها، ونحافظ على كل ما هو جيد وأصيل فيها.

 المرأة هى التى تربى الأجيال

وتوضح قائلة: «ممكن المرأة تكون أخذت حيزا أكبر بكتاباتى لأننى وجدت بكل صدق أن النساء يحتجَن ثقافة عامة فى أمور لا تحصى، أولها (حقوقهن)، فمثلا أتفاجأ من نساء بلغن الأربعين ويحدثننى عن افتقارهن لمعرفة أبسط حقوقهن الزوجية، حقوق كفلتها كل الشرائع والأديان، والمرأة هى التى تربى الأجيال، هى التى تنتج عقولا جديدة للمجتمع، إذا أردنا أن ننشئ جيلا أقوى؛ علينا أن نبدأ بأساس تربية ذاك الجيل.

 أتمنى أن أحظى بجمهور أكبر من الذكور

وتتمنى كاردينيا أن تحظى بجمهور أكبر من الذكور يقرأ ما تكتب بعناية،مشيرة إلى أن ما تكتبه يمثل أبسط قواعد العلاقات الزوجية الناجحة، وأحيانا كثيرة تشعر بفقدان القدرة على فهم كل طرف للطرف الآخر، فيقع الاثنان فى مطب اللوم وتبادل التهم.

وتقول: «أنا حرفيًا أسعى لتوضيح بعض التفاصيل المهمة للرجل والمرأة التى تؤدى لنجاح التجربة، وقد تبدو رواياتى من الخارج (روايات رومانسية) لكنه مجرد إطار، فمن الداخل وبالعمق هى روايات اجتماعية إنسانية، بأفكار أعتبرها مهمة لأنها ملخص ملاحظاتى ومتابعاتى فى الحياة».

وعن سر انسيابية كتاباتها وسهولة تأثيرها فى قرائها تقول «أنا بطبيعتى مستمعة جيدة للغاية، أقرأ كثيرا من القصص الواقعية، كما يستهوينى منذ الصغر القراءة فى علم النفس وتحليل الشخصيات، بالإضافة لتعاملى المباشر مع القارئات على مدى أكثر من عشر سنوات، هذا كله ساعدنى حتى أنصت لدواخل البشر من حولى، أستمع لحكاياتهم وأتدبر فيها وأبحث عن أجوبة لأسباب تصرفاتهم تجاه بعض، بالنتيجة صار عندى خزين من المعرفة.

علاقة الرجل بالمرأة تنقصها بعض التفاصيل 

وعن علاقة الرجل بالمرأة فى المجتمع العربى تقول: «العلاقة تنقصها بعض التفاصيل المهمة، عمومًا إرضاء احتياجات نفسية للطرفين هو مفتاح سحرى، الرجل العربى محتاج أن يفهم طبيعة المرأة العربية بتدليلها بأبسط الكلام ورقيق الاهتمام، تحتاج أن تشعر بالحماية والسند وهذا أكثر ما تبحث عنه المرأة العربية من خلال خبرتى وتعاملى، وفى المقابل المرأة العربية تحتاج أن تحتوى الرجل وتعطيه كما يعطيها، تهتم به كما يهتم بها، تفهم تقلباته كطفل وتحترم شخصيته كرجل، فى النهاية لا بد أن يكون هناك أخذ وعطاء، بدونها أحد الطرفين (او كلاهما) سيشعر بالغبن، بالغضب، بالنفور.

وتؤكد كاردينيا أنها تسعى لبناء مجتمع أفضل، أقوى، روح أجمل وأصالة حقيقية، إذا صلح الإنسان؛ صلح دينه ودنياه، الأساس دومًا هو الإنسان؛ منه البداية وفيه كل الحلول».

وبسؤالها إذا كان هناك قراء رجال قالت: «عندى الحمد لله، أكيد هم أقل من قارئاتى الإناث لكن يسعدنى أن يكون لى قراء ذكور أيضا، أنا لم أتعامل مباشرة إلا مع عدد قليل منهم، لكن قارئاتى يوصلن لى آراء زملائهن، أو إخوانهن، أو آبائهن، أو أزواجهن، أو معارفهن».

 قلوب تحكى من أهم الكتابات فى العلاقات الأسرية والزوجية

وتشير إلى أنها حاليا تقوم بنشر رواية إلكترونية فصولها الأسبوعية على شبكة روايتى، وهى الجزء الثامن من سلسلة قلوب تحكى التى أعتبرها من أهم ما كتبت فى العلاقات الأسرية والزوجية، هى سلسلة روايات متصلة منفصلة، كل جزء حكاية منفصلة بحد ذاتها أربطها بروابط غير مباشرة بالأجزاء السابقة.

مشيرة إلى أن معظم رواياتها عدا (رباعية قوارير العطار ورواية لمس الحرائر) لم أذكر فى أى بلد تجرى أحداثها لأنها توجهها للمجتمعات العربية ككل ويهمها توصيل أفكارها بما يناسب معظم البلدان العربية.