
مى كرم جبر
البوصلة
1
أشعر بالأسف الشديد كلما قرأت أخبار شباب يفضِّلون الانتحار عن مواجهة صعوبة امتحانات الثانوية العامة.
2
قد يكون رأيى صادمًا.. لكن هذا الرهاب النفسى خلقه ونشره المجتمع المحيط بالطالب.
3
الحقيقة أن التفوق الدراسى لا يعنى إطلاقًا التفوق المستقبلى فى الوظيفة والمعيشة.
4
وعلى الأهالى أن يحددوا اختياراتهم: هل يريدون المباهاة أمام أقرانهم بأرقام شهادة الثانوية العامة، أم يريدون لأبنائهم حياة متزنة.
5
إن كان اختيارك هو الفرض الثانى فالسطور القادمة لك.. فى البداية عليك أن تؤمن بأن الله لم يخلق الفشل، ولكن نحن البشر ابتدعناه، ونسجن أنفسنا بين قضبانه كلما انجرفنا نحو الرغبة فى الكسل.
6
ذكاء الطلاب فى الدراسة هو بين حالين؛ إما هذا النوع المعتاد صاحب التقدير المرتفع فى الامتحانات، وهذا فقط دليل على قدرات الطالب فيما يخص المجال البحثى والأكاديمى وتحمل مشقته.
7
أو أصحاب التقدير دون المرتفع، وهؤلاء ستجد عندهم طاقات إبداعية إما فى الرياضة أو الفن أو العمل العام، ويمكنهم تحقيق نجاح مشرف فى هذه المجالات لو فطن الأهل لذلك ووجهوا أبناءهم إلى بداية الطريق الصحيح.
8
إذن لا يوجد شىء يسمى الفشل، فقط هو نوع من الإدارة السيئة لنبوغ الطفل.
9
إن كانت وزارة التربية والتعليم تطمح للتطوير الفاعل والحقيقى، عليها سد احتياجات الطلاب من نشاط دراسى وفنى ورياضى ومجتمعى.
10
وعلى الوزارات المعنية التعاون معها لتقديم أجيال منزوعة اليأس والإحساس بالإخفاق.