السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سينما تشكيل الوعى دائما فى الصدارة

حالة انتعاشة سينمائية تشهدها دور العرض هذه الفترة، تتنوع فيها الأفلام ما بين الأكشن والكوميدي والاجتماعي، لكن يبقى فيلم (العارف) الذي استقبلته دور العرض السينمائية مؤخرًا متفردًا بذاته، ومتصدرًا لشباك الإيرادات بفارق كبير عن بقية أفلام موسم عيد الأضحى المبارك.



 

 الفيلم يلعب بطولته «أحمد عز» مستكملًا به سلسلة من النجاحات الكبيرة التي حققها مؤخرًا في السينما والتليفزيون، كما يشاركه البطولة «أحمد فهمي» في دور يخلو تمامًا من الكوميديا التي اعتاد تقديمها ليعيد اكتشاف نفسه مجددًا كممثل قادر على تقديم كل الأدوار باحترافية عالية لا يصح بعدها أن يكتفي بنوع واحد منها، ويشاركهما عدد كبير من النجوم الذي شكل بعضهم مفاجأة للجمهور، ولاسيما النجمة اللبنانية «كارمن بصيبص» التي قدمت نفسها لأول مرة في السينما المصرية من  خلال دور «مايا» واستطاعت من خلاله أن تكتب لنفسها شهادة ميلاد كنجمة أكشن، وصاحبة أداء متميز، وهو الجانب الذي لم توضحه من قبل مشاركاتها السابقة في الدراما المصرية. 

يناقش الفيلم قضية الحروب الإلكترونية التي تقودها بعض الدول والمنظمات الإرهابية على مصر، لتصبح بديلًا آمنًا لهم، يحميهم من المواجهة بالأسلحة والدبابات، لكن الفيلم يلقى الضوء بشكل خال من التعقيد على خطورة هذه النوعية من الحروب المعلوماتية، وعلى أهمية بناء شبكة للأمن المعلوماتي محمية من الاختراق، ومؤمنة ضد التجسس، وذلك من خلال قصة «يونس» الذي يلعب دوره «أحمد عز» والذي يعمل في مجال اختراق المعلومات، حيث يتعاون مع أحد الأجهزة السيادية في مجال جمع المعلومات، ورصد تحركات الجماعات الإرهابية من خلال اختراق شبكاتهم، لكنه توقف عن هذا التعاون لسنوات بسبب حادث دبره له أحد قيادات هذه الجماعات قلب حياته الشخصية رأسًا على عقب، وعندما استدعاه الجهاز مرة أخرى لصد عدوان خارجي عن مصر عن طريق تنظيم يقوده «راضي» الذي قام بدوره الفنان أحمد فهمي - وهو القيادي الإرهابي نفسه الذي دبر له الحادث من قبل- لبى النداء، وثأر لوطنه ولشخصه.

 ويمكن تصنيف الفيلم لفئة الأعمال الضخمة إنتاجيًا، حيث تم تصويره بين 4 دول هي (مصر، وبلغاريا، وإيطاليا، وماليزيا) كما تم الاستعانة فيه بأربعة مصممين عالميين لتنفيذ المشاهد الخطرة بالفيلم الذي يحتوي على العديد من مشاهد الأكشن نفذت بمقاييس عالمية، لكن الأداء الحركي المتقن من قبل الأبطال ليس هو عامل النجاح الوحيد في هذه الجزئية، حيث كان لأدوات الخدع والمؤثرات البصرية دور كبير في ظهور الفيلم بتلك الصورة المبهرة، ولا سيما مشاهد اندلاع النيران، والانفجارات.

ويشكل فيلم (العارف) التعاون الثالث بين المخرج «أحمد علاء الديب» والفنان «أحمد عز» حيث استهلا مشوارهما سويًا بفيلم (بدل فاقد) في عام 2009. ولا نبالغ بعد النجاح الذي حققه مسلسل (هجمة مرتدة) موسم رمضان الماضي، وفيلم (العارف) الذي تصدر شباك الإيرادات لهذا الموسم إن قلنا أن كليهما «أحمد عز، وأحمد علاء الديب» تميمة حظ للآخر، وأن الكيمياء التي تجمعهما سويًا من المؤكد أنها أحد أسباب نجاحهما معًا.

ويحسب للمؤلف الشاب «محمد سيد بشير» تقديم هذه الفكرة المختلفة التي لم تناقش بشكل جدي من قبل في السينما المصرية بهذا القدر من الاجتهاد في تبسيط الفكرة بعد دراستها جيدًا من خلال بحث متعمق ألقى بظلاله على منطقية الأحداث وتسلسلها، ليساهم بقلمه على التأكيد على فكرة إمكانية تحقيق الوعي من خلال العمل الفني، بطريقة شيقة تتوافر فيها كل عناصر الجذب، وهي الفكرة التي بدأت منذ سنوات قريبة بسلسلة من الأعمال الناجحة في السينما والتليفزيون وعلى رأسها (مسلسل الاختيار، وفيلم الخلية، وفيلم الممر وغيرها من الأعمال) كما أضفت موسيقى «هشام نزيه» المتميزة بعدًا إضافيًا للفيلم كما في سائر الأعمال التي يشارك «نزيه» فيها بموسيقاه.