الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و1/2..وسائل التواصل الاجتماعى مزقت أوراق «السوليفان»!!

كلمة و1/2..وسائل التواصل الاجتماعى مزقت أوراق «السوليفان»!!

جاءت نهاية حياة عبد الحليم حافظ قبل أن يُكمل عامه ال48 بسبب توابع  البلهارسيا التى سيطرت ودمرت تماما الكبد، ورغم ذلك عندما احتدمت المعركة الغنائية، فى مطلع الستينيات، بين  المطربين  عبد الحليم حافظ ومحمد رشدى، اتهم رشدى حليم  على الملأ  أنه يحاكيه فى اختيار الأغانى الشعبية، ويسعى أيضا للاستحواذ على تلك الشريحة من طبقة العمال والفلاحين  التى تعلقت به،  كان  رشدى قد  تمكن من تحقيق قفزة جماهيرية  واضحة بموال «أدهم الشرقاوي» فقرر عبد الحليم أن يقدمه بأسلوبه فى فيلم «أدهم الشرقاوى» فازداد  الجمهور تعلقا  بـ«أدهم» رشدى، وتبخر من الذاكرة « أدهم» حليم، أطلق  رشدى على الفيللا التى يقطن بها أيضا اسم «أدهم»، وبعدها قدم رشدى  أغنيتي «وهيبة» و«عدوية»، وقال رشدى أنا فلاح أغنى لأهلى وناسى «تحت الشجر يا وهيبة يا ما كلنا برتقان» و«فى إيديا المزامير وفى قلبى المسامير»، وعبدالحليم يغنى للقاهريين والمترفين  «توبة إن كنت أخاصمك تانى توبة»  و«أنا  لك على طول  خليك ليا» و«ضى القناديل والشارع الطويل».



جاء رد عبدالحليم أنا الأقرب للفلاحين، وليس رشدى، لأنى أساسا منهم، أعانى من أشهر مرض يهاجمهم، ويعذبهم  وتنزف دماؤهم  بسببه وهو «البلهارسا».

كان حليم حريصا أن يعلن  مرضه كنوع من الدفاع عن النفس، حتى إنه فى أكثر من حفل شاهدناه  يأخذ أقراص العلاج أثناء عزف الفرقة الموسيقية، بينما تعودنا أن الفنان عادة، يُخفى عن الناس آلامه، خاصة أن فتى الأحلام يجب أن يظل له سحره عند الجمهور، ويبدو فى كل الأحوال «على سنجة عشرة».

فى السنوات الأخيرة شاهدنا العديد من الفنانين وهم يصارحون جمهورهم بحقيقة مرضهم  مثل المطرب خالد سليم و الإعلاميين  شريف مدكور ووائل الإبراشى وإيمان الحصرى  وغيرهم،لم يعد هناك حرج فى إعلان  المرض   عبر الفضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعى، أتصور أن الهدف المباشر هو الحصول على الدعم العاطفى، للوصول إلى الإحساس بالمشاركة.

أغلب النجوم عبر التاريخ،  ستكتشف  أنهم يتكتمون  الإعلان عن المرض، مثلا سعاد حسنى، لم يعلم الناس حقيقة ما تعانيه إلا بعد الرحيل، كانت قبلها قد  قررت السفر إلى لندن والإقامة شبه الدائمة هناك حتى تختفى عن نظرات المتطفلين، الذين سوف يتساءلون عن أسباب السمنة الزائدة، بالإضافة إلى إصابتها بالعصب السابع الذى أدى إلى  معاناتها فى أحد جانبى وجهها.

بالطبع  توجد بعض حالات مرضية صعبة  يعيشها الفنان ولا  يمكن أن  يخفيها عن الجمهور، مثل  الموسيقار محمد فوزى الذى سمح بالتقاط صورة له بعد أن تداعت تماما صحته وتناقص وزنه واقترب من شاطئ النهاية،  فقرر وداع جمهوره وخاصة الأطفال فى رسالة  تقطر دموعا نشرها عام 66 .

بينما فريد شوقى فوجئ بأن التليفزيون الرسمى  المصرى  عام 98 يذيع خبر رحيله،حيث كان يعانى من مشاكل فى القلب، صارح جمهوره بحقيقة المرض من المستشفى  وهو ينفى الخبر، وأكد أنه يعتبرها مجرد  بروفة  للرحيل، وبعد 40 يوما فقط أذاع التليفزيون الرسمى خبر الرحيل ومع الأسف لم يتم وقتها  نفيه.

هل الناس تحب الفنان فقط  وهو فى كامل صحته  ولياقته  أم تتعاطف مع مرضه؟  فعلتها  المطربة إليسا بشجاعة نادرة بل التقطت  صورها وهى تتلقى العلاج، وتوجه الملايين  بالدعاء لها  فى العالم العربى، كما أنها، وهذا هو الأهم، منحت أملا للعديد من المرضى  بالمواجهة، وهو أيضا ما سبق لأحمد حلمى أن فعله قبل بضع سنوات.

أسقطت وسائط التواصل الحديثة أوراق السوليفان  الزائفة، الناس على استعداد  أن تمنح  القوة والتعاطف وفيضا من الحب  للفنان لو استشعروا أنه  بحاجة  حقا  إلى أحضان قلوبهم  الدافئة، لو عاش عبد الحليم فى هذا الزمن، أتصوره كان أيضا سيقدم كل تفاصيل معاناته،  وكأنه بصدد أحد برامج تليفزيون الحقيقة، لتواصل قلوب الناس الدافئة محبتها له!!.