الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الثانوية العامة مرة أخرى

الثانوية العامة مرة أخرى

لأنها الشهادة المفصلية التى بسببها يتحدد مصير ومستقبل شبابنا الذين يخوضون الآن غمار امتحاناتها، كانت هذه السطور التى لعلها تكشف القليل من كثير عما يتردد بشأنها فى هذا التوقيت من جل عام، بداية أحب أن أوضح أن الغمز واللمز الذى تتلقفه مواقع التواصل الاجتماعى وبعض المنابر غير المسئولة عن الثانوية العامة، يعد من الأمور المرفوضة التى تخلق حالة من البلبلة والتوتر، أولادنا فى غنى عنها، والتى بالتبعية تؤثر على الأمن والسلم الاجتماعى،الذى يعمل ضده بإصرار وترصد الآن البعض ممن أصابهم الله بالغرض الذى تحول إلى مرض، آملين من خلاله أن يحققوا مبتغاهم فى حكمنا مرة أخرى، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك أيضًا الباحثون عن الشهرة أو الملعون (التريند)، الساعون إلى ركوب الموجة دون أن يعرفوا فنون العوم، وإلا بماذا نفسر حكاية تسريب امتحان اللغة العربية، الذى تصدت له نائبة فى البرلمان (عضو فى لجنة التعليم) وما كانت نتيجة تصريحات سيادة النائبة؟، الإجابة على الورق لا شىء، ولكن الإجابة على أرض الواقع مهاترات وقيل وقال وأخبار من هنا وأخرى من هناك، فى النهاية بكاء وصراخ وعويل وخلق حالة من التوتر وتشتيت الانتباه والذهن، أصابت البعض من أبنائنا الطلاب وأدخلت الحزن والهم على أولياء الأمور داخل منازلهم.



بالطبع المستفيد من هذا أو ذاك، أصحاب الغرض والمرض من أعداء الوطن أو من يبحثون عن الشهرة والتريند المزعوم، وللأسف شاركهم فى ذلك (ولو بحسن نية) نائبة برلمانية كان يجب عليها أن تتيقن وتتروى قبل أن تقول شيئًا، نتجاوز الحديث عن النائبة وتسرعها لندخل إلى الهجوم غير المبرر من قبل البعض، غير الواعين أو مدركين أو أصحاب المصالح، لنقول لهم أن الدولة لن تلتفت لهم بعد أن وضعت على عاتقها تطوير التعليم، ليصبح أولوية أولى فى خطة بناء وتحديث المجتمع المصرى بجانب الصحة والثقافة، ومن الطبيعى أن أى تطوير لا بد وأن يتعرض لبعض المؤثرات التى يمكن تداركها بسهولة، بعيدًا عن توجيه الهجوم لوزارة التربية والتعليم أو لشخص الوزير، الذى يواجه حملات وانتقادات يومية تطالبه بالعودة إلى نظام الامتحانات القديم، الذى سينتج بدوره طالبًا يعتمد على الحفظ والتلقين، لا يعى أى شىء عن الفهم والبحث والإدراك، طالب يدخل الجامعة ثم يتخرج منها لينضم بإرادته إلى طابور العاطلين الجالسين على المقاهى، أو لمن يفترشون نواصى الشوارع ليلقوا ( بلاهم) على خلق الله، هؤلاء تحديدًا هم من يدافع عنهم أباطرة الدروس الخصوصية، أصحاب الثروات والمال الحرام، الذى سيفقدونه سواء رضوا أو لم يرضوا حين يستقر نظام تطوير التعليم وتكتب له شهادة النجاح، وقتها سوف نجد الطالب الفاهم القادر على تلبية احتياجات سوق العمل، لأن اجتهاده وقدراته التى منحها إياه تعليم متطور وجعله يملك مواهب وقدرات المجتمع ينتظرها من أبنائه المتسلحين بالعلم الذى يماثل ما هو موجود فى الدول المتقدمة، حينها ستختفى ظاهرة البكاء والصراخ وشكوى أولياء الأمور وتصريحاتهم عن ضياع مستقبل الأبناء للضغط على الرأى العام، وكذلك ستختفى من حياتنا ظاهرة المدرس الخصوصى ناهب الثروات، أما أصحاب الغرض والمرض فسوف يتسارع معدل ابتعادهم عن المجتمع الذى لفظهم وسيظل يرفضهم حتى يوم الدين.

تطوير التعليم فى مصر لمن لا يعرف وللنماذج التى ذكرت فى السطور السابقة وضع لكى يستمر، فلا مجال للعودة إلى الخلف مرة أخرى سواء فى التعليم أو فى أى مجال آخر، وحملات الهجوم أو التشكيك من قبل البعض على أى تطوير ليست فى النهاية سوى حلاوة روح.