السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كدهوّن!.. اقتلنى من فضلك

كدهوّن!.. اقتلنى من فضلك

ورغم أن كل المصالح الحكومية والهيئات والأشخاص قد رفعوا شعار بعد العيد للانتهاء من أعمالهم وكدهون نجد أن بعض الزوجات قد حسمن أمرهن وقررن التضحية هذا العام بأزواجهن (أعز ما يملكن) على سبيل التغيير ولكسر الملل الأسرى وحتى تبدأ حياتهن بعد العيد على نظافة وبدون أى شوائب من الماضى البعيد أو القريب.



 

وكدهون  استشعرت القلق كزوج مصرى مهدد بالانقراض فى حال استمرار جرائم قتل الأزواج هذه بقلب جامد ويد ماهرة وفى خلسة من الزمن كنتجة مباشرة لسوء الفهم الذى حدث لبعض الزوجات (عن معنى التضحية) وجعلهن يقدمن أزواجهن كأضحية العيد هذَا العام لأسباب متعددة وفى مناطق متباينة ما بين الريف والحضر وحتى الساحل الشمالى انتقلت له هذه العدوى القاتلة (على عكس الاعتقاد السائد بأن الأزواج هناك سعداء ويحضرون حفلات عمرو دياب وروبى فقط) إلا أن الجميع قد تساوى فى النهاية وتم التضحية بهم وكدهون تابعت عن كثب اهتمام زوجتى العزيزة بمتابعة أدق تفاصيل مسلسل قتل الأزواج فى أيام وليالى عيد الأضحى وبحثها على السوشيال ميديا دون ملل أو كسل على فيديوهات مسجلة مع أهالى الضحايا والقتلة على السواء والتعليق أول بأول على أقوالهم وكأنها تعيش معهم فى نفس القصة بل وترد الحجة بالحجة وفجأة نظرت لى وأنا قابع منكمش فى الركن الساقط من الكنبة القديمة حتى لا ترانى وأنا أتابعها فى صمت جليل وخوف من ذلك المجهول الذى يجول بخاطرها فى هذه اللحظات المصيرية خاصة وأنى هذا العام لم أستطع شراء الأضحية كما اعتدنا كل عام  وكدهون بعد أن شاهدت زوجتى كل هذه اللقاءات التى تبرر عملية القتل من وجهة نظر أهالى القاتلات، التفت إلىَّ وقالت بعيون لامعة ونشوة غامضة: ما هو مش معقول كل الستات دى هاتقتل أجوازهم من غير سبب منطقى، ثم أخذت نفسا عميقا سحبت معه كل الأوكسجين الموجود بالغرفة ثم أطلقت صرخة مكتومة وقالت؛ خد بالك أصل الضغط بيولد الانفجار وده اللى حصل مع الستات المسكينة دى (مراتى متعاطفة معاهم ودى حاجة تخوف فى حد ذاتها) ثم قالت بصوت منخض ــ إلا أنى نجحت فى سماعه ــ يعنى ياربى  يقرفوهم وهما عايشين ويدمروا حياتهم وهما ميتين وكدهون ابتسمت ابتسامة ثلجية أقرب لابتسامة الفنان عادل إمام عندما قابل الأسد فى مسرحية شاهد ماشفش حاجة وأنا أسمع لأول مرة وجهة نظر زوجتى العزيزة فى الأزواج بشكل عام  ثم وانكمشت ضحكتى وتلاشت عندما أدركت خطورة الموقف وعدت إلى الصمت مرة أخرى مع المراقبة عن بعد خاصة وأن زوجتى قد انشغلت بمشاهدة لقاء جديد مع إحدى الزوجات القاتلات تتحدث بمنتهى الهدوء عن سبب قتل زوجها فى ليلة الوقفة لأن خلقها ضيق (على حد قولها)وهو بيتعمد يضايقها باستمرار خصوصا عندما تطلب منه فلوس فيرفض ويتحجج بأنه مفلس (ليس لديها أى احتمال ولو قليل أنه قد يكون صادقا) مما يثير غضبها لأنهم كما قالت داخلين على عيد والبيت محتاج مصاريف والعيال عايزة تعيد بهدوم جديدة وده (تقصد المرحوم جوزها) بيستعبط  ومش راضى يجيب فلوس وكمان بيزعق لى ويقول أجيب منين؟؟ أنا  بقى اتضايقت واتعصبت وماحستش بنفسى غير وأنا فى إيدى سكينة اللحمة وبقطعه حتت صغيرة لغاية لما هديت واستغفرت ربنا وبلغت عن اللى حصل للبوليس لأنى ماكانش قصدى أقتله لليلة الوقفة بس هو اللى عصبنى وكدهون استشعرت القلق للمرة الثانية وقمت من تلقاء نفسى وبدون أن أسمح لزوجتى بأن تنطق معى بأى كلمة أو حتى حرف وسحبت محفظتى من جيب البنطلون ووضعتها بين يديها عن طيب خاطر وبها مرتبى بالكامل (هاعمل إيه بالفلوس لو هى لا قدر الله اتضايقت وبعدين اتعصبت) وقلت لها بصوت مبحوح اتفضلى يا حبيبتى خدى الفلوس كلها اصرفى واتبسطى واتفسحى مش عايزك تضايقى أبدا  ده عيد ومش أى عيد ده عيد الأضحى وكلنا لازم نضحى وكدهون إلا أن زوجتى العزيزة رمقتنى بنظرة طويلة وذات مغزى عميق (قررت تجاهلها) وهى تأخذ كل أموالى فى هدوء وثبات انفعالى رائع يليق بزوجة مصرية تستعد للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى المبارك ثم أعادت لى محفظتى خالية تماما إلا من بطاقة إثبات الشخصية والتى تثبت أنى زوجها وكدهون عادت تبحث من جديد عن لقاءات أخرى وعن جريمة جديدة حدثت أيضا فى العيد حتى وجدت ضالتها هذه المرة فى لقاء مباشر مع شقيقة إحدى القاتلات تبرر جريمة شقيقتها وتقول ببراءة الأطفال يعنى هى (تقصد أختها) لو كانت مخططة تقتل جوزها بالفعل كانت انتظرت على الأقل لبعد العيد (عداها العيب الصراحة) وكانت سبته يعيد مع عياله وأمه (الظاهر أنها ما قادرتش تصبر عليه لبعد العيد) وتستكمل حديثها الرقيق هذا بأن شقيقتها تفاجأت بزوجها المغدور يهجم عليها بعد أن اشترى لها جهاز التكييف الذى طلبته منه قبل العيد (رغم أنها طلبت تكييفين وهو جاب لها واحد فقط) لأنها قالت له لا بد وأن يشحن كارت الكهرباء حتى تستطيع الاستمتاع بالهواء البارد المنبعث من التكييف الجديد وهى حرانة جدا إلا أنه (أى الزوج المغدور) رفض بإصرار وبغباء أن يشحن كارت الكهرباء (الله يرحمه ماكانش عارف مصلحته) وزوجته لا تستطيع أن تتحمل الحر والرطوبة معا فقالت له بهدوء شديد وبمنتهى الأدب خلاص يا سبع الرجال ودينى أتكيف فى بيت أبويا إلا أنه هجم عليها وشتمها ثم ضربها بعنف بدون أى سبب على الإطلاق (طلعت المرحوم مجنون ويعانى من حالات هياج انفعالى) بينما ظلت هى هادئة تماما كأى زوجة صالحة رغم محاولاته لخنقها بضفيرة شعرها الطويلة (ودى نصيحة مهمة لكل الزوجات ياريت تقصوا شعركم حتى لا يتم استخدامه كوسيلة لخنقهن به خصوصا أثناء النوم) واستمر الزوج المفترس يفكر ويفكر فى وسيلة أخرى لقتل زوجته بعد أن فشل موضوع الضفيرة لأنها لم تكن طويلة بالقدر الكافى لإتمام جريمته إلى أن هداه تفكيره بأن يستخدم أظافره هذه المرة فقام بغرزها فى رقبتها بلا رحمة مما اتضطر المسكينة لأن تبحث عن أى شىء ينقذها منه زى شاكوش مثلا أو أى حاجة (بريئة أوى البنت دى) فلم تجد غير سكينة صغيرة بتاعة تفاح (المرحوم كان بيجيب لها تفاح) ومسكتها فى إيدها للدفاع عن نفسها فقط وهو بقى اللى هجم عليها ودخل صدره جوه السكينة (قالت كده بجد) فمات على طول ومن ساعتها وأختى منهارة واحنا بنحاول نهديها والحمد لله هديت (هى طيبة وبتنسى القتل بسرعة) وكدهون قررت أن ألطف الأجواء المتوترة هذه فأخذت أول مقولة لزوجة صادفتنى على الفيسبوك وتقول (وتبقى أنت أعظم انتصاراتى وأجمل اختياراتى)  ثم أرسلتها لزوجتى على الوتساب على سبيل المفاجأة إلا أنها صرخت حين قرأتها وقالت تصور أن دى نفس الجملة اللى كتبها الزوج المقتول لزوجته على الفيسبوك قبل ما تقتله بلحظات وكدهون أنا شايف أننا نبطل جواز اليومين دول لغاية لما نشوف إيه الوضع مع الستات بالضبط ونفهمهم أن الأضحية تبقى بخروف أو ثور مش بالسادة الأزواج.