الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أهم المعالم التراثية بـ«عروس المتوسط»: أسرار مقهى «البورصة التجارية»

تشبه المقاهى كتب التاريخ.. فمهما طال الزمن تظل محتفظة بذكريات روادها وحكاياتهم.. كلما مر عليها الزمن ازدادت جمالا وأصالة لتصبح كالنبيت المعتق.. كل ذلك يمكننا أن نصف به أى مقهى عادى.. أما إذا كان من أهم مقاهى الإسكندرية ومطلا على البحر.. فالأمر يزداد جمالا بالطبع.. فحكايات الناس تحمل نسائم البحر من عروس المتوسط.



 

يعد مقهى البورصة التجارية بمنطقة المنشية جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الإسكندرية الثقافى والتراثى، إذ يمتاز بالمساحة الشاسعة، ومنذ أكثر من  100 عام كان يجلس عليه تجار القطن ثم المثقفون والفنانون حتى أصبح جاذبًا للزائرين من مختلف أنحاء العالم. ويحمل المقهى بين طياته تاريخًا ممتدًا للكثير من الأحداث حيث تم تشييد ذلك المقهى 1890 وجلس عليه أعلام مصر من المثقفين والمبدعين وحتى الآن يعد ملتقى لجميع فئات المجتمع وجميع الأجيال، كما يحتفظ إلى الآن بنفس شكله وديكوراته منذ تأسيسه.

ويقول إبراهيم عبدالعزيز مدير المقهى لـ«مجلة روزاليوسف»: «أعمل بالمقهى منذ 40 عامًا وأنا نسيب صاحب المقهى.. ذلك المكان العريق له تاريخ حوالى 100 عام ويمتلكه الحاج مصطفى مرسى وابنه محمود والد صاحب المقهى كان قد حصل على المقهى كنوع من البدل مع أحد التجار الكبار».

ويضيف: «من مميزات المقهى النظام الشديد والانضباط فى كل شىء كنا ومازلنا أقل سعر بالإسكندرية.. وصاحب المقهى يحب أن يحافظ على التراث الكلاسيكى الخاص به، لذلك لم يغيره ولا يحب وجود تليفزيون.. لأنه يحب الهدوء وأن يكون الزبون موجودًا فى جو من الهدوء وأيضًا يحب ألا يكون هناك أى ألفاظ خارجة أو صياح عندما يجلس الناس لمشاهدة الماتش على المقاهى».

وتابع: «جميع العاملين بالمقهى لهم أعوام عديدة فأقل واحد يعمل هنا منذ 15 عامًا وهناك من يعمل منذ 40 سنة.. وجميع العمال مسجلون بالتأمينات الاجتماعية.. وأغلب زبائننا مستشارون وقضاة ورجال أعمال وأيضًا هناك زائرون من القاهرة ومختلف أنحاء العالم».

وعن أشهر الأحداث التى مرت على المقهى يقول: «شهدنا انتفاضة الحرامية أيام السادات وجمهور المقهى تصدى للمظاهرات ومنع دخول المتظاهرين للمقهى ويعد العقار نفسه تاريخيًا وتراثيًا ويتم كل فترة تصوير إعلانات وغير ذلك بالمقهى نظرًا لموقعه ومساحته وتاريخه وعراقته».

«لدينا بالمقهى 24 بابًا مما يجعله جيد التهوية وقد عرضت على صاحب المقهى العديد من الشركات وضع إعلانات مقابل هدايا وأموال إلا أنه رفض أى شىء يشوه معالمه الأصلية، فهو يعشق تراث المقهى ومتمسك جدًا بالحفاظ عليه حتى الأسعار يحرص على أن يكون مشروب المقهى رخيص السعر جدًا» بحسب ما يقول إبراهيم.. موضحًا:  «نظرًا لمساحته الواسعة هناك من عرض عليه تأجير جزء منه كمطعم سورى أو غير ذلك، ولكنه رفض حتى إنه لا يقدم المياه الغازية بل يقدم العصائر فريش».

يستطرد إبراهيم: «كان بالمقهى ركن للقضاة وركن للمزادات لأن اسمه البورصة التجارية لمزادات القطن والبيع والشراء وأيضًا توزيع الورث».

من جانبه يوضح عمرو نشأت، خريج ليسانس حقوق ويعمل جرسونًا بالمقهى: «أعمل هنا منذ عدة سنوات.. وأعرف عن تاريخ المقهى أنه كان مخصصًا لتجار القطن وأيضًا كان العديد من الفنانين يحبون الجلوس به حتى الآن وجميع فئات بلاد العالم لأنه المقهى الأشهر بالإسكندرية، كما أن صاحبه يرفض جلوس أى زبون يتلفظ بألفاظ بذيئة أو يكون مشكوكًا فيه».