الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لماذا نكره الإخوان؟

لماذا نكره الإخوان؟

يقولون فى الأمثال «إذا عرف السبب بطل العجب»، مقولة تنطبق بنسبة 100 % على الجماعة الإرهابية وعلى جل من تولى قيادتها، وبالتبعية على من يتبعونها أو انضموا إليها سابقا أو حتى لاحقا، الأسباب عديدة ومتعددة ولا يمكن حصرها فى مقال واحد، فهى من وجهة نظرى تحتاج إلى مجلدات، فمنذ بداية تكوينها على يد مؤسسها حسن البنا وهى لم تحظ فى أى وقت من الأوقات بأدنى درجة من درجات التعاطف من جميع المصريين، لأنهم فى الأساس جماعة أحادية التفكير، لا تفكر سوى فى نفسها ولا تهتم بمصلحة الشعب أو المجتمع الذى تنتمى إليه اسما فقط، كما أن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، أيا كان نوعها أو هدفها، ولذلك لم يكن بمستغرب عليها وعلى من يتولونها أن يضعوا يدهم فى يد المحتل الأجنبى ليتلقوا منه الدعم والمال كنوع من المشاركة فى تأسيسها، ولهذا أضحت بمعزل عن الشعب الذى كافح وجاهد فى سبيل طرد المحتل من الوطن.



ومثلما عزلت نفسها عن الشعب فشلت أيضا فى تحقيق أى تقارب مع جميع النظم السياسية التى تولت حكم مصر، سواء فى عهود الملكية أو عقب ثورة 23 يوليو، وحتى عندما واتتهم الفرصة فى عهد مرسى، فشلوا أيضا فى استغلالها ورفضهم الشعب المصرى عن بكرة أبيه وطالب بعزل ممثلهم ونادى بسقوط مرشدهم وجماعته، بعد أن حاولوا أخونة مصر ومحو هويتها لإعلاء شأنهم والحفاظ على مصالحهم، ووصل بهم الأمر إلى التخطيط لبيع تراب الوطن لصالح من يدفع أكثر، ورغم أن ثورة 30 يونيو أنهت تماما وجود هذه الجماعة على أرض الواقع، إلا أن البعض من قادتها الهاربين فى الخارج ما زالوا يروجون أنهم على صواب وأن جماعتهم هى الحل، وأن خلاص مصر لن يتم إلا عن طريقهم، وهذا ما يؤكد أن هذه الجماعة ومن يمثلها ليسوا سوى أصحاب غرض تحول فى عقولهم الهرمة إلى مرض لا شفاء منه على المدى القريب أو البعيد، والغريب أنهم لم يفكروا ولو للحظة لماذا نكرههم ولا نشعر كمصريين يعرفون معنى الوطن بأى نوع من أنواع التعاطف أو حتى الشفقة بهم؟، لإدراكنا التام بحقيقتهم الواضحة وضوح الشمس، بداية من اتجارهم بالدين مرورا بالكذب وتزييف الحقائق وممارسة القتل والعنف والسحل والضرب والتنكيل لإقصاء جل من يعترض طريقهم، وصولا إلى الاستعلاء الذى تلبس ذواتهم منذ بداية تكوين جماعتهم وجعلهم يتعدون على أملاك وحقوق الغير، ناهينا عن تغليب مصالحهم على أى مصلحة أخرى حتى ولو كانت تتعلق بالوطن وأمنه وسلامته.

جميعها أسباب مقترنة بقلة الخبرة بالسياسة ودروبها وبالدين الذى يتاجرون به آناء الليل والنهار، أسباب تثبت أن السياسة التى يتبعونها فى إدارة شئون جماعتهم الإرهابية والتى حاولوا فرضها علينا وقت مرسى، ولدت فاشلة وتتسم بانعدام الخبرة والجهل والغباء، وتفتقد الحنكة الوعى والمعرفة، لهذا كانت ثورة المصريين عليهم فى 30 يونيو، ولكن لمن نقول أو نتحدث، لذلك على القلة الباقية منهم أن يعوا الدرس ويفهموا الإشارات حتى لا يصبحوا أغبياء مثل من سبقوهم، ممن يخلطون الدين بالسياسة للوصول إلى قلب شعب يتسم بالتسامح والوسطية فى جل ما يخص أمور دينه، وهو نفس النهج الذى أتبعته الأحزاب الدينية التى سمحوا بوجودها على الساحة السياسية، والتى سبق أن مثلت بالجثث على نحو يخالف جميع الأعراف والتقاليد المصرية، ويحاصرون المنشآت (المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى) بمنتهى الاستهانة لتقويض قواعد ودعائم الدولة المدنية التى يرفضونها، ويحاربون الإعلام عن طريق الجهلة من أتباعهم مثل الوزير الإخوانى الذى تولى وزارة الإعلام فى غفلة من الزمن، ويجعلون من مهندس رى (عاشق للسيدات) لا يعرف الفرق بين نسبة المطبوع من المرتجع الحاكم بأمره فى شئون الإعلام، ويجندون رئيس وزراء ونائبا عاما لتنفيذ أوامرهم، للسيطرة على السلطة التنفيذية والقضائية لتحقيق أغراض التمكين والاستحواذ التى ينشدونها، بحيث يصبح لا قانون يهمهم أو يردعهم طالما أن الورق والدفاتر فى حوزتهم.

هؤلاء هم الإخوان الذين لا نحبهم، وتلك هى الأسباب التى نعرفها وتبطل العجب فى عدم حبنا لهم ولأمثالهم، وبالتالى تجعلنا فى النهاية نكرههم ونكره سيرتهم.