الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رؤيتى الشخصية..  ظاهرة يعقوب

رؤيتى الشخصية.. ظاهرة يعقوب

كشف محمد حسين يعقوب، أحد أبرز السلفية أثناء الإدلاء بشهادته فى القضية التى اتهم فيها (12) شخصًا بالتورط فى عدة هجمات استهدفت رجال الأمن بمحافظة القاهرة والمعروفة إعلاميًا بقضية «داعش إمبابة» عن تطبيق معاصر للظاهرة المخزية للتجارة بالدين، واستغلال للمكاسب الدنيوية التى ربما تتجسد فى فكر هؤلاء يعقوب وأمثاله فى ملء البطون وإشباع الشهوات وتحقيق الثراء الفاحش السريع.



تنصل يعقوب من نشاطه الدعوى أثناء شهادته ونفى أن يكون متخصصًا فى الفقه الإسلامى، وقال إنه لا يحمل شهادة تؤهله للفتوى. فهو حاصل على دبلوم دار المعلمين، وهى شهادة متوسطة تسمح لحاملها بالتدريس فى المدارس الابتدائية فقط وكل ما يقوله هو اجتهادات شخصية بناء على قراءاته.

قال ذلك بعد أن ظل يعتلى المنبر سنوات طويلة يفتى فى شئون الدين والدنيا يحل ويحرم حسب هواه، واجتذب بمظهره الخادع وبالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قطاعات كبيرة من الأتباع، ولقيت شرائط الكاسيت التى تحمل دروسه رواجًا كبيرًا وأصبح هو وأمثاله يظهرون بصورة لافتة فى القنوات الفضائية خاصة فى السنة البغيضة التى حكم فيها الإخوان مصر.

ولا يجب أن نلوم على يعقوب وحده أنه لا يحمل شهادة تؤهله للفتوى والخطابة فى العامة، فسيد قطب نفسه لم يكن يحمل شهادة عالية ورغم ذلك تجرأ على كتاب الله وفسّره تفسيرًا لم يحدث فى تاريخ الإسلام ليس لأنه أتى فيه بجديد أو مفيد؛ وإنما لأنه خالف منهج السلف والخلف فى تفسير القرآن الكريم؛ حيث أخضعه وفقًا لهواه هو عكس الصحابة والتابعين الذين أخضعوا هواهم لمراد الله عز وجل.

إن العيب ليس فى هؤلاء؛ ولكن العيب فى تلك الأصنام البشرية التى ألغت عقولها وباعت ضمائرها وانساقت وراء هؤلاء الجهال وصنعوا منهم أبطالًا ونجومًا، وساقوا أنفسهم اختيارًا للسير خلفهم وكأنهم يمضون إلى الانتحار أن الله سوف يسأل كل من جلس أمام هؤلاء الأشخاص وانتهج منهجهم وسار وراء أفكارهم عن عقولهم التى باعوها وإرادتهم التى ضيّعوها.

وحسنًا، فعل النائب طارق رضوان عضو مجلس النواب الذى تقدم باقتراح يمنع غير المتخصصين فى مجال الدعوة والإفتاء بالتحدث فى الأمور الدينية أو إصدار الفتاوى وهذا ما كنت أنادى به منذ سنوات طويلة فى مجلة روزاليوسف فهل آن الأوان أن يتم تفعيل هذا الاقتراح! 