الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

2 يوليو 2013.. «البطولة والتضحية» «مذبحة بين السرايات» شاهد على إرهاب الإخوان

عقب المشهد المهيب لثورة الشعب فى 30 يونيو، كانت جماعة الإخوان «الإرهابية» تستعد لتنفيذ ما اعتادوا عليه منذ التأسيس، «الشرعية بالدم» كانت تلك شارة الانطلاق من مرسى لأنصاره، وهو يهذى خلال خطابه الأخير فى 2 يوليو 2013، دفاعًا عن شرعيته «المهترئة» أمام زحف ملايين المصريين فى مختلف الميادين، وكان من أول ضحايا «شارة القتل»، سكان منطقة بين السرايات المجاورة لاعتصام النهضة الإرهابي، فبالأسلحة النارية والبيضاء اتجه أنصار المعزول للانتقام من المواطنين الأبرياء، فى مشهد دموى تحولت فيه المنطقة التجارية إلى ساحة قتال برائحة الدم والرصاص.



 

كانت أحداث منطقة «بين السرايات» من أصعب عمليات العنف التى نفذها أنصار جماعة الإخوان «الإرهابية» على المدنيين العُزل، ردًا على التظاهرات الحاشدة التى خرجت فى جميع أنحاء الجمهورية تطالب برحيل مرسي، فكان المشهد حافلًا برائحة الدم والرصاص، واستمر لأكثر من 9 ساعات، قتل خلالها نحو 22 شخصًا، وأصيب نحو 270 آخرين، من بينهم الشهيد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، الذى أصيب بطلق نارى فى وجهه، توفى على إثرها بعد رحلة علاج طويلة.

ساحة قتال 

بدأت الأحداث بمناوشات بين أنصار الإخوان وأهالى بين السرايات، مساء الإثنين 2 يوليو قبيل خطاب الشرعية، وعقب انتهاء مرسى من خطابه اشتعلت الاشتباكات، وأطلق خلالها مؤيدوه الرصاص على الأهالى، مستخدمين الأسلحة الآلية والخرطوش، أثناء ذلك كانت مسيرة للإخوان قادمة من كوبرى ثروت تجاه اعتصام النهضة «الإرهابي»، وعندما شاهدوا سيارتين عليهما ملصقات «ارحل» أمام بوابة كلية التجارة المواجهة للمنطقة، أشعلوا النيران فيهما بعد التعدى على أصحابهما، وأطلقوا الأعيرة النارية فى الهواء لترهيب الأهالي، الذين تجمعوا بكل بسالة للتصدى لإرهاب العناصر المسلحة، فتحولت المنطقة لساحة قتال سقط فيها ضحايا والعشرات من المصابين، تم نقلهم لمستشفى بولاق الدكرور.

وحين بلغت الاشتباكات ذروتها، وصل عدد من قوات شرطة قسم بولاق الدكرور لكى تفض الاشتباكات المسلحة، لكنها سرعان ما وجدت ضرورة الاستعانة بعدد أكبر من القوات، بعد اكتشاف وجود أسلحة خطيرة مع العناصر الإخوانية التى اعتلت أسطح مبانى الجامعة، وأثناء ذلك أصيب المقدم ساطع النعماني، فسارع الأهالى بنقله على «موتوسيكل» إلى مستشفى بولاق.

وتطورت الأحداث -حسب رواية السكان- بعد أن اقتحم الإرهابيون عددًا من المنازل والعقارات المطلة على الشارع الرئيسى لتأديب الأهالى واعتدوا على النساء والأطفال، وأصابوا بعض الشباب بجروح قطعية، ودمروا عددًا من المحال التجارية والمكتبات، إضافة لخطف بعض الأهالى والاعتداء عليهم داخل الاعتصام المسلح.

واستمرت الاشتباكات حتى وصلت مدرعات الجيش إلى المنطقة يوم 3 يوليو، وقد استقبلها الأهالى بالترحاب والهتاف «الجيش والشعب إيد واحدة»، وقد كشفت تحقيقات النيابة عن استخدام الجناة بنادق قناصة وأسلحة آلية ضد أهالى منطقة بين السرايات، وتبين من معاينة النيابة لخمسة ضحايا عن استخدام أسلحة آلية فى قتلهم، كما تبين فى المعاينة الأخيرة للجثث أن أغلب الإصابات متمركزة فى الصدر والرأس دليلًا على تعمد القتل.

 الإخوان غدارين! 

«محرر روزاليوسف»، توجه لمنطقة بين السرايات، لنقل روايات الأهالى عن ذكريات الساعات الدموية، التى حاول فيها الإرهابيون من جماعة الإخوان، السطو على منطقتهم واحتلالها، ردًا على مشاركتهم فى ثورة 30 يونيو.

حيث قال محمد مسعود، أحد السكان وصاحب إحدى المكتبات، إن اعتداء أنصار الإخوان على بين السرايات، كان أشبه بالحرب، فلم يرحموا كبيرًا أو صغيرًا، وأنهم جماعة لا تعرف سوى الدم، ولا يعرفون الرحمة والإنسانية، وأضاف «كنا داخل منازلنا وقت الأحداث وفوجئنا باقتحام ملثمين حاملين الأسلحة النارية والخرطوش ويقومون بإخراج الشباب إلى الشارع والتعدى عليهم وتمزيقهم بالسكاكين والآلات الحادة».

متابعًا: «الإخوان غدارين، من اللحظة الأولى لتواجدهم بميدان النهضة حسينا بعدم الأمان، علشان كده أخدت مراتى وولادى ونزلنا ميدان التحرير نشارك فى الثورة، ونقول لمرسى ارحل ونقول للإخوان مش عاوزينكم، كنت وقتها 51 سنة لكن الميدان وصوت هتاف الشباب زود قوتى وحماسي، كنت بهتف بأعلى صوت «ارحل»، مضيفًا «أنا فخور إنى كنت جزءًا من الثورة، وإنى جبت حق شهداء بين السرايات، وجبت حق مصر».

 «كنت هموت من الفرحة يوم 3 يوليو» 

ثم التقط منه طرف الحديث، صاحب إحدى المكتبات «محمد حسين» 56 سنة، وقد بدا عليه التأثر بعد تذكره لحظات الألم التى عاشتها «بين السرايات»، قائلًا: «عشنا فى دمار، والمكتبات قفلت، ناس ماتت، وناس عزلت، الإخوان احتلوا المنطقة وكانوا بيسرقوا المحلات، قتلوا كريم عجيبة، ومحمد يوسف، وزيزو وأبوه، وعبدالنبى إللى عذبوه فى النهضة 10 أيام وغيرهم كتير»، وتابع أن تاريخ الإخوان الأسود هو ما دفعه للمشاركة فى الثورة، «الإخوان طول عمرهم مجرمين لا يعرفوا وطن ولا دين، علشان كده نزلت فى ثورة يونيو، فضلت فى الميدان علشان حق إللى ماتوا، وكنت هموت من الفرحة يوم 3 يوليو، بعد ربنا ما كرمنا وانتصرنا عليهم».

 «حاولوا يكسروا الشباك علينا.. وقالولنا يا كفرة»

«مني» إحدى سكان المنطقة قالت: «حاولوا يكسروا شباك بيتنا فى الدور الأرضي، وكنت مرعوبة من صوت الرصاص والتكسير فى الشارع، قعدت أصرخ وأقول لهم كل اللى جوه حريم حرام عليكم سيبونا فى حالنا ففوجئت بهم يجلسون أمام المنزل ويرددون: «الإسلام هو اللى هيحكم، وإحنا مش هنسيبكم فى حالكم يا كفرة».

«كانوا عاوزين يحتلوا المنطقة»

سمير العشري، موظف سابق بجامعة القاهرة، قال إن هجوم الإخوان كان من أصعب لحظات حياته، وأنه لا ينسى ذلك اليوم، الذى سقط فيه العديد من شباب بين السرايات، مضيفًا: «لما الإخوان وصلوا هنا كانوا عاوزين يحتلوا المنطقة، فوجئنا بهجومهم علينا ويصيحوا «الله أكبر وإلى الجهاد»، ضربوا نار علينا، ودخلوا شوارعنا وبيوتنا، ضربونا وبهدلونا، وقتلوا إخواتنا كتير من غير أى ذنب».

وتابع «العشري»، أنه شارك فى الثورة بميدان التحرير، لإسقاط مرسى وجماعة الإخوان «الإرهابية»، «كنت فى التحرير فخور إنى مصري، وكنت حاسس بالأمان إللى فقدته فى بيتى بسبب الإرهابيين، الحمد لله إن بلدنا رجعت لنا.. وربنا يخلى الرئيس السيسي».