الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فقد بصره ليرى بعيون المصريين: العميد ساطع النعمانى «شهيد الأرض الطاهرة»

«الحمد لله إن أنا مصرى وبنتمى للأرض الطاهرة دى»، واحد من أبطال مصر الذين ستظل دماؤهم شاهدة على إرهاب جماعة الإخوان، الشهيد ساطع النعمانى، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، الذى قدم نموذجًا رائعًا للصمود والبسالة، عندما تصدى لمسلحى الإخوان فى أحداث بين السرايات، رافضًا أن يترك موقعه للإرهابيين، فأصيب فى وجهه برصاصة غادرة من يد آثمة، أفقدته البصر، لكنها منحته البطولة فى عيون كل المصريين.



 

حفر الشهيد العميد ساطع النعمانى اسمه فى تاريخ بطولات الوطن، وأصبح أيقونة الشرطة، بفضل بطولته وبسالته ورسائله الصادقة للمصريين خلال رحلة علاجه، فقد خرج من مكتبه بقسم بولاق الدكرور مساء 2 يوليو 2013، استجابة لاستغاثة أهالى بين السرايات من اعتداء ميليشيات الإخوان عليهم بالأسلحة النارية، فأصيب فى وجهه إصابة بالغة، قال شقيقه أنها برصاصة «دمدم» –المحرمة دوليًا-، لتبدأ بعدها رحلة علاجه التى استمرت 5 سنوات.

وقد روى الشهيد النعمانى تفاصيل ما شهده من أحداث بين السرايات، حيث قال: «يوم 2 يوليو فوجئت بمجموعة كبيرة من أهالى بولاق الدكرور واقفين فوق كوبرى ثروت، ومجموعة كبيرة من أهالى بين السرايات فى أول شارع المرور، سألتهم فى إيه قالوا لى إن فيه ضرب نار من عند أسوار الجامعة من ملثمين، فطلبت منهم أن يرجعوا ولا يشتبك أحد منهم؛ لأنى مش عايز حد فيهم يموت، أو يتعور، وفضلت أجرى بين كوبرى ثروت أطلب من أهالى بولاق الدكرور العودة، ثم إلى شارع المرور أطلب من أهالى بين السرايات العودة لبيوتهم، وحاولت التصدى مع رجالى للعناصر المسلحة، وأثناء ذلك فوجئت برصاصة فى وجهى اعتقدت فى البداية أنها «طوبة»، وضعت يدى على وجهى ملقتش عينى، لينقلنى الأهالى إلى مستشفى بولاق الدكرور على موتوسيكل، ثم تم نقلى إلى مستشفى الشرطة بسيارة إسعاف».

ويقول النعمانى: «كنت بقول إنى ميت خلاص.. لكن الحمد لله انكتب لى عمر جديد»، وإنه كان سعيدًا أنه سيموت شهيدًا، لكن كُتب له عمر جديد، وهو ممنون ومدين بالفضل للرئيس السيسى ووزير الداخلية الأسبق، بعد أن قررا سفره للعلاج فى الخارج، وكان النعمانى قد عاد إلى مصر فى 16 سبتمبر 2014 بعد رحلة علاجه الأولى بالخارج، واستقبل حينها استقبالًا حافلًا فى مطار القاهرة، وهو ما دفعه لإلقاء كلمته الشهيرة: «أنا كل خوفى إن الوزارة تحيلنى للمعاش، ومستعد أشتغل أى حاجة حتى لو هفتح باب الوزارة وأقفله، وابنى ياسين إن شاء الله هيطلع ضابط وهيكمل رسالتى، وأهالى بولاق فوق راسى».

وقد حظى «النعمانى» قبل وفاته بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2015، خلال حفل تخرج دفعة جديدة بكلية الشرطة، وتمت ترقيته استثنائيًّا إلى رتبة عميد لأول مرة فى تاريخ الوزارة، ووجه الرئيس «السيسى» التحية والتقدير له، مشيدًا بتضحيته بنفسه فى سبيل الوطن، وقبّل الرئيس رأس العميد النعمانى، الذى أهدى السيسى ميدالية عليها دماؤه كان يرتديها وقت إصابته، وقال «فقدت بصرى.. والآن أرى بعيون المصريين.. ظللت 3 أشهر فى غيبوبة تامة، وإرادة الله أعادتنى للحياة مرة أخرى».

كما أطلق اسم العقيد ساطع النعمانى على مدرسة طابا الابتدائية ببولاق الدكرور، ونال العديد من التكريمات، حتى توفى فى 2018، ليرحل جسده، ويبقى اسمه خالدًا فى سجلات الأبطال.