
طارق مرسي
غرام المبدعين
فى نسخة أنيقة بقلم رشيق يعزف بمداده سيمفونية الكتابة الرائعة والقراءة الممتعة، يواصل الكاتب أيمن الحكيم فتوحاته الأدبيّة، وبعد رائعته «غرام المشايخ» الذى لم يستعرض فيه قصص حب كبار المشايخ المصرية؛ بل كمرجعية ضد التطرُّف يفاجئنا بكتاب «غرام المبدعين» والذى يطرحه فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يستمر حتى 15 يوليو القادم.
كتاب «غرام المبدعين» وحكايات حب العشاق المجانين تأليف «أيمن الحكيم» ووضع له مقدمته الكاتب والأديب محمد المخزنجى، يستعرض بالوقائع والوثائق والمستندات قصص حب وزواج ونزوات كبار المبدعين أو مبدعى الجمال (لحوالى 16 اسمًا من الأدباء والشعراء) عبر 290 صفحة.
الكتاب كما وصفه الأديب الكبير محمد المخزنجى بأنه حدائق الغرام وكما قال الحكيم يأخذك فى رحلة مثيرة وممتعة إلى تضاريس قلوب كبار المبدعين وتتعرف فيها على غرامياتهم ونزواتهم العابرة وقصص عشقهم الصادقة وعلى تجارب الحب التى غيّرت حياتهم وملأتهم بالنشوة، وتلك التى كسرت قلوبهم وحفرت جراحًا غائرة.
فى كتاب الحكيم الشيق تفاصيل مذهلة وإجابات جامعة مانعة لأسئلة حساسة منها: كيف أحب وتعذب يوسف إدريس ونجيب محفوظ ومأمون الشناوى ومحمود درويش وأمل دنقل وإبراهيم عبدالمجيد وجمال الغيطانى ولينين الرملى وفاروق شوشة.
وعبر 14 صفحة تحتوى على 6 فقرات يفتح الحكيم الملف العاطفى للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس والذى تتصدّر صورته مع زوجته السيدة لولا غلاف الكتاب وفى فصل تحت عنوان (إحسان عبدالقدوس ولولا «المرأة التى سحرت ساحر النساء» تحدث عن غرام إحسان أو من علّمنا الغرام - على حد وصف المؤلف - لا يكتفى أيمن الحكيم بتفاصيل قصة زواج الكاتب الكبير؛ بل بدأ بمعارضة الكاتب الكبير والاختلاف معه هذا الاختلاف الذى لايفسد للود قضية ويقول أيمن: أول ما يستوقفك فى قصة «سان ولولا» أنها تكشف لنا إننا عشنا مع إحسان خدعة طويلة عندما صدقنا كلماته: فى حياة كل منا وهم كبير اسمه «الحب الأول»، ذلك أن صاحب هذا الرأى عاش الحب الأول؛ بل عاشه من أول نظرة وظل حبه الأول والأخير متوهجًا لم تخب شعلته طيلة 47 سنه متصلة.
يقول الحكيم: الحب والزواج هما أول قرار ثورى فى حياة إحسان وأن التفاصيل كفيلة لإثبات أنه حقيقى تمامًا، قصة حب وزواج تخللتها دراما حقيقية وتصلح أن تكون رواية مستقلة تضاف إلى مكتبته الإبداعية التى تضم أكثر من 50 رواية و55 كتابًا وعشرات القصص التى تحولت إلى أفلام ومسلسلات وكانت زوجته لولا هى صاحبة الدور الأهم فى وصوله لهذه المكانة.
يستعرض المؤلف قصة زواج إحسان محمد عبدالقدوس ولواحظ عبدالمجيد المهيلمى ومحطات الحب من النظرة الأولى التى بدأت بإعجابه بصورة لها معلقة لدى صديقة والدته السيدة فاطمة اليوسف والتى ذهب إليها لتقديم طبق عاشوراء من صنع والدته وكانت هذه الصدفة السعيدة موعدًا مع الحب.
ولا يكتفى أيضًا «أيمن الحكيم» عند «غرام إحسان» بكل لحظة حلوة تكشف تفاصيل الزواج والحب الأول والأخير للكاتب الكبير نقلها بصدق وأمانة من نجله الكاتب الكبير محمد عبدالقدوس والذى بدأ سريًا لمدة 3 أشهر ثم خرج للنور بعد رحلة صمود وكفاح واستمر 47 عامًا؛ بل يتحدث عن مراحل صعوده الصحفى والإشارة إلى تلك المرأة الفولاذية «روزاليوسف» التى أسَّست أول مدرسة صحفية سجلت تاريخ هذا الوطن لتواجه بكل جسارة أعداء الشعب؛ الإنجليز وأحزابهم والحكومات المستبدة وأجهزتها الأمنية وجبروتها.
وبأسلوب يجمع بين الرصانة الأدبية واللغة الصحفية وباقتدار، يفتح لنا فى كتابه الثمين ملفات العشق والهوى لمبدعين عظام وأسماء لها تاريخ عظيم وبعناوين صحفية متمكنة؛ بدءًا بقصة الأديب يوسف إدريس ورجاء الرفاعى المرأة التى روّضت الإعصار، وغراميات العاشق الخجول الكاتب جمال الغيطانى، وعندما يأتى الحب كطوفان فى آخر العمر لعبدالرحمن الأبنودى ونهال كمال، والملف العاطفى لأديب نوبل نجيب محفوظ، وغراميات العاشق الدائم محمود درويش وقصة الحب التى ضيعت الشاعر الكبير كامل الشناوى وأغرب قصة حب بين لينين الرملى وفاطمة المعدول، مرورًا بحملة تفتيش فى قلب الشاعر فاروق شوشة، حتى قصة حب صاحب فساد الأمكنة الكاتب صبرى موسى والكاتب الصحفية أنس الوجود رضوان وحريم إبراهيم عبدالمجيد، وغراميات إبراهيم داود المدهشة، وأخيرًا الحب فى زمن المينى چيب مع الكاتبة هالة البدرى، وكلها روايات جميلة ومدهشة وبقلم عاشق للإبداع والمبدعين.