الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم..  30 يونيو.. إجهاض المزاد العلنى المنصوب للوطن والنساء

غناء القلم.. 30 يونيو.. إجهاض المزاد العلنى المنصوب للوطن والنساء

لماذا نحتفل بثورة 30 يونيو 2013؟ سؤال يراودنى كلما اقترب هذا التاريخ الاستثنائى فى حياة الشعب المصرى، وفى حياة أعدائه المتسترين وراء كلام الله، وشرع الله، وحدود الله؟



والإجابة بكل بساطة، لكل منْ لا يزال يتشكك، ولا يفهم، أو لا يريد أن يفهم، أنه لولا 30 يونيو 2013، لفقدت مصر كل مقومات وجود الدولة، وأصبح الشعب المصرى ممزقًا، فى ولايات إسلامية عليها أعلام المصحف والسيف، وأعلام سوداء من ثقافة الصحراء، يتقاتل فى حروب أهلية دينية، طائفية، مذهبية، من أجل استعادة خلافة السلاطين العثمانية.

لولا 30 يونيو 2013، لتحولت فتيات ونساء مصر إلى جوارٍ، وملك يمين، وملك يسار، ومسبيّات، عورات مخفيات تحت كفن القماش الأسود، لا إرادة لهن فى أى شىء، ولا وظيفة لهن إلا إسكات الغرائز لجيش الاحتلال الدينى، وكثرة الخِلفة، لتعزيز كثرة أنصار الخلافة الإسلامية، وعشاق الدول الدينية.

لولا 30 يونيو 2013، لأغرقت الشوارع بدم أنصار الدولة المدنية، والمدافعين والمدافعات، عن الفن والإبداع والغِناء والرقص والنحت، والتصوير والسينما، والحب والحرية، والاقتصاد المنتج، والسياحة، وآثار الحضارة المصرية القديمة. 

بقيام ثورة 30 يونيو 2013، لن تسمح مصر بعد ذلك، بحكم رجال الدين، أو رجال يلبسون الزى المدنى بعقلية وأهداف ومزاج الدولة الدينية.

فى 30 يونيو 2013، اكتشفنا من جديد، فصيلة الدم الذى يسرى فى عروقنا، وتعرفنا من جديد على ملامحنا الأصيلة، التى تشوهت عن عمد متنمر.. نظرنا إلى الشمس، فأعلنت أنها فى إجازة، لأنها ستشرق اليوم فى عيون المصريات، والمصريين، وعلى شفاههم.  فى 30 يونيو 2013، توقف كوكب الأرض عن الدوران، فقد اكتفى بدوران الملايين من المصريات، والمصريين، حول بعضهم البعض، وقد أزاحوا «جاذبية الأرض» لإحلال «جاذبية الشعب» بدلاً منها.

يوم كان المفروض حسب المعلومات الفلكية، والأرصاد الجوية، أن يكون شديد الحرارة، والرطوبة، لكن بقدرة وإرادة ورغبة وحماس الملايين من المصريات والمصريين، أصبح يومًا نديًا لطيفًا معطرًا، يجعل الخروج إلى الشارع، نزهة مبهجة، للكبار، والصغار.

يومًا تحولت فيه مصطلحات «الحرية»، «التحرير»، «الثورة»، إلى صناعة مصرية وطنية خالصة، عالية الجودة، لا تقبل المنافسة، تستعصى على التقليد، يحسدها العالم.

يوم من الزمان، فتح التاريخ أبوابه الذهبية للشعب المصرى، لكى يقول حُكمه النهائى، اليقظ، النافذ، لا رجعة فيه، ولا نقض، ولا استئناف، ضد سماسرة الأوطان، وتجار الدين، ولصوص الحرية، والمستثمرين فى بيع الأسلحة، وبيع النساء.

أوقف الشعب المصرى «المزاد»، الذى كان مخططًا منذ سنوات طويلة، منصوبًا بتحالف محلى ودولى لبيع مصر، بالجملة، وبالقطاعى.

بعد مضى 8 سنوات، على هذه الثورة المرموقة، غير المسبوقة، لا يزال أنصار الدولة الدينية، ينغصون علينا حياتنا بأشكال ودرجات مختلفة، وهذا أراه شيئًا إيجابيًا، لصالح مصر. فالصراعات تفضح ما كان مستترًا، وتكشف حقيقة الأصدقاء والأعداء، والواقفين فى المنتصف مع الموجة الرائجة. الصراعات تغربل وتنقى.

ولكننى أناشد الدولة أن تطارد بشكل أكبر، وأكثر ضراوة، كل الجهات والمؤسسات التى مازالت تناجى التأسلم الطامح للحكم، وتتغطى تصرفاتها، وتصريحاتها، ومواقفها، بشكل يؤجج الحساسيات الدينية، ويرسخ اللغة الدينية، ويدعم الفهم والتفسيرات الدينية التى زرعتها عصابة الإخوان المسلمين وكل منْ وُلد من رحمها، منذ تأسيسها 1928، بفلوس الاحتلال الإنجليزى، وذلك اختصارًا للوقت، والتفرغ الكامل للنهضة، وبناء مصر المدنية الديمقراطية الحرة الحديثة. 

من واحة أشعارى 

فى 30 يونيو 2013

شعب مصر أذهل العالم

دون أوصياء من الحكام والفقهاء

انتفض من أجل الحرية

أبدًا لن تموت روح الثورة

رجال وشباب وأطفال زى الورد

يطردون تجار الوطن والأسلحة والدين

ونساء يهتفن: «المرأة ليست عورة».