الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مفاوضات الحسم في أزمة سد النهضة: اتحاد العرب فى مواجهة «النهضة»

«لن تقبل بفرض واقع جديد تتحكم فيه دول المنبع بدول المصب».. بهذه الكلمات أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر لن تتهاون فى حقوق شعبها فيما يتعلق بمياه نهر النيل، موضحًا أن إثيوبيا  تصر على تغافل كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التى تحكم الأنهار الدولية.



ووجه وزير الخارجية المصرى، رسائل حادة اللهجة إلى إثيوبيا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالعاصمة القطرية، الثلاثاء الماضى، لافتًا أن «صبرنا تعرض لاختبارات عدة ومصر تتصرف بمسئولية إزاء أزمة سد النهضة من منطلق إدراكها بتبعات تصعيد التوتر على أمن واستقرار المنطقة».

وأكد وزير الخارجية المصرى، أن إثيوبيا عملت على إفشال جميع  المفاوضات التى استمرت على مدار عشر سنوات، وأن الملء الثانى لخزان السد يعد «مخالفة جسيمة لاتفاق إعلان المبادئ»، موضحًا  أن «مصر مصرّة على استنفاد الحلول الدبلوماسية كافة، الأمر الذى دعانا ونحن هنا لنعرض الأمر على أشقائنا العرب، طالبين منهم الدعم للمسعى المصرى السودانى العادل».

وأكد  وزراء الخارجية العرب، فى البيان الختامى للجلسة غيرالعادية، أن الأمن المائى لكل من السودان ومصر هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، كما أعلنوا رفضهم لأى عمل أو إجراء يمس بحقوقهما فى مياه النيل، معربين أن الدول العربية تدعم حقوق مصر والسودان فى قضيتهم أمام الجانب الإثيوبى الذى أظهر مزيدًا من التعنت والمراوغة خلال مفاوضات العشر أعوام الماضية دون العمل على إيجاد حل للأزمة.

كما حثّ الوزراء العرب، مجلس الأمن لتحمل مسئولياته فى هذا الصدد واتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق عملية تفاوضية فعالة تضمن التوصل فى إطار زمنى محدد لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونا يراعى مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان) دولتى المصب، وإثيوبيا.

ودعا وزراء الخارجية العرب تونس، بوصفها العضو العربى فى مجلس الأمن، وكذلك اللجنة المشكلة بموجب القرار الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية التى عقدت بتاريخ 23 يونيو 2020 والمكلفة بمتابعة تطورات الملف والتنسيق مع مجلس الأمن فى هذا الشأن، التى تضم الأردن، السعودية، المغرب، العراق والأمانة العامة، بتكثيف الجهود والاستمرار فى التنسيق الوثيق مع السودان ومصر حول الخطوات المستقبلية فى هذا الملف.

من جانبه، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن الجامعة العربية بصدد اتخاذ  إجراءات تدريجية لدعم مصر والسودان فى النزاع حول السد، وطالب أبوالغيط مجلس الأمن الدولى للانعقاد لبحث الخلاف بشأن أزمة سد النهضة والتوصل إلى حل فى أسرع وقت.

وجاء اجتماع وزراء الخارجية للتأكيد على توحيد صف المجتمع العربى فى قضية سد النهضة، ولتأكيد خطورة المشهد وما يحمله من تهديدات قد تطال منطقة إفريقيا، كما أنه يؤكد دعم الدول العربية لأشقائها فى أزمتهم والتأكيد على جهود كل من القاهرة والخرطوم من حلول ومقترحات، ومحاولات للتواصل دون جدوى مع الموقف الإثيوبى.

ودعت مصر والسودان إلى «تدخل نشط من قبل المجتمع الدولى لدرء المخاطر المتصلة باستمرار إثيوبيا فى انتهاج سياستها القائمة على السعى لفرض الأمر الواقع على دولتى المصب»، فى إشارة إلى عزم أديس أبابا ملء سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل.